السكّر في مشروباتكم يزيد من وزنكم!

02 : 08

وفق دراسة جديدة على الفئران، يبدو أن أثر السكروز المضاف في الحمية الغذائية على كمية السعرات الحرارية المستهلكة ووزن الجسم يتوقف على نوع السكر (سائل أو صلب). إذا تكررت النتائج نفسها مع البشر، قد يتبيّن أن أثر السكر الغذائي المضاف على البدانة يشتق بشكلٍ أساسي من المشروبات السكرية.


طرح فريق من العلماء في بريطانيا والصين هذه الفرضيات بعد إعطاء الفئران سكراً مضافاً في المشروبات أو المأكولات طوال 8 أسابيع والمقارنة بينها. في المجموعتين، شكّل السكر المضاف 73% من السعرات الغذائية.

نُشِر تقرير كامل عن الدراسة حديثاً في مجلة "الأيض الجريئي".

يقول جون سبيكمان، أستاذ في كلية العلوم البيولوجية والبيئية، في جامعة "أبردين"، بريطانيا: "كان استهلاك المشروبات السكرية يُعتبر عموماً عاملاً مؤثراً لنشوء البدانة، لذا حللنا مدى تأثير نوع المنتج (صلب أو سائل) على تنظيم وزن الفئران".

قاد سبيكمان البحث في جامعة "أبردين" والأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، وهو المشرف الرئيس على الدراسة الجديدة.

راقب الباحثون وزن الفئران، ومستوى الدهون في أجسامها، وحجم السعرات المستهلكة، ومعدل حرقها، وقاسوا أيضاً استجابة الغلوكوز والأنسولين لتقييم نسبة تعرّض الحيوانات لمرض السكري.

كشفت النتائج أن الفئران التي تناولت السكروز السائل في مياه الشرب استهلكت سعرات إضافية واكتسبت الوزن وارتفع مستوى الدهون لديها أكثر من غيرها.

في المقابل، بدت الفئران التي استهلكت الكمية نفسها من السكروز المضاف على شكل طعام صلب وشربت المياه العادية أكثر نحافة وحافظت على صحتها الأيضية مقارنةً بالقوارض التي شربت السكروز السائل.

كذلك، تراجعت القدرة على تحمّل الغلوكوز والحساسية تجاه الأنسولين، وهما مؤشران الى زيادة مخاطر السكري، لدى الفئران التي اكتسبت الدهون نتيجة شرب السكروز السائل. لكن ينسب الباحثون هذه المؤشرات الأيضية المعاكسة إلى تراكم دهون الجسم ولا يربطونها مباشرةً بزيادة استهلاك السكروز.

يفترض العلماء أن هذه النتائج توضح السبب الذي منع أبحاثهم السابقة حول زيادة السكروز الغذائي في حمية الفئران من رصد أثر بارز في كمية السعرات المستهلكة ووزن الجسم. في تلك الدراسات، تلقّت الفئران حمية تقتصر على 30% من السكروز الصلب: "تثبت النتائج الأخيرة أن الفئران، حين تتعرض للسكروز السائل، تستهلك سعرات تفوق تلك التي تتناولها عند تلقي التركيبة نفسها من المغذيات الكبرى لكن بشكلها الصلب".

في الوقت نفسه، تكشف هذه النتائج برأيهم أن السكروز السائل، لا الصلب، عامل مؤثر بحد ذاته.

رصدت دراسات بشرية سابقة رابطاً بين المشروبات السكرية ومجموع السعرات المستهلكة. يعني هذا الرابط أن الناس، حين يزيدون استهلاك الكربوهيدرات السائلة، لا يعوّضون عن ذلك بتخفيف كمية الكربوهيدرات الصلبة.

ربما ترصد النتائج الجديدة تراجعاً معيّناً في كمية الأغذية الصلبة نتيجة استهلاك المياه المُدعّمة بالسكروز، لكن لم يكن ذلك التراجع كافياً للتعويض عن السعرات المتزايدة في السكروز السائل. تؤكد هذه البيانات إذاً دور المشروبات السكرية في نشوء البدانة المرتبطة بنوعية الحمية ومقاومة الأنسولين.

لم يشارك غونتر كونلي، أستاذ في التغذية وعلم الغذاء في جامعة "ريدينغ"، بريطانيا، في البحث الأخير، مع أن فريقه يجري أبحاثاً مشابهة. تُعتبر الدراسة الجديدة "مثيرة للاهتمام" برأيه، نظراً إلى ضرورة فهم تأثير المشروبات السكرية على البدانة.

يتكلم كونلي أيضاً عن الدراسات البشرية التي أثبتت أن المشروبات السكرية تزيد حجم السعرات المستهلكة، ويظن أن الدراسة الجديدة تتعمق في هذا الموضوع وتؤكد تلك النتائج. لكنه يلفت إلى نقطتَين سلبيتَين في الدراسة: أولاً، لا تنطبق أبحاث الفئران على البشر دوماً. ثانياً، كانت كمية السكروز في مياه الفئران أكبر بكثير من محتوى معظم المشروبات السكرية التي يتناولها البشر. احتوت مياه الفئران على 50% من السكر، ما يساوي خمسة أضعاف الكمية الموجودة في المشروبات الغازية، وضعف الكمية الموجودة في عدد كبير من منتجات مخفوق الحليب. لكن رغم هذه السلبيات، يظن كونلي أن الدراسة الجديدة تكشف بكل وضوح ضرورة فهم الأسباب الكامنة وراء استهلاك فائض من الطعام وكيفية تعديل هذه النزعة.

تشكّل المشروبات السكرية فئة غذائية بحد ذاتها وتشمل المشروبات الغازية والرياضية ومشروبات الطاقة، وتُعتبر حتى الآن أبرز سبب للسكر المضاف في الحميات الغذائية المعاصرة. إنه الاستنتاج الذي توصّل إليه استطلاع أجراه "المعهد الوطني للسرطان"، فرع من "المعاهد الوطنية للصحة"، بين العامَين 2005 و2006.

كشف تقرير "المعهد الوطني للسرطان" أن الشخص العادي يستهلك 21 ملعقة صغيرة من السكر المضاف يومياً وأن المشروبات السكرية تشكّل أكثر من ثلث الكمية المستهلكة (35.7%). تحتلّ التحليات المصنوعة من الحبوب المرتبة الثانية، إذ تشكّل 12.9% من كمية السكر المضاف يومياً.

أخيراً، يستنتج سبيكمان: "زادت المخاوف حديثاً من استهلاك المشروبات السكرية، وقد تكون تلك المخاوف مبررة جداً إذا ثبت أن طريقة تجاوب البشر مشابهة للفئران".


MISS 3