مايا الخوري

بياريت قطريب: أعود بشخصيات متنوّعة ستفاجئ الجمهور

9 آذار 2022

02 : 05

استأنفت الممثلة بياريت قطريب نشاطها الدرامي بسلسلة من الأعمال المحلية والمشتركة آخرها "بكير" و "رقصة مطر" كما تصوّر عملين آخرين لشهر رمضان المقبل. عن غيابها وعودتها إلى الساحة الدرامية ونشاطاتها الفنية تتحدث إلى "نداء الوطن".

بعدما تفرّغتِ للعائلة على حساب مسيرتك المهنية، عدت إلى الساحة الدرامية في عدد من الأعمال أبرزها "عالحدّ"، "باب الجحيم"، "أنا" وأخيراً "بكير"، كيف تحققت هذه العودة؟

من الطبيعي أن تستغرق العودة وقتاً طويلاً وتكون صعبة نوعاً ما، لأن هناك وجوهاً جديدة تنطلق دائماً في هذا القطاع. إنما تحققت تدريجياً منذ منتصف العام 2021 حين شاركت ضيفة في عدد من المسلسلات، إلى أن لعبت أحد الأدوار الرئيسة في مسلسل "بكير" الذي يعرض حالياً، فكرّت سبحة الأعمال التي صوّرتها ومن بينها عملان رمضانيان. أنا فرحة جداً بهذه العودة بعدما كبر طفلاي واستقلا.

أصبحتِ أكثر تحرراً إذاً في خياراتـــــــك الدرامية؟

لقد قدّمت تضحية كبيرة جداً في ابتعادي عن التمثيل للتفرغ للعائلة، لكنني لست نادمة أبداً. أنا بحاجة راهناً إلى متنفّسٍ خاصٍ بي وإلى خوض النشاطات التي أحبّها، لذا حرام ألا أقتنص الفرص الجيّدة خصوصاً بعدما أصبح ابني وابنتي أكثر مسؤولية واستقلالية بعد عامين من الدراسة عن بعد، فتوافرت عوامل عدّة ساهمت في تفرّغي مجدداً للتمثيل.

هل يتراجع مستوى العروض التي تقدم إلى الممثل بعد غياب؟

لا يتغيّر مستوى العروض إنما مجرّد اعتذاري مرّات عدّة، يجعل اسمي خارج نطاق التداول. لكن إطلالتي في عمل أو اثنين هي إشارة إلى عودتي إلى الدراما.

أوحى دورك في مسلسل "عالحد" بالسطحية، لكنه شكّل نقطة انقلاب في مسار الأحداث، هل تبحثين عن ماهية الدور بغض النظر عن مساحته؟

عندما اجتمعت مع المخرجة ليال راجحة اتفقنا ألا نكشف مسار الشخصية في البداية، فأبدو مجرّد جارة فضولية إلى أن كانت المفاجأة بكشفها الخيانة الزوجية التي غيّرت مسار أحداث المسلسل.

يُعالج مسلسل "بكيـــــر" قضية الزواج المبكر وعمالة الأطفال، ما موقفك من هاتين القضيتين؟

صحيح أننا لا نشهد حالات مماثلة في مجتمعنا الصغير، لكن المسلسل نقل حالات متوافرة كثيراً في المجتمع اللبناني الكبير. سلّطت الكاتبة كلوديا مرشليان الضوء على هذه المشكلة لعلّ الرسالة تمرّ بسلاسة من خلال الدراما التي هي مرآة المجتمع، والمترجمة للواقع كما هو من دون مبالغة. كوالدة لطفلين، فخورة بمشاركتي بعمل مماثل يسلّط الضوء على قضايا إجتماعية بهدف التغيير، لأن تلك الأمور غير مقبولة في المجتمع، تستوجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي أمامها. لربما تؤثر رسالة المسلسل في الأهل الذين يخططون لإخراج أولادهم من المدرسة بهدف العمل أو الزواج المبكر ما يدمّر حياتهم.

ما أهمية تعاون الإعلام والجمعيات في تسليط الضوء على هذه القضايا؟

نشطت الجمعيات مثل "أبعاد" و"كفى" في هذا الاتجاه. أشارك دائماً في حملاتها الإعلامية لأن تعاوننا ضروري جداً، للإضاءة على هذه القضايا بهدف الإصلاح.


سمير حبشي متوسطاً بياريت قطريب وشربل زيادة


تؤدّين دور الزوجة التي تحاول التوفيق ما بين متطلبات الأولاد وعدم قدرة الزوج على تأمين لقمة العيش. كم من حال مشابهة في مجتمعنا في الظروف الحالية؟

تشبه هذه العائلة معظم العائلات اللبنانية بكل تفاصيل مشاكلها ومعاناتها وتخبّطها من أجل تأمين متطلباتها اليومية من دون أن يشعر الأولاد بنقص أو ضيق أو أنهم أقلّ شأناً من الآخرين. يهدف أي أم أو أب إلى تأمين الطعام والملبس والدراسة للاولاد، وعندما يشعرون بالتقصير، قد يهربون أو ينطوون على ذاتهم مبتعدين عن العائلة مثلما فعل "زياد"، الشخصية التي يؤديها شربل زيادة في المسلسل.

شاركتِ أحياناً في مسلسلات واقعية وأخرى أقرب إلى الخيال العلمي، أي منهما يحرك أحاسيسك التمثيلية أكثر؟

أي عمل فنّي يحرّك إحساسي التمثيلي، شرط أن يتوافر فيه التنويع. قدّمت شخصيات مختلفة جداً عن بعضها البعض منذ العام 2021 بعدما كانوا يسندون إليّ دور الضحية، التي تعرّضت للخيانة، أو التي تخلى عنها حبيبها. لكنني أعد المشاهدين بشخصيات متنوّعة جداً وبأنماط مختلفة جداً في المرحلة المقبلة.

أي دور تؤدين في مسلسل "رقصة مطر"؟

أقدّم دوراً مفاجئاً جداً ومختلفاً عن أدواري السابقة. سأكون "سامية" شخصية ذات خصوصية معينة. سيُعرض بدءاً من 6 آذار عبر منصة "شاهد".

ما هي خطوات المرحلة المقبلة؟

أصوّر عملين دراميين لشهر رمضان المقبل. الأول هو مسلسل "ظلّ" الذي كان يُفترض عرضه في رمضان الماضي، لكن توقف تصويره وتأجل بسبب الإقفال العام في البلد. أؤدي فيه شخصية جميلة، دور محامية تسعى للتوفيق ما بين العمل وحياتها الشخصية والأحداث والصراعات التي تعيشها في قصة حب معينة. يتولى المخرج المصري محمود كامل إخراجه وهو من بطولة جمال سليمان، يوسف الخال، أنجو ريحان، جسي عبدو، كنده حنّا، عبد المنعم العميري، إيلي متري، مي سحّاب ومجموعة كبيرة من الممثلين. يُنفذ المسلسل بتقنية إخراجية لا تستوجب إلتزاماً حرفياً بالنص، بل يتطلّب المحافظة على روحية المشهد والإرتجال، ما يخلق عفوية أكثر في الأداء. وهناك مسلسل "من إلى" أيضاً وهو من إخراج مجدي السيري بطولة قصي الخولي، فاليري أبو شقرا، علي منيمنة، وسام صليبا، رواد عليو وأسماء كثيرة. ستتميز إطلالتي في هذه التجربة الجديدة التي ستفاجئ الناس. شكّل هذا الدور الجميل جداً تحدياً كبيراً لي.

كيف تنظرين إلى توجه شركات الإنتاج نحو الأعمال الدرامية المخصصة للمنصّات العربية كعرض أوّل؟

نتجه برأيي إلى مستقبل خاص "بالمنصّات" التي تعتمد على البدل المادي على غرار "نتفلكس"، ما يفسح في المجال أمام إنتاجات سخية أكثر. أما بالنسبة إلى شهر رمضان، فالوضع يختلف لأن الأعمال الدرامية تعرض عبر المنصة والتلفزيون على حد سواء.


MISS 3