جان الفغالي

هادي: زياد غير مرشّح... زياد: ترشّحي لا يعلم به أحد سواي

22 كانون الثاني 2022

02 : 00

لم ينتظر المحامي زياد حبيش، شقيق النائب هادي حبيش، انتهاء الحلقة التلفزيونية لشقيقه، في برنامج «سؤال انتخابي» مع الاستاذ طوني خليفة، فعاجله بالرد، والحلقة ما زالت على الهواء، فكتب على فايسبوك: «علاقتي بالوزير الصديق جبران باسيل تعود لزيارة قديمة للوزير الى ابيدجان عاصمة ساحل العاج في 2 كانون الاول من العام 2014 ، وبالتالي العلاقة عمرها ثماني سنوات اي قبل قضية زوجتي العقيد سوزان الحاج، اما ترشحي او عدمه فهو مسألة لا يعلم بها احد سواي وسأتحدث عن هذا الموضوع لاحقا، مع كل محبتي لأخي الذي خضت كل معاركه الرابحة وبمباركة الوالدين العزيزين».

وأرفق البوست على فايسبوك بصورتين تجمعه مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في أبيدجان عام 2014.

ردُّ المحامي زياد حبيش، الهادئ والقاسي، في آن واحد، جاء تعقيباً على ما قاله النائب حبيش عن شقيقه زياد في أكثر من موضوع: قال أولًا أن زياد لن يترشح، وربما هذا ما استفز زياد ودفعه إلى الرد «على الحامي».

أما أكثر ما استفزّ زياد فقول هادي أن علاقة زياد برئيس التيار الوطني الحر حديثة العهد، وكأنه يوحي بأن هذه العلاقة بدأت بالتزامن مع ترقية زوجة زياد، سوزان، من رتبة مقدم إلى رتبة عقيد في سلك قوى الأمن الداخلي.

لا ينتهي السجال عند هذا الحد، بل حين «التوسع قليلاً في التحقيق»، نجد أن النائب هادي حبيش ينتقد علناً جهاز أمن الدولة (وقد فعل ذلك في الحلقة ذاتها)، فيما شقيقه زياد يشيد بمديرية المخابرات، غامزاً من قناة جهاز أمني آخر (قد يكون شعبة المعلومات)، وقد فعل ذلك في احد البوستات على فايسبوك، فكتب: «شهدت مديرية المخابرات نقلة نوعية في هذه المرحلة وعاد ليتربع اولا على رأس الاجهزة الامنية من جديد. العمليات النوعية والاستباقية تقوم بها المديرية بسرية وتحفظ ودون استعراضات اعلامية»، فمَن قصد «بالاستعراضات الإعلامية»؟

العارفون بهذا التباين يردونه إلى ملف العقيد سوزان حبيش في موضوع التحقيق معها في فرع المعلومات، وما تردد أخيراً من أنه سيتم تشكيلها من قوى الأمن الداخلي إلى جهاز أمن الدولة.

إلى أين سيصل «صراع الأخوين»؟

المحامي زياد حبيش أوحى في ما كتبه على «فايسبوك» أن الفضل يعود إليه في تحقيق نجاح المعركة الانتخابية لشقيقه هادي، من خلال قوله: «مع كل محبتي لأخي الذي خضت كل معاركه الرابحة»، وهذا ما يذكِّر بما كان الاستاذ غبريال المر يوحي به بأنه هو الذي كان يخوض المعارك الانتخابية لشقيقه النائب الراحل ميشال المر.

ولكن بعيداً من خلفية «صراع الإخوة»، هناك جانب آخر من هذا الصراع، هو أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يريد أن «يقاتل» الرئيس سعد الحريري انتخابياً في عكار، بواسطة شقيق نائب المستقبل الماروني، لكن هذا الطابع للمعركة، لا يعطي حظوظاً كبيرة للمحامي زياد حبيش، فإذا كان الصوت السني هو المرجِّح، فإن هذا الصوت سيصب في اللائحة التي يكون فيها هادي حبيش، فتنتهي المعركة على انقسام «بيت حبيش».

كم من «الجرائم في السياسة» تُرتَكب باسم الانتخابات النيابية! صحيح ان التنافس مشروع، لكن يُفترض ان يكون سقفه التشاور ودرس فرص النجاح قبل أن يكون «تنافساً لمجرد التنافس، على غرار «الفن للفن» أو «لماذا انت وليس أنا»؟