شهر حاسم للحرب... بوتين أمام "خيار قاس" إذا تراجع في دونباس

08 : 44

يعتقد كبار مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن أن الأسابيع الأربعة المقبلة ستشكل النتيجة النهائية للحرب الروسية على أوكرانيا، مع تداعيات طويلة الأمد ستؤثر على رسم خريطة أوروبا لعقود مقبلة.

ويواصل المسؤولون توقّعاتهم بأن تكون الحرب طويلة وطاحنة، غير أنهم يقولون إنه من الضروري دفع أوكرانيا لصدّ تقدم روسيا الجديد في منطقة دونباس بشرق البلاد. وزودت واشنطن كييف مجدّداً بكمية كبيرة من الأسلحة، من بينها وحدات مدفعية ثقيلة.

وينعكس ذلك في إعلان الرئيس بايدن، الخميس، أن الولايات المتحدة سترسل لأوكرانيا 800 مليون دولار إضافية من المساعدات عسكرية، وهي ثاني حزمة من نوعها خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع.

قال بايدن إن "حزمة المساعدات الأخيرة أرسلت "رسالة لا لبس فيها" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً "لن ينجح أبداً في السيطرة على أوكرانيا واحتلالها بالكامل".

وفي تصريحات بالبيت الأبيض، قال بايدن إنه بينما ستعلن الولايات المتحدة العديد من التفاصيل عن الأسلحة التي تشحنها إلى أوكرانيا، فإن بعض الأسلحة ستبقى سريّة.

واستعار بايدن وعدّل جملة شهيرة للرئيس الأميركي السابق ثيودور روزفلت، قائلاً إن الولايات المتحدة "ستتحدث بهدوء وتحمل رمحاً كبيراً"، في إشارة إلى السلاح المضاد للدبابات الذي استخدمه الأوكرانيون بفعالية ضد المدرعات الروسية.

وتحدّث وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي، مع الحلفاء في جميع أنحاء العالم، هذا الأسبوع، ووصفوا الشهر المقبل بأنه حاسم.

وكشف مسؤولون أميركيّون أنه إذا تمكنت روسيا من المضي قدماً في الشرق، فسيكون بوتين في وضع أفضل في الداخل للترويج لما سماها بـ"العملية العسكرية الخاصة" باعتبارها نجاحاً محدوداً والإدعاء بأنه حقق حماية الأقلية الأوكرانية المؤيدة لروسيا.

وأضافوا أنه قد يسعى بعد ذلك إلى وقف إطلاق النار لكنه سيتشجع على استخدام دونباس كوسيلة ضغط في أي مفاوضات.

وفي المقابل، إذا تمكن الجيش الأوكراني من وقف تقدم روسيا في دونباس، يقول المسؤولون إن بوتين سيواجه خياراً قاسياً: إما الدفع بمزيد من القوة القتالية في معركة قد تستمر لسنوات أو التفاوض بجدية في محادثات السلام.

ويقول المسؤولون إن الخيار الأول قد يعني تعبئة وطنية كاملة، وهو أمر محفوف بالمخاطر السياسية بالنسبة للرئيس الروسي.

في حين يبدو أن معاناة مدينة ماريوبول المرفئية الاستراتيجية في أوكرانيا قد شارفت نهايتها، يرجح أن تكون المعارك للسيطرة على منطقة دونباس بكاملها وعلى جزء من الجنوب الأوكراني طويلة.

وقد تشكل ماريوبول نقطة وصل بين القوات الروسية في شمال دونباس وتلك الموجودة في القرم، وتتيح إيفاد مزيد من الجنود لتعزيز المواقع الروسية على جبهة القتال إلى الشمال، مما قد يطيل أمد الحرب، خصوصاً مع تسلم الأوكرانيين في الأيام الأخيرة مساعدات عسكرية أكبر، أكان من الأميركيين أو من الشركاء الآخرين.

MISS 3