ما وراء تراجع ضربات القلب

02 : 00

تُنبّهني ساعتي الذكية من وقتٍ لآخر إلى تراجع معدل ضربات قلبي إلى أقل من 40 ضربة في الدقيقة. إلى أي حد وضعي مقلق؟هذا الوضع ليس مقلقاً على الأرجح، لكن من الأفضل تقييم الحالة بالتفصيل. هل تظهر في الوقت نفسه أعراض أخرى مثل التعب أو الدوار أو الضعف؟ سيكون غياب هذه الأعراض مُطمئناً. لكن من الأفضل أن تستشير الطبيب عند ظهور أي أعراض مماثلة لأن حالتك تحتاج حينها إلى المراقبة.

في ساعات اليقظة، يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي خلال أوقات الراحة بين 60 و100 ضربة في الدقيقة، لكنه قد يتراجع إلى أقل من 60 أثناء النوم. يحمل الرياضيون المحترفون أو الأشخاص الذين يتدربون لساعات طويلة قلباً فاعلاً يخفق بوتيرة أبطأ في ساعات اليقظة وقد يقتصر أحياناً على أقل من 40 ضربة في الدقيقة.

لكن إذا لم تكن رياضياً محترفاً، قد ينجم اختلال معدل ضربات القلب عن سبب حميد آخر. تذكّر أن الساعة الذكية ليست جهازاً طبياً، وبالتالي لا يمكن الوثوق بالمعدل الذي تعرضه بنسبة 100%. تتكل الساعات الذكية على أجهزة استشعار بصرية ترصد الضوء المرتدّ من تدفق الدم تحت الجلد لقياس النبض. إذا لم تحتكّ أجهزة الاستشعار بالبشرة عن قرب، قد يصبح المعدل الذي تعرضه شائباً. تذكر إحدى الدراسات أن لون البشرة لا يؤثر على دقة هذه القياسات بشكل عام.

تشمل معظم الساعات الذكية خصائص تسمح للمستخدم بتلقي تنبيهات حين يتراجع معدل ضربات قلبه إلى مستوى معيّن. في ساعة "آبل" مثلاً، يبلغ الحد الأدنى الافتراضي لمعدل ضربات القلب 40 ضربة في الدقيقة. لكن يعتبر الأطباء المعدل الذي يقلّ عن 60 بطيئاً خلال ساعات اليقظة والنشاطات. تُعرَف هذه الحالة باسم "بطء القلب" (Bradycardia)، وهي تنجم عموماً عن مشكلة في العقدة الجيبية التي تنظّم ضربات القلب طبيعياً. تُعتبر هذه الحالة شائعة نسبياً لدى الراشدين في عمر السبعين وما فوق، وهي ترتبط بآثار الشيخوخة الطبيعية. كذلك، قد تتعطل أجزاء أخرى من نظام التوصيل الكهربائي القلبي، ما يؤدي إلى تباطؤ إيقاع القلب.

في حالات أخرى، قد تنجم المشكلة عن التهاب صمام القلب، أو الخضوع لجراحة سابقة في القلب، أو أخذ بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم. تتعلق أسباب محتملة أخرى بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم وقصور الغدة الدرقية.

قد تكون نوبات بطء القلب متقطعة، لذا يصعب رصدها خلال تخطيط القلب الكهربائي الذي يسجّل نشاط القلب لفترة وجيزة. بشكل عام، يجب أن يستعمل الفرد جهازاً محمولاً لمراقبة القلب وتسجيل نشاطه الكهربائي لمدة تتراوح بين 24 و72 ساعة. قد لا يكون العلاج ضرورياً إذا كان بطء القلب عابراً أو بقي ضمن الحدود المقبولة. وقد تتلاشى المشكلة في حالات أخرى بعد تعديل الأدوية المأخوذة. لكنّ الحالات الحادة أو المطوّلة قد تستلزم زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب، لا سيما إذا تراجع إيقاعه إلى 50 أو أقل، أو سبّب أعراضاً واضحة، أو بقي منخفضاً رغم ممارسة النشاطات الجسدية.


MISS 3