جيلبير متري

بين شهوان والجميل... من يختار ناخب بيروت؟

شهوان لموقعنا: الكتلة الأكبر تعني القرار الأكبر داخل المجلس

25 نيسان 2022

16 : 58


يقترب 15 أيار أكثر وأكثر، وتحتدم معه المنافسة الانتخابية، حتى لو ظل الحديث في البلاد عن تطيير الانتخابات.

وهذه المرة، العين على المقعد الماروني في دائرة بيروت الأولى، الذي تربّع على كرسيه النائب المستقيل نديم الجميل منذ عقود، واليوم، وبعد خلافه الكبير مع القوات اللبنانية، تحتدم المنافسة أكثر وأكثر مع دخول المرشح جورج شهوان من الباب العريض، ليكون مستقلًا متحالفًا مع القوات، ضد نديم.

وفي السياق، يرى شهوان في حديث لموقع "نداء الوطن" الإلكتروني أن الانتخابات في لبنان عملية ديمقراطية يربح فيها من يحوز على ثقة الناخبين في دائرته. وقال: "من هذا الباب، قررت أن أترشح. فنحن اليوم ستة مرشحين، وإذا حظي المرشح المنافس على ثقة الناخبين وقناعتهم في التصويت له، وإذا كان أداؤه مُقنعاً بالنسبة إلى الناس، فسنحترم النتيجة مهما كانت. أما إذا اختار الناخبون أن يكون جورج شهوان ممثلاً عنهم، فعلى جميع الاطراف احترام خيار الناخبين، كما سأفعل". وتابع: "لنا خلفية وحيثية معينة، وللمرشح المنافس خلفياته وحيثياته. ونترك الخيار للناخبين في الأشرفية والرميل والصيفي لاختيار ممثلهم في البرلمان".

ويشدد شهوان دائماً على أهمية وصول كتلة نيابية كبيرة لحزب "القوات اللبنانية" إلى المجلس النيابيّ الجديد لأنّ هناك تحدّيات وصعوبات كثيرة مالياً واجتماعياً ووطنياً لا يمكن أن تُواجَه إلا من خلال تكتل كبير تكون له كلمته الوازنة في مجلس النواب، ويعتبر في هذا الإطار، أنّه كلما كبرت كتلة القوات مع حلفائها، كلما سهُل فرض قوانين وتشكيل كتلة مُهمة ووازنة في المجلس من خلال التصويت والضغط، فيكون قرارهم أكبر.

وتابع قائلاً: "عشرة 10 أفضل من 5، و15 نائباً أفضل من 10، والعشرين أيضاً... كل ما كبرت الكتلة كل ما كان لها ثقل وازن أكثر".

أما عن الالتزام بقرارات التكتل في حال الوصول إلى البرلمان، وعن تجربة المستقلين على لوائح الأحزاب الكبيرة بعد فوزهم بالانتخابات التي لم تكن مشجّعة في بعض الأحيان، على غرار خروج النواب السابقين ميشال معوض ونعمة افرام وشامل روكز وميشال ضاهر وايلي الفرزلي من لائحة تكتل "لبنان القوي"، والنواب جان طالوزيان وسيزار المعلوف من تكتل "الجمهورية القوية"، فقال شهوان إنّ الأمر يتوقّف عند الطريقة التي وصل فيها كل مرشح إلى البرلمان، معتبراً أن الأمر يختلف ما بين من يصل إلى المجلس النيابي بأصواته وتحالفاته، وبين من يصل من خلال التكتل أو الحزب الذي ينتمي إليه.

وأضاف: "المنطق يفرض على الذين يصلون من خلال أصوات القوات، أن يبقوا ضمن إطار الكتلة التي تحالفوا معها، وأن يتفق كل مرشح سلفاً على إطار التحالف وسقف التعاون والشروط المفروضة. فمن خرج من كتلته تبعاً لأصواته الذاتية التي وصل من خلالها إلى النيابة، يختلف وضعه تماماً عمن وصل من خلال أصوات الحزب أو التيار الذي تحالف معه".

وتابع: "بالنسبة إليّ، سأنتظر كمية الأصوات التي سأحصل عليها من قبل القوات اللبنانية، وعلى أساسها سأدرس طريقة التعاون. ولكن، مما لا شك فيه، أن تحالفنا مع "القوات" يفرض علينا احترامه والحفاظ عليه، طالما أنّ الطرف الآخر يحترم تحالفه والتزاماته ووعوده".

وفي حال فوز "القوات اللبنانية" بحاصلَين في دائرة بيروت الأولى، رأى شهوان ألا شكّ بأن المقعد الأرثوذكسي مضمون للمرشح غسان حاصباني، إلا إذا ارتأى الناخبون عكس ذلك، ما هو مستبعد بحسب تعبيره، إلا أنّ الواضح أن التيارات الأخرى لا تركز على المقعد الارثوذكسي.

وقال: "أما بالنسبة إلى لائحتنا، فكل مُرشح ضمنها، يحاول أن يبذل قصارى جهده للحصول على الأصوات التفضيلية، حتى تتمكن القوات، كحليف أساسيّ للمرشحين من إعادة النظر بأمرَين، وهما: من له أصلاً الحد الأدنى من الأصوات وأي مقاعد تهمّ القوات اللبنانية، إذ ان بعض الأحزاب تهتم بطوائف ومقاعد معينة أكثر من سواها"، متمنياً أن تحصل اللائحة على أكثر من حاصلين حتّى يفوز على الأقل ثلاثة مرشحين من اللائحة، فتزيد فرص الربح.

وفي ما يخص تسلّمه مهام رئاسة نادي الحكمة بين عامَي 2007 و 2009، وبعدما كانت له تجربة مع الرياضيين الشباب الذين كان قريباً ومقرّباً منهم في الوقت نفسه، يقول شهوان: "القطاع الرياضي وجيل الشباب بحاجة إلى تحسينات عديدة، وعلى وزارة الرياضة أن تكون ميزانيتها مرتفعة في الحكومات المقبلة وفي الموازنات التي ستقرّها، وكذلك الأمر في المجلس النيابي. فاللجان المتعلقة بالرياضة، عليها التركيز على هذا القطاع وعلى إيجاد فرص عمل للشباب اللبناني"، ولفت إلى أن الأهم من إيجاد ملعب للشاب اللبناني لممارسة الرياضة، لإبعاد شبح الإحباط واليأس عنه في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردّية التي يعيشها، هو فتح فرص عمل تؤمن له الاستمرارية والازدهار وتضمن فرصة بقائه في البلد كي لا يهاجر. ففي لبنان أزمة بطالة وفقر ونسبة هجرة مرتفعة، لذا، يجب أن يصب كل من يصل إلى المجلس النيابي اهتمامه على حل هذه الأمور وإيجاد فرص عمل للشباب، إضافةً إلى إنشاء ملاعب رياضية والعمل على مشاريع متعددة.

وقال عن أبناء دائرته من الرياضيين الشباب الذين يعرفهم ويعرف همومهم ومعاناتهم اليومية، إنهم يشكلون جمهوراً قوياً ووفياً ومُلتزماً وداعماً. وأردف قائلاً: "أتوقع دعماً كبيراً من جمهور نادي الحكمة خصوصاً في مناطق الرميل والأشرفية والصيفي".

وعمّا إذا سيكون في حال وصوله إلى الندوة البرلمانية، نائباً مشرّعاً أو نائباً خدماتياً، خصوصاً أنه رجل أعمال وإعلانات وعقارات ناجح، ولديه خبرة ميدانية طويلة وفاعلة على الأرض وبين الناس، فيقول: "من يصل إلى مجلس النواب يجب أن يتمتع بمجموعة من المواصفات. فالبعض يهتمّ بالتشريع حصراً، ومنهم من يدرس القوانين من الجانبَين الاقتصاديّ والعلميّ. أمّا أنا، ومن خلال خبرتي في عالم الاعلام، اكتسبت خبرةً في عالم القوانين، ولي ما يكفي من خبرة في الأعمال، حتّى أوفّق بينهما، وفي حال ضرورة دراسة أي قانون في مجلس النواب، ليس من المعيب أن يستعين النائب بخبراء من شأنهم أن يزوّدوه بأفكار مناسبة لدراسة أي قانون وإقراره، إضافةً إلى اطلاعه الشخصيّ على الملف".

ويتابع: "أهم ما يجب أن يتمتع به النائب أو المشرّع كي يصل، هو أن يكون قريباً من الناس ويصغي إليهم ويستمع إلى مشاكلهم ليوصل صوتهم".

أما عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس، بعد غرق زورق يقل عدد من المواطنين الذين اختاروا الهجرة غير الشرعية، للتخلص من الموت اليومي في لبنان، فيؤكد شهوان أنّنا ندعم الجيش اللبناني وأنّه من المستحيل أن يقوم الأخير بأي خطوة تضر بأي لبناني من اي طائفة كان من أي منطقة، لا عمداً ولا عن طريق الخطأ. وبانتظار نتائج التحقيق، نقف دائماً إلى جانب الجيش اللبناني الذي هو العمود الفقري والأساسي في الدولة وضمانة استقرار البلد رغم كل الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها.

تبقى ل 15 أيار الكلمة الفصل في تحديد وجهة المقاعد، وبالتالي وجهة المجلس النيابي، ووجهة لبنان، ويبقى التعويل على الناخب وخصوصًا في بيروت، التي ما زالت تلملم جروحها جراء انفجار 4 آب الكارثي، وغدًا لناظره قريب.