مايا الخوري

نتالي نعّوم عن تجربة "بودكاست": أرغب في إبعاد الناس عن الأزمات

26 كانون الثاني 2022

02 : 00

تخوض الممثلة والإعلامية نتالي نعّوم مغامرة جديدة تطلّ من خلالها أسبوعياً في"بودكاست نتالو معكن"، تتحدث فيه عن أفكارها وتجاربها الحياتية المتنوّعة في قالب كوميدي خفيف. عن مشروعها الجديد وآرائها في الإعلام والعالم الإفتراضي تتحدث إلى "نداء الوطن".

كيف ولدت فكرة "نتالو معكن"؟

يحظى "بودكاست" بإهتمام كبير في العالم، خصوصاً لدى الفئات التي تتنقّل مسافات طويلة في السيارة، وتحبّ الإستماع إلى مواضيع منوّعة تحاكي ذوقها. أمّا عربياً، فقد بدأ الإنتشار أخيراً لا سيّما في السعودية، وإنطلقت شبكات إنتاجية ومنصّات رقمية تقدم خدمات سمعية مثل "أنغامي" و"سبوتي فاي" و"غوغل" و"أبل" وغيرها. لذا رغبت في تقديم "بودكاست" خاص بي أعبّر من خلاله عن آرائي، بدلاً من كتابة أفكاري على صفحات مواقع التواصل. فنجحت بإطلاق فكرة "نتالو معكن" مع شبكة إنتاج "حكواتي" التي أسجّل معها الحلقة لتتولى توزيعها على المنصّات.

يرافقك لقب "نتالو" في كل مشروع مهني جديد، ما السبب؟

مهما حاولت إعتماد كنيتي الحقيقية أعادني الناس إلى لقب "نتالو" الذي انطبع فيّ منذ إطلالتي الأولى. لا مشكلة لديّ في ذلك، خصوصاً أنه يلعب دوراً إيجابياً في ترويج برنامجي، وذلك لأن من أتوجه إليهنّ يتذكرنني من خلال هذه الشخصية التي إنطلقت منها في الماضي.

تنطلقين من تجارب شخصية في طرح المواضيع؟

طبعاً، لأنني أشبه النساء اللواتي أتحدّث عنهنّ، وعندما أنطلق من تجاربي الخاصة أكون حقيقية وصادقة ومُقنعة أكثر.

تحدثت في الحلقة الثانية عن المرأة الخمسينية التي تمارس نشاطاتها اليومية وحدها، موجّهة رسالة إلى المجتمع في هذا الإطار، هل سيشكّل "بودكاست" منبراً لطرح قضايا نسائية إجتماعية؟

أقدّم "بودكاست" ترفيهياً ينتمي إلى خانة الكوميديا، وليس توجيهياً. لكن، مهما إختلفت المواضيع المطروحة لا بدّ من أن تحمل رسالة بشكل أو بآخر، لأنني أتحدث ببساطة من دون تملّق وفلسفة لتصل أفكاري إلى قلب المستمعين. من جهة أخرى، لن أتوّجه إلى النساء فقط بل سأحكي إنطلاقاً من تجاربي الخاصة، عن أمور المراهقين وعلاقتهم بوالدتهم، وعن علاقة الرجل بزوجة شبيهة بطباعي.

تحدثت سابقاً عن تراجع دور وسائل الإعلام التقليدية لصالح الشبكات الرقمية، هل إعتماد هذه الأخيرة كمنبر إعلامي يحمي من السلطة الرقابية التي تمارسها الأولى؟

نعم، إنما ذلك سيف ذو حدين، لأن لا رادع أخلاقياً أمام الإعلامي. تفتقر منشورات كثيرة الى الأخلاقيات التي تعلمنا أهميتها في كلية الإعلام والتي هي أساسية في العمل الصحفي. يظنّ بعض الناشرين أنه يتمتع بالحرية الكاملة للتحدث عمّا يريد من دون أن يأخذ بعين الإعتبار أهمية البناء بدلاً من الهدم في المجتمع.

ألا يمكن أن يتحوّل إلى سلطة حقيقية على غرار وسائل الإعلام التقليدية؟

لا يتمتع الإعلام الرقمي بمصداقية طالما لا ضوابط في مضمونه، وثمة تحوير أحياناً في المعلومات والصور والفيديوات، على عكس الإعلام التقليدي، الذي، رغم لعبه على الوتر أحياناً والتوجيه أحياناً أخرى لصالح جهة ما، إلا أن كاتب الخبر يبقى صحافياً متمرّساً مسؤولاً عن نقل المعلومات ومؤتمناً على مصادره.

إعتبرت أن إطلالتك في البرنامج بعيدة عن الهموم واليأس، لم لا تتحدثين عن المشكلات اليومية التي نعاني منها؟

أرغب في إبعاد الناس عن الأزمات ليتنفّسوا الصعداء قليلاً. منذ إنطلقت في المهنة وضعت نفسي أو وُضعت في خانة الكوميديا التي أحبني الجمهور فيها، رغم أنني متخصصة في الإعلام والصحافة وأعمل في إعداد البرامج.



ألا يحتاج اللبنانيون إلى منبرٍ "يفشّ الخلق" في ظلّ غياب البرامج الإنتقادية الساخرة على التلفزيون؟

يحتاج اللبنانيون حالياً إلى توقيف البرامج السياسية عن شاشة التلفزيون، وإلى نشرتيْ أخبار فقط في اليوم. تسيء إطلالة السياسيين إلى المواطنين وتزيد الوضع تدهوراً.

تحرصين على عدم إبداء رأي سياسي عبر وسائل التواصل الإجتماعي؟

موقفي السياسي خاص بي وحدي، ولا يعني أحداً غيري. طالما أنني مؤثرة في المجتمع، لا أريد أن ينعكس رأيي سلباً أو إيجاباً على المتابعين لأن لكل منّا قناعاته الخاصة. عندما أرغب في التعبير عن رأيي، أتحدث عن المواضيع التي أفهم بشؤونها كالكوميديا مثلاً.

يتعرّض المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعليقات إيجابية وسلبية من بعض المتابعين، كيف تتعاملين مع موقف كهذا ؟

أضع هذه الأمور بخانة التنمّر. أحمد الله أنني لم أواجه تجربة مماثلة عبر هذه المواقع وأعزو ذلك إلى التأنّي في منشوراتي، وحرصي على عدم إزعاج أحد. يفتقد كثيرون للأخلاقيات الإجتماعية فيما أصبحت صفحات "السوشيل ميديا" مسرحاً مفتوحاً لا حدود أو رادع له. لا أعلم كيفية وضع الضوابط خصوصاً أن أولاداً كثيرين تأثروا سلباً من تجارب مماثلة.

صوّرت حلقات تحت عنوان "نتالو معِك" لدعم مهارات المرأة، ما تفاصيل هذا المشروع؟

عُرضت عليّ فكرة دعم المرأة التي تتمتع بمهاراتٍ خاصة إستغلّتها للعمل من منزلها وتأمين مدخول إضافي يسند العائلة في الظروف الصعبة التي نعيش. نفّذت المشروع على طريقتي الخاصة، من خلال تصوير سيدات مثابرات بهدف الترويج مجاناً لإنتاجهنّ. إكتشفت من خلال هذه التجربة كم تعجّ صفحات مواقع التواصل بفيديوات تروّج لمنتجات هؤلاء، فتمكّنت من تصوير 50 حلقة لصالح هذا المشروع.

ما رأيك بإنجازات المرأة اللبنانية المبادرة في هذه الظروف؟

فرحت كثيراً بلقاء اولئك السيّدات المثابرات على تقديم عمل متميّز من دون أي دعمٍ خارجي، فهنّ يتسلّحن بطموحهنّ لتحقيق النجاح. أنا فخورة كثيراً بإنجازاتهنّ، ومجهودهنّ لدعم العائلة في هذه الظروف الصعبة، خصوصاً عندما يكون الزوج عاطلاً عن العمل. لقد إنقلبت حياة بعض العائلات رأساً على عقب بعد مشاركة أفرادها في هذه المشاريع الفردية.

كونك والدة لفتاتين، هل تأملين في تأمين مستقبل مشرق لهما في لبنان؟

خططت إبنتاي للهجرة. صحيح أنني كأمّ، لا أرغب في ذلك، إنما لا أستطيع إقناعهما بمستقبل مشرق في لبنان، لأنني أظلمهما. صراحة، لا أرى أي بصيص أمل. تلومني الفتاتان على عدم تأمين جنسية أجنبية لهما، فأبرر بأننا كنا نعمل بإنتظام ولدينا مردود مادي جيّد لذا لم نفكّر بالهجرة يوماً. أتمنى ألا يتركا لبنان إنما أدعوهما إلى التحليق عالياً وإذا إستطاعتا يوماً ما، العودة إلى حضني، فلتحطّا مجدداً في لبنان. طبعاً، إذا تغيّر الوضع.

فقد الشعب حسّ المثابرة، ما رأيك؟

لأننا جعنا. في الماضي لم يجع الشعب كما يحصل اليوم.

ما هي مشاريعك بعيداً من "بودكاست"؟

أعمل مع محطة "MBC" في إعداد البرامج الموسمية، لذلك أستغلّ أوقات الفراغ بالتفكير في مشاريع جديدة. لا أتوقّف عن البحث عن طموح جديد فيما يتوّجب عليّ بعد سنوات من الخبرة والتعب والمثابرة أن أستريح وأن أكون إنتقائية في العمل، فأستهلك أموالي المسروقة في المصرف للسفر أو لبناء منزلٍ مثلاً.


MISS 3