جيش النظام يدخل مدينة منبج في شمال سوريا

01 : 48

دخلت وحدات من الجيش السوري، مدينة منبج الاستراتيجيّة في ريف حلب الشمالي الشرقي، في شمال سوريا، وفق ما أفاد الإعلام السوري الرسمي، في وقت تحشد أنقرة قوّاتها والفصائل السوريّة الموالية لها غربها، فيما أكّد قيادي في مجلس منبج العسكري، الذي يتولّى السيطرة على المدينة، أنّ قوّات النظام دخلت المدينة وانتشرت على خطوط الجبهة، وذلك تطبيقاً لاتفاق أعلنت الإدارة الذاتيّة الكرديّة توصّلها إليه مع دمشق، لصدّ هجوم واسع بدأته أنقرة، إذ لم يجد الأكراد بعد تخلّي واشنطن عنهم، خياراً أمامهم سوى مطالبة الحكومة السوريّة، بوساطة وضمانة روسيّة، بنشر قوّاتها في المناطق الحدوديّة لوقف التقدّم التركي، الذي تسبّب بنزوح أكثر من 160 ألف شخص خلال أيّام، بحسب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا إلى "خفض فوري للتصعيد". وأعرب عن "قلقه البالغ" من تصاعد الوضع في شمال سوريا، لافتاً إلى مخاوفه من احتمال فرار مقاتلين من "داعش". ديبلوماسيّاً، دانت دول الاتحاد الأوروبي أمس العمليّة العسكريّة التركيّة في شمال سوريا، "التي تُقوّض بشكل جدّي الاستقرار والأمن في المنطقة برمّتها"، محذّرةً من أن العمليّة ستكون لها "عواقب وخيمة"، وذلك خلال اجتماع لوزراء خارجيّة الاتحاد. وتعهّدت الدول الأعضاء في الاتحاد أيضاً بتعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا، لكنّها لم تصل إلى حد فرض حظر شامل على مبيعات السلاح، كما كانت تسعى ألمانيا وفرنسا، بينما اتّهمت أنقرة بروكسل بـ"حماية الإرهابيين".

تزامناً، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "عقوبات صارمة" ضدّ تركيا يُمكن أن تصدر قريباً، كما ألمح ترامب إلى أن الأكراد يُطلقون بشكل متعمّد سراح "بعض" السجناء من عناصر تنظيم "داعش" لدفع الولايات المتّحدة إلى مواصلة تدخّلها في شمال شرقي سوريا، في وقت اتهمت تركيا أيضاً القوّات الكرديّة بتعمّد إطلاق سراح معتقلي "داعش" المحتجزين في سجن في بلدة تل أبيض السوريّة الحدوديّة.

في الأثناء، أفاد مسؤول أميركي وكالة "فرانس برس" بأنّ كافة القوّات الأميركيّة في شمال سوريا، والتي يبلغ عددها نحو ألف عنصر، تلقّت أوامر بمغادرة البلاد، مشيراً إلى أنّ الأوامر تطال جميع العسكريين المنتشرين في سوريا "ما عدا المتواجدين في قاعدة التنف". كذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسيّة أن فرنسا قد لا تجد أمامها من خيار سوى سحب قوّاتها من التحالف ضدّ "داعش" في شمال سوريا. كما ذكرت صحيفة "ذا تايمز" الأسبوع الماضي أن بريطانيا مستعدّة لسحب قوّاتها الخاصة العاملة في شمال سوريا، في حال انسحاب القوّات الأميركيّة.

وفي السياق، رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقرار واشنطن سحب جنودها من شمال سوريا، ولدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول عن إعلان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي صدر الأحد في هذا الشأن، ردّ أردوغان بالقول: "إنّها خطوة إيجابيّة"، في حين رفض زعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي الانتقادات اللاذعة التي طاوَلته، لا سيّما تلك التي وجّهها أردوغان على خلفيّة وصف الأوّل لعمليّة "نبع السلام" بـ"نبع الدماء".


MISS 3