رمال جوني -

عين المعارضة على الحاصل وعين "الثنائي" على أوسع مشاركة

12 نيسان 2022

02 : 00

من المعركة الانتخابية 2018

إكتملت عدّة الاستحقاق الانتخابي، المواجهة ستكون بين لائحة «امل»ـ «حزب الله»، الأوفر حظاً في معركة الاستفتاء الشعبي التي تعد لها العدة بكل التقنيات والأدوات الانتخابية المتاحة، وبين لائحة القوى التغييرية «معاً نحو التغيير» التي اعلنت برنامجها الانتخابي في مهرجان شعبي، حددت فيه العناوين العريضة التي ستخوض عبرها المعركة، من تحرير اموال المودعين الى استقلالية القضاء، دعم مزارعي التبغ، معالجة الوضع الصحي وغيرها. في حين اسقطت ورقة حظوظ اللائحة الثالثة «صوت الجنوب» من المنافسة بعدما عزف المرشح رياض عيسى عن استمراره في اللائحة وقد استقر عدد مرشحيها على 4 رغم تأكيد المرشح محمود شعيب المضي في المعركة حتى النهاية «لانها صوت الثورة».

تاريخيا، لم يكتب للمعارضة يوماً النجاح في الانتخابات، اقله منذ التسعينات حتى اليوم، ظلت خارج الندوة البرلمانية، وابقت على اوراقها الاعتراضية حاضرة في الساحات، غير انها لم تتمكن من كسب شعبية وازنة تمكّنها من تغيير موازين اللعبة الانتخابية على مر تلك السنوات.

مع اقفال بيت كامل الاسعد ومن بعده ابنه احمد الاسعد وقد خاض آخر معاركه الانتخابية عام 2018 تحت لائحة « فينا نغير»، انتهى عصر الاقطاع السياسي الذي سيطر لسنوات طويلة على مفاصل الحياة السياسية الجنوبية، وشكّل خروج النائب الراحل عبد اللطيف بك الزين من المعركة الانتخابية عام 2018 نهاية البيوت السياسية القديمة اذ لم يكتب لابن شقيقه سعد الزين خوض غمار المعركة، وكان يطمح ان يكون وريث النائب ياسين جابر في الحياة البرلمانية، غير ان خيار الرئيس نبيه بري وقع على المرشح الاغترابي ناصر جابر واراد بري من خلاله كسب عصفورين معا: الصوت الاغترابي والصوت النبطاني اذ يرفض الّا يكون هناك نائب من داخل النبطية، ويجهد جابر اليوم في كسب ود ناخبيه عبر طرح مشاريع حيوية من بينها مشروع الطاقة البديلة وتحرير اموال المودعين الذي يكرر على الدوام انه واحد منهم.

وبالتالي المواجهة الحتمية ستكون بين المرشح ناصر جابر وبين مرشحَي المعارضة الدكتور علي وهبي عن لائحة «معا نحو التغيير»، ومحمود شعيب عن لائحة «صوت الجنوب» وإن كانت المواجهة غير متكافئة على حد ما تقول مصادر مواكبة. فهل هناك حظوظ بالخرق وماذا عن الحواصل؟

عين المعارضة في الجنوب الثالثة على الحاصل الانتخابي وعين الثنائي على رفع المشاركة الانتخابية، وبينهما عين المواطن على لقمة خبزه المهددة برفع الدعم. فمن بيده العصا السحرية لقلب الامور رأساً على عقب؟

بدا واضحاً ان المنافسة ستكون بين مشروعين، واحد يقوده الثنائي يقضي بكسر الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب، وبين مشروع كسر الثنائي في عقر داره وتقوده المعارضة التي تسعى بكل ثقلها للوصول الى حاصل انتخابي، قد يكون في المقعد الارثوذكسي أو ربما السني، ولكسب ثقة القاعدة الشعبية التي يبدو ان بيدها الكلمة الفصل. فلمن ستكون الغلبة في معركة يدرك الجميع انها غير متكافئة جملة وتفصيلاً، وتغيب عنها القيادات الاعتراضية المؤثرة الا بعض الاسماء كالمحامي حسن بزي، في حين تبدو بقية الاسماء ضبابية بالنسبة للناخب، ويبدو أن الكل يريد رضاه، فصوته له ثقله وقد يغير موازين اللعبة؟

واضح حجم الضغط الكبير على كاهل الماكينات الانتخابية لكسب رضى الشعب عبر خدمات يحتاجها من صحية غذائية اجتماعية وغيرها، وهنا يبدو حجم الهوة كبيراً بين الثنائي والمعارضة ان لجهة الخدمات او المساعدات وقد بدأت تتوسع رقعتها من ناحية الثنائي، فماذا عن المعارضة؟

لم تنجح المعارضة يوماً في سحب احد المقاعد الشيعية الثلاثة من بين يدي الثنائي، يسعى «الشيوعي» جاهداً لكسر هذا الفيتو من دون جدوى، فقاعدة الثنائي الشعبية تعادل اضعاف قاعدة «الشيوعي» في قرى النبطية، وبالتالي فإن امكانية الخرق في النبطية بعيدة المنال، حتى بالمرشح ناصر جابر الذي يعتبر الخاصرة الرخوة في لائحة الثنائي. حتى هذا الاحتمال سقط تقول المصادر، بعدما رفعت الماكينات الانتخابية مستوى عملها، فهي تبذل قصارى جهدها لرفع المشاركة الشعبية في الانتخابات وهو امر يؤكد عليه «حزب الله» عبر كلمات المرشح النائب محمد رعد. وبحسب المصادر،»هناك مساع حثيثة تبذل ليس فقط لرفع الحاصل بل لكي يحصل النواب الثلاثة عن مقاعد النبطية على نسبة تصويت مرتفعة تضاهي نسبة انتخابات 2018».

ولا تخفي المصادر ايضاً «ان الماكينات تعتمد على المفاتيح الانتخابية في القرى، من مخاتير وبلديات وفاعليات، تصل من خلالها الى كل الناس عبر التعريف بالقانون الانتخابي وتأمين كافة الخدمات الصحية والاجتماعية المطلوبة»، و»ان الثنائي مرتاح الى وضعه والى قاعدته الشعبية، حتى الذين كانوا في عداد المقاطعين للانتخابات عدلوا رأيهم على ضوء الخطاب الانتخابي السائد في الساحة المقابلة». ويقر المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة مرجعيون نزار رمال «ان المعركة غير متكافئة في ظل سيطرة الثنائي على المؤسسات والسلطة والبلديات والمخاتير، ما يجعلها صعبة، والرهان على صوت الشعب».

لم تنجح المعارصة يوما في كسر المعادلة رغم ان القانون الانتخابي كان مرناً اكثر، فهل تفعلها اليوم في ظل قانون مقفل ومفصّل على المقاس وتحقق مبتغاها؟


MISS 3