جاد حداد

The In Between... قصة حب خارقة ومؤثرة

27 نيسان 2022

02 : 00

يبدو فيلم The In Between (بين العالمَين) على شبكة «باراماونت بلس» مستوحى من الفيلم الكلاسيكي Ghost (الشبح) الذي اشتهر في فترة التسعينات، وهو يعرض قصة رومانسية لطيفة ذات طابع ماورائي. يناسب هذا العمل الأشخاص الرومانسيين اليائسين في كل مكان وكل من يتوق إلى مشاهدة قصة مؤثرة إلى حد البكاء.

تبدأ الأحداث بعد وقوع حادث سير مأسوي يجعل حياة شخصَين على المحك. سنكتشف حقيقة ما حصل خلال دقائق معدودة: تنجو الفتاة لكنها تصاب بتمزق في قلبها بسبب الصدمة التي تعرّضت لها، لكن يموت حبيبها للأسف. ما الذي حدث لهما؟ سنعود بالأحداث إلى ما قبل 182 يوماً: تُقابل المصوّرة وعاشقة السينما «تيسا» (جوي كينغ) الفتى اللطيف والصادق «سكايلر» (كايل آلن) في أفضل مكان قد يلتقي فيه العشاق: هما يتواجدان معاً في صالة سينما فارغة. حين يبدأ فيلم أجنبي من دون ترجمة، يعرض «سكايلر» مساعدته على «تيسا»، فيقترح عليها أن يجلس بالقرب منها لترجمة الفيلم لها. هو يجيد لغات عدة وينجح في ترك انطباع إيجابي جداً لدى «تيسا» الحساسة.

يسهل تخمين الأحداث التي تلي هذا المشهد، لكن اتخذ صانعو العمل خطوة مختلفة عبر تخصيص نصف القصة لعرض محاولات «تيسا» التعافي من موت «سكايلر» المريع والمبكر. تظن «تيسا» أن مهمة «سكايلر» لم تنتهِ بعد وأنه لا يزال قريباً منها بطريقة ما، فتتذكّره عبر أشياء بسيطة مثل نغمة مألوفة، أو سماع اسمها، أو الشعور بحضوره إلى جانبها. هي تشعر بندم شديد لأنها لم تعترف له بحبها بالشكل المناسب. ثم تُخبرها وسيطة روحية محلية اسمها «دوريس» بأن «سكايلر» لا يزال يتمسك بحياته على الأرض. هو موجود في مكانٍ ما بين العالمَين بحسب قولها، وقد يرحل إلى الأبد خلال بضعة أسابيع.

هذه المعلومة تطلق عدّاً عكسياً لقصة حب «سكايلر» و»تيسا» التي تقترب من نهايتها الطبيعية مع مرور الأحداث، مع أن صانعي العمل يكشفون أدق تفاصيل هذه العلاقة الاستثنائية للمشاهدين. تبدو قناعة «سكايلر» القوية بأن «الحب لا يموت» مثالية أكثر من اللزوم حين يكون على قيد الحياة، لكنها قد تختصر كل شيء بعد موته. تُسابق «تيسا» الزمن لاكتشاف الطريقة التي تسمح لها بالتواصل مع «سكايلر» أو كيفية مساعدته على المضي قدماً، وهي تتابع في الوقت نفسه التكيّف مع غيابه من حياتها. لا مفر من أن يتأثر المشاهدون بهذه القصة ويتعاطفوا مع «سكايلر» على وجه التحديد لأن حياته بدت واعدة قبل موته لكنه لن يتمكن من عيشها يوماً. كان الحبيبان يخططان مثلاً للذهاب إلى باريس في أحد الأيام، ودخول الجامعة معاً، وإنجاح علاقتهما بأي ثمن. لكنّ الموت منعهما من تحقيق هذه الأهداف كلها.

كان اختيار الممثلَين الرئيسيَين صائباً. سبق وبرعت جوي كينغ في عدد من المشاريع، أبرزها The Conjuring (استحضار الأرواح) و The Kissing Booth(حجرة التقبيل). أما كايل آلن، فقد ترك انطباعاً إيجابياً بفضل أدائه المميز في فيلم West Side Story (قصة الجانب الغربي) ودوره شبه البطولي في مسلسلAmerican Horror Story: Apocalypse (قصة رعب أميركية: نهاية العالم). لكن لا تكون الكيمياء بين البطلَين مضمونة في جميع الحالات، حتى لو كانا من أفضل الممثلين. يصعب أن يجسّد الممثلون اللحظات الرومانسية على أكمل وجه، لكن ينجح مخرج العمل آري بوزين من أعماله The Chumscrubber (المنقذ) في تجسيد شكلٍ نادر وملموس من السذاجة والحب الصادق في هذه القصة.

يمتد الفيلم على ساعتَين تقريباً، وقد تبدو هذه المدة أطول من اللزوم للوهلة الأولى. لكن يخلو العمل من المماطلة في مختلف فصوله. تكشف كل لقطة من الماضي جانباً مختلفاً من الشخصيتَين الرئيسيتَين، وسيكون عرض تفاصيل حادث السير ضرورياً لتبرير نهاية القصة. قد تكون أغنية Never Tear Us Apart (لا تفرّقوا بيننا) لفرقة INXS قديمة ومعروفة، لكن يعيد الفيلم إحياءها بأفضل الطرق. كان يمكن أن يقدّم صانعو العمل محتوىً رومانسياً مألوفاً، لكنهم يعرضون قصة حب خارقة يسهل أن يتعلّق بها الجيل الجديد إلى ما لا نهاية.


MISS 3