مايز عبيد

أهالي الشمال عن "خميس الغضب": نقابات تتحرك بأمر المنظومة

14 كانون الثاني 2022

02 : 00

خميس الغضب في طرابلس

مرّ يوم الغضب في الشمال كأي يوم من الأيام التي قبله، خلافاً لما اعلن منظموه سابقاً أن ما بعده ليس كما قبله. جاء دون مستوى التجييش الذي رافقه على المواقع الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي. مجموعات محدودة من العمال وسائقي السيارات نزلت إلى الشوارع والساحات وقطعت الكثير من الطرقات في طرابلس وعكار والمنية والضنية والكورة وزغرتا.

اعتباراً من مساء الأربعاء بدأ المحتجون التحضير لخميس الغضب، عبر قطع عدد من الطرقات في مناطق عدة من الشمال. صباح امس الخميس كانت كل الطرقات التي تربط مناطق الشمال بعضها ببعض أو تربط الشمال بمناطق أخرى كبيروت مقطوعة بالكامل، سواء بالسيارات أو بالشاحنات والباصات أو بالسواتر الترابية، تلبية ليوم الغضب الذي دعت إليه اتحادات النقل البري. وشارك رئيس إتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد ونقيب أصحاب الشاحنات محمد الخير ومصطفى بطيخ عن سائقي الباصات، في عدة نقاط تم فيها قطع الطرقات والإحتجاج، حيث عمد السائقون إلى قطع الطريق باتجاه بيروت بشكل كامل فيما بقيت الطريق البحرية سالكة وشهدت زحمة سير خانقة. ثم انتقل السيد الى وسط مدينة طرابلس حيث قطع السائقون الطريق في محلة الروكسي. تزامناً، قطع سائقو الشاحنات الطريق عند مدخل مرفأ طرابلس والتي تصل مدينة الميناء بمنطقة التبانة فعكار. وفيما اتخذت وحدات من الجيش تدابير مواكبة لتحرك السائقين شهدت مداخل الفيحاء تراجعاً في الحركة.

السيد دعا مجلس الوزراء إلى الإجتماع سريعاً والمبادرة الى النظر في أمور الناس وتلبية احتياجاتهم بالحد الأدنى المطلوب، معتبراً «أن تجاهل مشاكل الناس او تجاوزها لأسباب سياسية يعدّ كارثة حقيقية اضافية فيما يتحول الشعب برمته حطباً لنار الأزمة»، سائلا: «متى يحين وقت التوافق لصالح الناس؟ ويبدأ العمل لوقف التدهور ووضع حد لفوضى سعر الصرف وما يرافقه من ارتفاع جنوني في أسعار كل السلع وانفلاش الفقر وانتشار السرقات في كل المجتمعات، وما يرافقها من توترات أمنية وسلب وتشليح؟ ومتى يستدرك المسؤولون انهيار البلد؟».

كما شارك في الإحتجاجات عمال بلدية طرابلس للمطالبة بحقوقهم، بالإضافة إلى تحرك احتجاجي مطلبي أمام منزل وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي.

اقفال المدارس والمؤسسات

على المقلب الآخر، أقفلت المدارس الخاصة أبوابها في مناطق الشمال التزاماً بقرار وزير التربية عباس الحلبي، كما أقفلت العديد من المؤسسات والمحال التجارية أبوابها في مدينة طرابلس والمناطق الشمالية الأخرى، فيما بدت حركة السير خجولة جداً.

يوم الغضب هذا كان يوماً لغضب الناس الموجودة في منازلها قسراً بفعل قطع الطرقات. وقد عبّرت عنه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، منتقدة «سياسة قطع الطرقات على المواطن التي لا توجع السلطة بل على العكس تخدم توجهاتها في إذلال المواطن في بلده»، واعتبرت أن «هذه تظاهرات السلطة عبر أزلامها من الإتحادات والنقابات الذين يأتمرون بأوامر المنظومة الحاكمة وينفذون أهدافها في خنق المواطنين وممارسة كل أشكال الإستبداد بحقهم وصولاً حتى حجز حرياتهم، تنفيذاً لأجندات سياسية لأركان السلطة في ما بينهم».


MISS 3