مايز عبيد

حادثة "زورق الموت" لم تُصرف في سوق الإنتخابات لدى المرشّحين

29 نيسان 2022

02 : 00

لم يتمكن المرشحون من الاستفادة من الحادثة في الإنتخابات

لن تهدأ مفاعيل حادثة زورق الموت في طرابلس ما دامت نفوس الأهالي المنكوبين لم تهدأ بعد، فما يهدّئها، أقلّه، هو أن تعثر الدولة والمعنيون في الحكومة على المفقودين. فحتى الآن، لم يتم العثور على العشرات منهم، والقضية قد تطويها الأيام من دون حقيقة، فتبقى النفوس تلتهب ناراً ولا تجد لها من يطفئها.

عن أحداث قبل الحادثة وبعدها، يتحدث مظهر مرعب لـ» نداء الوطن» وهو شقيق أختين متزوجتين ولديهما ثلاثة أولاد ممن فُقدوا في قارب الموت، فيقول: «أوضاع طرابلس والعائلات فيها معروفة للقاصي والداني وعلى قول المثل «شو جابرك على المر إلا الأمر»، نعيش في دولة ليس فيها لا كهرباء ولا ماء ولا عمل ولا استشفاء ولا أي شيء من مقومات الحياة. هذا باختصار هو ما دفع هذه العائلات لكي تهاجر عبر البحر علّها تجد المنجى الذي تبحث عنه. كنت أفكّر جدياً أن أكون معهم ولكن الإمكانيات المادية لم تسمح بذلك».

وهل لا يزال يفكر بالهجرة رغم كل ما حصل مع أقاربه؟ يجيب مرعب أنه ازداد قناعة بعد الحادثة أن هذا البلد لم يعد يصلح للحياة وليس فيه أي مسؤول عنده ضمير يفكّر في الناس ومصالحهم. ويقول: تخيّل حتى الآن لم يتحرك أي مسؤول ليطمئننا أقله لجهة انتشالهم من البحر فإذا كانوا شهداء فنقوم بدفنهم. لم يقدم لنا نواب طرابلس إلا البيانات الفارغة، وما زالوا يستمرون بجولاتهم الإنتخابية وكأن شيئاً لم يحصل».

ويتابع «نجيب ميقاتي رئيس حكومة لبنان إبن طرابلس بأي عين يذهب إلى العمرة وهناك أطفال من مدينته في البحر لا أحد يعرف مصيرهم؟ بأي وجه سوف يقابل الله بعدما ترك أهل مدينته يموتون جوعاً وهو أغنى الأغنياء؟!... إني أرفع صوتي باسم الأهالي وأطالب الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان الدولية ودول العالم أن تتدخل لكشف مصير أبنائنا وكشف ما حصل معهم في البحر لأن لبنان ليس دولة ولا عدالة في هذا البلد».

ونفذ أهالي من آل مرعب بعد ظهر أمس وقفة احتجاجية أمام مرفأ طرابلس لمطالبة الدولة والمعنيين بالقيام بواجبهم تجاه غرقى الزورق.

قضية زورق الموت بالنسبة إلى المرشحين والسياسيين لا يمكن صرفها في سوق الإنتخابات. فجلّ ما يجيده السياسيون في طرابلس البيانات، بينما مطلب الأهالي الأساسي، انتشالهم من المياه قبل أي كلام آخر.


MISS 3