يحمل مسلسل Lies and Deceit (الأكاذيب والخداع) بنسخته الإسبانية الأصلية اسم Mentiras (أكاذيب) بكل بساطة، وهو أقرب إلى المسلسل البريطاني الذي عُرِض في العام 2017 بعنوان Liar (كاذب) واقتُبِس منه هذا العمل. المسلسل الجديد من بطولة أنجيلا كريمونتي وخافيير راي بدور شخصَين يختلفان حول حقيقة ما حصل في ليلة موعدهما الأول.
في بداية المسلسل، تجتاز امرأة اسمها "لورا" (أنجيلا كريمونتي) الشاطئ الصخري في جزيرة "مايوركا" بقاربها البحري. حين تنهي تمرينها الصباحي، تعود إلى منزلها المشمس بالقرب من الشاطئ، حيث يوضّب "إيفان" (ميكيل فرنانديز) صندوقه الأخير. انفصل هذان الزوجان بعد 13 سنة على بدء علاقتهما. يبدو الوضع غريباً لكنه هادئ بشكل عام. في غضون ذلك، يصطحب "زافييه" (خافيير راي) ابنه "لوكاس" إلى المدرسة الثانوية حيث تكون "لورا" المدرّسة التي تُعلّمه مادة الأدب. سبق وتغازلت "لورا" مع "زافييه"، لكن يقرر هذا الأخير تطوير علاقتهما في ذلك اليوم، فيدعوها إلى تناول مشروب معاً في الوقت الذي تريده ومن دون أي شروط مسبقة. هما يشعران بالحماس وتُعبّر شقيقة "لورا"، "كاتا" (مانويلا فيلاسكو)، عن سعادتها المفرطة بهذا الموعد. هي ممرضة في المستشفى الذي يعمل فيه "زافييه" كجرّاح، فتنصح شقيقتها بتمضية وقت ممتع. تشعر "لورا" من جهتها بحماس شديد لأنها لم تواعد أحداً سوى زوجها "إيفان" منذ فترة طويلة.
يتقابل "زافييه" و"لورا" في مطعم ويتبادلان التحية والضحك. ثم يحلّ صباح اليوم التالي فجأةً ونشاهد "لورا" وهي تنهض من سريرها وتترنح وتشعر بالضياع. يرحّب "زافييه" في منزله بابنه ويبتسم له ثم يكتب رسالة نصية إلى "لورا": "شكراً على ليلة لا تُنسى". حتى أنه يخبر صديقه بأنه يتوق إلى مقابلتها مجدداً. لكن لماذا تشعر "لورا" بالغثيان في حمّام الموظفين وتحاول تذكّر تفاصيل الليلة الماضية؟
تزور "لورا" المضطربة شقيقتها "كاتا" وتخبرها بأنها تتذكر أنهما شربا النبيذ. لكن لا يقتصر الأمر على ذلك، بل تضيف قائلة: "أظن أنني طلبتُ منه أن يتوقف. أشعر بأن كل شيء حصل مع شخص آخر". سنشاهد لقطات من تلك الليلة، حيث يرافقها "زافييه" إلى منزلها ثم ينتظر وصول سيارة أجرة في الداخل، ثم يفتح زجاجة نبيذ أخرى.
تذهب "لورا" و"كاتا" إلى العيادة للخضوع لفحص الطب الشرعي، ثم تدلي بإفادتها لدى الشرطة التي تُخرِج "زافييه" من غرفة الجراحة لاستجوابه. هو يبدو خائفاً ومرتاباً فيقول: "هي قبّلتني. أنا لم أجبرها. كنا نتعانق. لو شعرتُ بأنها لا تريد، ما كان ليحصل شيء". تعجز الشرطة عن اعتقال أحد نظراً إلى اختلاف القصتَين وغياب أي دليل حسّي على حصول جريمة (لم يكشف الفحص الذي خضعت له "لورا" أي آثار على العنف ولم تجد الفحوصات أثر مخدرات في دمها). تشعر "لورا" بالاستياء بعدما أصبحت المتّهمة بدل أن تكون الضحية، فتلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر القصة من وجهة نظرها.
لا يشارك خافيير راي أو أنجيلا كريمونتي للمرة الأولى في أعمال شبكة "نتفلكس". كانت كريمونتي قد لعبت دور "إليزا سيفونتس" في الموسم الخامس من مسلسل Cable Girls (فتيات الكابل)، وشاركت في بطولة مسلسل الخيال والتشويق الجديد Feria: The Darkest Light (فيريا: أحلك ضوء). أما راي، فقد شارك في دراما الجريمة Hache ومسلسل Cocaine Coast (ساحل الكوكايين).
يجمع العنوان كلمتَي "الكذب" و"الخداع" وهو ليس بعيداً عن أجواء القصة. في بداية المسلسل، لن نعرف من يكذب، إذ تتلاحق الذكريات حول تلك الأمسية لكنها متقطعة وتعجز "لورا" عن جمع التفاصيل بدقة. لكن بعيداً عن الكذب، من هو المخادع في القصة؟ كانت سعادة "كاتا" حين علمت أن "زافييه" طلب من "لورا" الخروج معه مفرطة. يكفي أن نقول إنها لن تكون الممرضة البارعة التي تعمل معه أو المرأة التي تواسي شقيقتها بكل بساطة. يتّضح منذ البداية أن "لورا" و"زافييه" لن يتحمّلا وحدهما تداعيات تلك الليلة الغامضة.
يتعلق جزء من السبب بطبيعة العلاقات التي تجمع بين الشخصيات. "لورا" هي معلّمة ابن "زافييه"، وتعمل "كاتا" معه في المكان نفسه. يصعب أن يختبئ أحد في هذه الأوساط الاجتماعية المتداخلة. في واحد من المشاهد الممتازة في نهاية الحلقة الأولى، يظهر "زافييه" فجأةً في صف "لورا" الفارغ. هل هو مجرّد أب قلق؟ طبعاً لا، لكنه احتمال وارد. هو يعتذر عن "سوء التفاهم" بينهما وعن كل ما "تظن" أنه حصل في تلك الليلة. عيناها حمراوان ويداها ترتجفان في ذلك المشهد، وهي تشعر بالتهديد والإهانة والارتباك في آن، ثم تخبر "إيفان" لاحقاً بأنها كادت تصدّق "زافييه". تكثر الشكوك التي تنتابها وتجتاحها مشاعر من الغضب العارم والخجل. في المقابل، يحمل "زافييه" جانباً يُسهّل التعاطف معه مع أن الغطرسة من أبرز صفاته. يترافق انكشاف الحقائق مع أعلى درجات التشويق، لا سيما تفاصيل تلك الليلة وهوية المذنب الحقيقي.
أخيراً، تعجّ هذه النسخة من القصة بالأسرار وفرص الانتقام. من يقول الحقيقة عن تلك الليلة المصيرية؟ سيكون اكتشاف الجواب ممتعاً حتماً.