مايا الخوري

المخرجة ليال م. راجحة: أفضّل التأنّي في خطواتي الدرامية

22 كانون الثاني 2022

02 : 10

إنطلق عرض مسلسل "عالحد" باكورة أعمال المخرجة ليال م. راجحة الدرامية عبر منصة "شاهد"، بعد نجاحها سينمائياً في "حبة لولو" و"شي يوم رح فلّ" وسلسلة من الأغاني المصوّرة الرائجة. عن تجربتها الدرامية الأولى ومسيرتها الفنيّة، تتحدّث راجحة إلى "نداء الوطن".



أعلنتِ سابقاً عدم رغبتك في دخول مجال الإخراج الدرامي، ما ميزة "عالحد" الذي دفعك إلى تغيير رأيك؟

صحيح. لم أرغب في إخراج المسلسلات التلفزيونية، لكنني عندما اجتمعت مع المنتج زياد الخطيب والأستاذ صادق الصبّاح قررنا معالجة هذا المسلسل بإطار سينمائي وخوض هذه التجربة معاً.

عبّرت الصورة بجرأة عن المواضيع المطروحة، فهل أفسح عرضه عبر منصّة رقمية مشفّرة في المجال أمام ذلك ؟

يقرّر المشاهد الأعمال التي يريد متابعتها من خلال المنصّات عبر اشتراكه فيها، على عكس مبدأ الشاشة الصغيرة التي تدخل من دون إستئذان إلى البيوت، ما يسهّل عمل المخرج في كيفية معالجته للمواضيع المطروحة. لا يمكن معالجة موضوع جريء مثل التحرّش والإغتصاب مثلاً في النص، من دون التطرق إليه في الصورة. ويكون ذلك عبر إيصال الإحساس من دون خدش العين، أي أننا نوجع قلب المشاهد لا عينه، وقد حققنا ذلك في المسلسل.



سلافة معمار متوسطة جاد خاطر وليال م. راجحة



هل تختلف الرؤية الإخراجية ما بين العمل المعدّ للمنصّات وذاك المعدّ للشاشة؟

لا فرق بالنسبة إليّ طالما أن روح المخرج هي أساس أي عمل فني. تماشت شركة الإنتاج مع رؤيتي الإخراجية لهذا المسلسل، وكذلك التقنيون الذين يملكون خبرة وافية في تنفيذ الأعمال السينمائية، فسرنا جميعنا في الإتجاه نفسه. من جهة أخرى، بعدما تأثّرت الصناعة الدرامية والسينمائية المحلية في العامين المنصرمين بسبب إنتشار "كوفيد" والوضع الإقتصادي الصعب، شكّلت المنصّات ومنها "شاهد" فكرة جيّدة جداً لتقديم إنتاجات نوعيّة. برأيي من المهم الإستثمار في هذه الصناعة لأنها تحسّن العجلة الإقتصادية في البلد.

حرصت شخصياً على اختيار ممثلي "عالحدّ"؟

نعم، برأيي الكاست مهمّ جداً لأنني أريد تنفيذ رؤيتي الإخراجية الخاصة. أصررت مثلاً على مشاركة الممثل "إدمون حدّاد" في دور "عاطف" رغم تردّده وخشيته من إنعكاس هذه الشخصية على صورته الأبويّة، لكنني أحبّ طريقة عمله وتفكيره. قرأنا النص معاً وحضّرنا تفاصيل هذه الشخصية، مثلما فعلت مع الممثلين الآخرين، لتحديد الخيوط الدرامية للشخصيات وتركيبتها، مع الإفساح في المجال أمامهم للإضافة إنطلاقاً من خبراتهم أو نظرتهم الفنية الخاصة.

حرصت أيضاً على تعارف الممثلين قبل انطلاق التصوير؟

طبعاً، إذا لم تتوافر العلاقة الإنسانية بين الممثلين قبل بدء التصوير، سيبدو بارداً وباهتاً لا إحساس فيه، خصوصاً أن المواضيع المعالجة دقيقة ومؤذية أحياناً. لقد قرأت المسلسل مع الممثلين كلّهم بغضّ النظر عن حجم دورهم وقد أثنى جميعهم على ذلك.

تتعاونين للمرة الأولى مع الممثلة السورية سلافة معمار بطلة المسلسل، ما رأيك بأدائها؟

رغم أن سلافة ممثلة قديرة، تفاجأنا بأسلوب تعاملها الإنساني مع فريق العمل كله. تتميّز بقدرتها على الإصغاء وبانفتاحها على تبادل الأفكار. خلال 3 أشهر، تواصلنا يومياً مطوّلاً عبر الهاتف من أجل بناء الشخصية وتركيبها، لتأمين حركتها التصاعدية في المسلسل. إنها ممثلة متجاوبة جداً ومحترفة ومطّلعة، ذهنها حاضر دائماً للعمل، وتسعى لتقديم الأفضل.

هل سيمهّد هذا المسلسل أمام مسيرة جديدة لك في الإخراج الدرامي؟

لا أدري بعد، أفضّل التأني في خطواتي الدرامية. فإذا توافر موضوع مثير للإهتمام بظروف مناسبة تفسح في المجال أمامي للتصرّف بحرية وتقديم مستوى عالٍ، عندها لا مانع أبداً.

شارك فيلمك القصير "اليوم السادس" في مهرجان الفيلم اللبناني في فرنسا، أسوة بأفلام أخرى تدخل في إطار مواضيع الحرب، ما سبب إهتمام الجمهور الغربي بهذا النوع من الأفلام اللبنانية برأيك؟

يحكي الفيلم عن حرب 1982، متناولاً قصة إنسانية حدثت في تلك الفترة. وتُظهر كيفية تصرّف كل طرف وفق قناعاته، أي كيفية تصرّف العدو الإسرائيلي واللحدي والمقاومة المؤمنة تجاه الحدث نفسه، مسلّطة الضوء على منطق أن الإنسانية أهم بكثير ممّا يحدث على الأرض. للأسف، يحبّ الجمهور الغربي صورة لبنان المتوقّف زمنياً عند تلك الأحداث. ورغم أننا نفرح لمشاركة أفلامنا في المهرجانات العالمية إلا أنني أتساءل دائماً عن إمكانية عرض فيلمٍ لا يتعلق بالسياسة والفقر والأديان في تلك المهرجانات. أتمنى أن يتحقق ذلك وأن تُصنع أفلام كثيرة تستطيع الخروج من هذا المفهوم والتحليق عالمياً.

إنطلاقًا من معالجتك مواضيع إنسانية شيّقة في فيلميك السينمائيين "حبة لولو" و"شي يوم رح فلّ"، ألا تلعب السينما دوراً في معالجة الأزمة الإنسانية والمعيشية الآنية ؟

لا أعلم مدى تقبّل الناس لصور الوجع الذي نعيشه حالياً خصوصاً أنه تخطى المعقول. إن الأحداث التي خبرناها في العامين الماضيين مؤلمة جداً وجروحاتها عميقة جداً.

هل من مشاريع سينمائية مقبلة؟

أتمنى ذلك، كنت أكتب فيلماً جديداً قبل دخولنا مرحلة "كوفيد"، لكنه تأجّل.



أثناء التصوير مع الممثلين سلافة معمار وعلي منيمنة



إقتصر عملك في تصوير الكليب أخيراً، على أغنية مروان خوري "مهلا على قلبي" وأغنية ماريتا الحلاني"اذا فيك تنسى"، ما الذي يحكم غيابك وعودتك إلى هذا المجال؟

تهمّني هوية الفنان الذي أتعاون معه وتاريخه الفنيّ وإعجابي به وبأعماله مثل الفنان مروان خوري، لأنني أفضّل أن أكون إنتقائية في هذا الإطار وتابعة لإحساسي الخاص في العمل. أمّا بالنسبة إلى ماريتا الحلاني، فأحببت أغنيتها وإحساسها في الأداء، أصبحنا صديقتين بعد إنتهاء التصوير.

ما هي مشاريعك بعد إنتهاء "عالحد"؟

أفضّل عدم الإعلان عن المشاريع الجديدة قبل إنطلاق التنفيذ.

بعضهم متفاءل تجاه الوضع اللبناني فيما يئس آخرون وقرروا الرحيل، أي موقف تؤيدين؟

يسعى ربّ العائلة للهجرة من أجل تأسيس مستقبل أولاده والإستمرار، لكنني أعيش مع والدتي مكتفيتين، لذا سأبقى ولا داعي للرحيل. أصلّي من أجل مستقبل أفضل للبنان طالما أن الأحداث السيئة تتحكم بالحاضر. نعيش من دون أن نفهم شيئاً مما يدور حولنا، ننام ونستيقظ على قوانين مصرفية جديدة. يتحكّم العالم فينا ولا قرار بيدنا. أتمنى أن يحدث ما يقلب كل هذه المفاهيم. لن نغادر أبداً رغم هذه الظروف، وسأحرص أن أكون مثالاً لبنانياً جيّداً في الخارج من خلال أعمالي.


MISS 3