جيانا موسى

بالأرقام والصور: الاحتفال بعيد الشعانين مُكلفٌ... الأسعار تُلهب جيوب المواطنين

7 نيسان 2022

18 : 36

يصادفُ حلولُ أحد الشّعانين لدى الطوائف المسيحيّة التي تتّبع التقويم الغربيّ بعد أيّامٍ قليلة.

عيدٌ، يحملُ في طيّاته الكثير من المعاني الدينيّة، وهو بالتالي، ذكرى دخول السيّد المسيح إلى أورشليم، حيثُ استقبله أهالي المدينة بفرحٍ عظيم بسعف النّخيل وبأغصان الزيتون.

ولطالما كانَ عيدُ الشعانين مصدرًا للبهجة بالنسبة إلى الأولاد وذويهم، وموعدًا مُنتظرًا سنويًّا للتّجديد، خُصوصًا بعد سَنتَين أبقتا المُؤمنينَ في بيوتهم، يتابعونَ المراسِمَ الدينيّة عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ بسبب تفشّي وباءِ "كورونا".

أمّا هذه السنة، وإضافةً إلى الأزمة الصحّيّة التي بدأت تنسحبُ من المشهد القاتِم، فيحلُّ عيدُ الشعانين للعام 2022، مُثقلًا بالهُموم المعيشيّة التي يرزحُ تحتها اللبنانيون، في ظلّ استفحالِ الأزمة الاقتصاديّة وتخطّي سعر صرف الدولار عتبةَ الـ24000، ما دفعَ عددًا الأهالي إلى التخلّي عن بعضِ التقاليد التي كانت سائدةً في الماضي.

فالميزانية المطلوبة للاحتفال بأحد الشعانين باتت تتخطّى رواتبَ المواطنينَ الشهريَّة، خصوصًا أنَّ شريحةً من المجتمع اللبنانيّ لا تزالُ تتقاضى الراتبَ الشهريّ على أساس الـ1500 ليرة لُبنانية، أو تحصلُ على الحدّ الأدنى للأجور.

فكيف للّبنانيّ الاحتفال بعيدٍ بات يتكبّد فيه كلَّ هذه الأعباء؟

بجولةٍ سريعةٍ لموقع "نداء الوطن" الإلكترونيّ على أحد المتاجر اللبنانية المقصودة، تبيّن لنا أنَّ سعر السّترة الواحدة يتراوَحُ ما بينَ الـ500000 ليرة وقد تصل أحيانًا إلى ما يفوق الـ1300000، أي ما يُعادل راتبَ موظّفٍ شهريًا.

أما بالنسبة إلى "الجينز" الذي قد يُلبّي احتياجاتِ الأولاد على مدار أيّام السنة، فسعرُه فاقَ الـ 1400000 ليرة، ناهيك عن الأحذية التي "طارت" أسعارُها مع ارتفاع سعر صرف الدولار، فصار الحذاء الواحد لا يقلّ عن 800000 ليرة لبنانية، في حال لم يتمّ أصلًا تسعيرُه بالدولار الأميركيّ.

ويشكو عددٌ من المواطنين لموقع نداء الوطن الإلكترونيّ؛ إذ انّ سعر الشمعة الواحدة لا يقلّ عن 150000 لبنانية، وقد يصل سعر الواحدة المُزيَّنة منها إلى ما يُعادل الـ300000 ليرة لبنانية.

وبعمليةٍ حسابية سريعة، يُكلّف الولد الواحد أهله ما بين الـ3 و4 ملايين، فماذا عن العائلات التي فيها أكثر من ولدٍ واحدٍ؟


إذًا، وبدلَ أن يكونَ عيد الشعانين فسحةَ أملٍ ومُتنفّسًا للمواطنينَ اللبنانيين الّذينَ أنهكهم الواقعَ الاقتصاديّ واستراحةً قصيرةً من هموم الحياة اليوميّة، ومصدرًا للالفة بينَ أفرادِ العائلة الواحدة المُجتمِعة، ترى الأهالي لا قدرةَ لهم على شراءِ ملابسِ الشعانين لأولادِهم، والأولادُ لا يتنعّمونَ بدورهم بعيدٍ هدفه الأساسيّ إدخال الفرحةَ إلى قلوبهم.


فلنحملْ في هذا العيد أغصانَ الزيتون ونرفعها في الأعالي.. عسى أن يُخلّص المُخلّص لُبنان قريبًا.