رحلات افتراضيّة إلى زمن الجدار في برلين

01 : 05

بعد ثلاثين عاماً على سقوطه، ينتصب جدار برلين من جديد بفضل الواقع الافتراضي من خلال شركة ألمانية ناشئة تتيح للسياح العودة بالزمن لرحلة في برلين الشرقية الشيوعية.

تقترب الحافة من حاجز "تشكبوينت تشارلي" الذي كان وقتها أشهر نقطة عبور بين الشطرين الشرقي والغربي لبرلين. ويتبادل جنود أطراف الحديث بصوت خافت من دون أن تظهر أي ملامح على وجوههم، فهل سيستجوبون الركاب أم سيدعونهم يمرّون؟

وبعد توتّر الأجواء لدقائق، انطلقت الحافلة مجدّداً. ووصل الركاب إلى برلين الشرقية التي يلفّ الضباب أبنيتها المغطاة بالسخام. أهلاً وسهلاً بكم في عاصمة دولة لم تعد قائمة!

أطلقت شركة "تايم رايد" الناشئة هذه الرحلات الافتراضية التي تستغرق ساعة من الوقت في نهاية آب، قبل الفعاليات الاحتفالية بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين في التاسع من تشرين الثاني.

ويقول يوناس روتي (33 عاماً) مؤسس "تايم رايد" في تصريحات لوكالة فرانس برس "تقوم فكرتنا على تقديم صورة افتراضية مثالية، إذ يتعذّر علينا العودة بالزمن". ويوضح "نحن لا نريد أن نكون بمثابة متحف. نريدكم أن تشعروا بأنه لكم كلمة في التاريخ".

وتبدأ الرحلة باستعراض وجيز لتاريخ برلين ما بعد الحرب عندما قسّمت ألمانيا إلى أربعة قطاعات. وفي العام 1961، شيّد الجدار في خلال ليلة، في مسعى إلى لجم النزوح الكثيف من الشرق إلى الغرب.

وتقدّم الرحلة ثلاث شخصيات افتراضية تبحث عن الحقيقة، هي شاب يعتمد أسلوب البانك وحرفي ومهندسة، أنفسهم للجمهور الذي يختار أحدهم ليكون مرشده السياحي. ثم يضع الجمهور نظارات للواقع الافتراضي ليجوب من خلالها شوارع برلين الشرقية، من فريدريشتراسه إلى لايبتسيغر شتراسه حيث تصطف مبان نموذجية من تلك الفترة.


وفي سيارات لا تحمل لوحات تسجيل، يراقب عناصر الاستخبارات سكان ألمانيا الشرقية، في حين تتشكّل طوابير انتظار طويلة أمام المتاجر التي تنقصها السلع الغذائية والمنتجات الطازجة. وتبثّ دعايات الدولة الشيوعية عبر مكبّرات للصوت.

وتبدو المشاهد كأنها واقعية ولا ينقصها سوى الرائحة الكريهة المنبعثة من سيارات ألمانيا الشرقية الشديدة الضجة.

ويقول مؤسس الشركة الناشئة على سبيل المزاح "لا شك في أن الروائح هي التي تحيي أكبر قدر من الذكريات، لكن من الصعب إعادة تركيبها من دون أن يصاب الجمهور بصداع في الرأس".

وتنتهي الجولة بالحافلة أمام قصر الجمهورية الذي كان يقوم مقام برلمان ألمانيا الشرقية وقد هدم في العام 2008. وتعرض مشاهد لحشود يعمّها الفرح بعد إحداث فتحة في الجدار ليعبر من خلالها الألمان.

ويقول روتي "هذه المشاهد تحرّك دوماً مشاعر الناس، وهي مرحلة حاسمة في تاريخ ألمانيا وأوروبا والعالم بأسره".


MISS 3