روني مكتف

من أجل ميشال...

2 نيسان 2022

02 : 00

ميشال مكتّف

في 18 آذار، خطف الموت أخي ميشال مكتّف بسكتة قلبية، تاركاً خلفه عائلته الصغيرة التي تتألف من زوجة وثلاثة أبناء وحفيد. إن رحيل ميشال خلّف وراءه أيضاً عدداً لا يُعدّ ولا يُحصى من المحبّين من أفراد عائلته الكبيرة وأصدقائه ورفاق دربه الذين فُجعوا بعبوره المفاجئ إلى دنيا الآخرة، والذين لن تعود حياتهم كما كانت عليه من دونه. أنا أحد هؤلاء الثكالى... كيف لنا أن ننسى حبّ ميشال للحياة وللناس الذين كانوا من حوله، أو تلك النعمة للتواصل والتآخي مع مَن يلتقيهم برمشة عين، واعطائهم الإحساس انهم مميزون بالنسبة إليه.

إن هذا الرحيل المفاجئ لم يأتِ من عدم. فبالنسبة لي، قد جاء نتيجة مباشرة لعملية ثأر مدبّرة خطّط لها شخص يتصرّف بكل تأكيد خارج نطاق القانون، وهي نكتة مروعة حقاً، خصوصاً أن الجاني هو قاضٍ. إن القلب السليم لا يتوقف من تلقاء ذاته ومن دون أي سبب، بل نتيجة عمل تخريبي مدبّر تم التخطيط له على مدى أشهر، وواضح أن هذا القاضي هو مَن تسبّب بهذا الرحيل المفاجئ. نحن عائلته، لا يمكن أن نسمح لمثل هذه الأعمال الهمجية والبربرية أن تنتصر. ومن هذا المنطلق، لا بد أن يتحمل عواقب أفعاله بطريقة أو بأخرى.

بغض النظر عن الفرد المعني، ولعدم الرغبة في إعطاء الشخص المقصود وحياته البائسة أهمية أكبر مما يستحق، لا بدّ من تحطيم هذه المنظومة البائسة، وفي أسرع وقت ممكن. إننا نعيش في بلد يُمنع فيه قاضٍ نزيه من إكمال جهوده للبحث عن الحقيقة وتحديد المسؤوليات عن تفجير 4 آب 2020 الإجرامي الذي ذهب ضحيته مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في حين يُسمح لقاضٍ آخر بتدمير المؤسسات النزيهة وتحطيم ركائز ما تبقّى من اقتصادنا والقضاء على فرص العمل وتعكير سُبل عيش عائلات موظفي تلك المؤسسات مسددي الضرائب. لقد حان الوقت لنقول بأعلى صوتنا «كفى». نحن بأمس الحاجة لوقف هذه المذبحة....

إن 15 أيار 2022، هو يوم الحساب.

هذه هي الفرصة السانحة، وربما قد تكون الأخيرة، أمام جميع عشّاق الحرية للتخلص من هذه المجموعة من السياسيين الفاسدين وأتباعهم التي تسببت بموت أخي، وهي ليست سوى الجزء المرئي من هذه المنظومة الفاسدة.

دعونا في هذه المناسبة نستردّ حقوقنا ونصوّت لطرد هؤلاء السياسيين المجرمين من الحياة السياسية، أو بالأحرى إرسالهم مباشرة إلى السجون. دعونا نصوّت من أجل الإصلاح الشامل. انا سأمنح صوتي لأي شخص يده غير ملطخة بالدماء يعطي برنامجه للبلد فرصة لولوج أعتاب القرن الحادي والعشرين؛ مزدهراً، خالياً من الميليشيات وأسلحتها الفتّاكة، بعيداً عن النزاعات مع جيراننا، متحرراً من قبضة الطائفية الخانقة، بعيداً عن الأنظمة الإقطاعية التي تعود إلى العصور الوسطى، والأهم من ذلك كله، بناء نظام قوي يقوم على المساءلة الحقيقية.

إلى أولئك الذين يخشون إعطاء الثقة لسياسيين ووجوه جدد (للأسف لا يبدو أنهم قادرون على تشكيل جبهة موحّدة، كما سمعنا عن الحركات التحررية)، وإلى أولئك الذين لم ينفكّوا يقولون إنه ليس هناك ما يمكن القيام به، أودّ أن أصرخ: «انظروا فقط إلى نتيجة السكوت وعدم الفعل، فهو ما سمح لهؤلاء بفعل ما يفعلونه بنا خلال الثلاثين أو الأربعين أو حتى الخمسين عاماً الماضية»!. حتى أن الهاوي الذي لا يمتلك أي خبرة في الحياة، لديه فرصة أكبر للنجاح أكثر من أيٍ من هؤلاء المهرجين.

إذا لم نكن قادرين، معاً، على إحداث تغيير حقيقي في 15 أيار، فلن يكون من المخزي الادعاء بأننا نستحق الحثالة التي تحكمنا.

دعونا معاً نصوّت للتغيير!


MISS 3