جاد حداد

Dear Mother... قصة فرنسية هزلية مبتذلة

15 كانون الثاني 2022

02 : 00

يقدّم الفيلم الفرنسي Dear Mother (أمي العزيزة) محتوىً قاتماً وغريباً وملتوياً بطريقة لم يجرؤ عليها أي فيلم هوليوودي بعد!

يدخل فيلم لورانت لافيت في خانة الأعمال غير التقليدية حتماً، بما أن فصوله الأخيرة تتمحور حول محاولة ابن معتدّ بنفسه وزوجته وصديقه البيطري التقاط صورة لمهبل والدته البالغة من العمر 80 عاماً!

من بين إنتاجات "نتفلكس" العالمية المتنوعة، يبدو مستوى هذا العمل متخبطاً ومتفاوتاً منذ البداية. تولى نجم الفيلم لورانت لافيت إخراج العمل (من أعماله Elle (هي) و Tell No One(لا تخبر أحداً)، وهي أول تجربة إخراجية له. تحرص مقدمة الفيلم على تذكيرنا بأن لافيت هو عضو في المسرح الوطني الفرنسي المرموق. لا تُحقق المشاهد السخيفة هدفها في جميع الحالات لكن لا مفر من أن يضحك المشاهدون، ولو اقتصرت المشاهد المضحكة على لحظات عابرة.

يؤدي لافيت دور "جان لوي"، وهو محامٍ يعيش زواجاً هشاً مع "فاليري" (كارين فيار)، فيتساءل طوال الوقت إذا كانت زوجته لا تزال تحبّه، لذا يشعر بالضياع والاستياء في معظم الأوقات. يتعرّض هذا الرجل لحدث غير متوقع يوماً في النادي الرياضي، أثناء تدرّبه على جهاز المشي، فيتوقف نبضه على شاشة الجهاز أمامه. يستعد صديقه البيطري "ميشال" (فنسنت ماكين) لنقله سريعاً إلى المستشفى بعد إخراج آلة من حقيبته الطبية للتأكد من غياب النبض في قلب صديقه، فيقول له: "قلبك لا يخفق"! ثم يسأله "جان لوي": هل الوضع خطير"؟ فيجيب "ميشال": "الوضع... مقلق"!

لكن حين تشاهد "فاليري" زوجها وهو يتلقى الرعاية الطبية، تُفكّر بأنه قد يستفيد من زيارة المرشدة الروحية ومدرّبة الحياة "مارغو" (نيكول غارسيا). تبرع "مارغو" في رصد الأمور الخفية والشعور بها. هي تقول لـ"جان لوي" حين تقابله: "حياتك موجودة في بطن الثعبان. كيف يمكن أن يتقيأك هذا الثعبان؟".



سرعان ما تكتشف أنه مصاب بمشاكل نفسية بسبب علاقته مع والدته. لتجديد خفقان قلبه، يجب أن يحل تلك المشاكل ويلتقط صورة لأعضاء والدته التناسلية! تتطلب هذه العملية مناورات وأكاذيب وتوسّلات كثيرة. لكن يضطر "جان لوي" قبل كل شيء لزيارة والدته المسنّة واللطيفة ظاهرياً "بريجيت" (إيلين فنسنت)، علماً أنه لم يقابلها أو يتكلم معها عبر الهاتف منذ أربع سنوات.

العمل مقتبس من مسرحية للممثل والكاتب المسرحي سيباستيان تييري، لكن يُخفِق لافيت في تعامله مع السيناريو في مناسبات متكررة رغم انتمائه إلى المسرح الوطني الفرنسي. لا يكف "جان لوي" عن اعتبار حياته التعيسة "مسرحية هزلية"، لكن غالباً ما تكون المسرحيات الهزلية سريعة في إيقاعها، ولا ينطبق ذلك على هذا الفيلم.

يُفسِد إيقاع الأحداث المتخبّط أي مشاهد قادرة على إضحاك المشاهدين. لكن مع تراكم الأكاذيب، وتكثيف الجهود التي يبذلها البيطري لالتقاط الصورة المنشودة، وعدم انخداع "بريجيت" بـ"يوم الجار" حيث يُطلَب من الجميع التجول بلا ملابس على أمل أن تنضم الأم إلى الحدث، تبقى كاميرا "بولارويد" التي يحملها الثلاثي في كل مكان نافعة.

تعطي الضحكات غير المتوقعة أثراً إيجابياً أحياناً، لكن قد يجدها البعض باهتة ومفتعلة ومبتذلة، على غرار مشاهد الحلم التي يتخيل فيها "جان لوي" نفسه وهو يتقرب من والدته عبر الحبل السري الذي يجمعهما.

في النهاية، تبقى الكوميديا من أبرز الفئات السينمائية الذاتية، ما يعني أن الحُكم عليها يتوقف على أذواق المشاهدين. قد لا يروق هذا الفيلم للكثيرين. لكن إذا قررتَ مشاهدته، ننصحك بمتابعة العمل حتى النهاية. لا تنسَ أن الصور التي تلتقطها كاميرات "بولارويد" تحتاج إلى دقيقة كاملة قبل ظهورها بوضوح!


MISS 3