خاص - نداء الوطن

لبنان الرسمي مصرّ على ارتكاب مزيد من الخطايا في العلاقة مع الفاتيكان

بيان نصار إنتهاك دبلوماسي وزيارة البابا كانت فكرة قيد البحث

11 أيار 2022

02 : 00

مرّة جديدة ترتكب الجهات الرسمية اللبنانية خطأ بروتوكولياً، في التعاطي مع حاضرة الفاتيكان والكرسي الرسولي، يكشف عن جهل ربما مقصود في أدبيات وسلوكيات وأسس التعامل مع دوائر الفاتيكان، استمر طيلة العهد الحالي.

بدأت القصة في اختيار السفراء، اذ تم التعاطي مع الفاتيكان وكأنه موقع هامشي نعيّن فيه غير المستحق، لا بل تم الذهاب اكثر من خلال اختيار سفير معروف الانتماء الذي يتعارض مع توجهات الكرسي الرسولي ويومها تصرّف المعنيون بأسلوب التحدي، وتعاموا عن سبب عدم تحديد موعد لتسليم أوراق اعتماده، الى ان خضعوا مرغمين لاستبدال «الماسوني» بسفير كان لم يتبقّ على احالته الى التقاعد سوى شهر ونصف الشهر، في عملية استخفاف، وضعت لبنان خارج دائرة الاهتمام الفاتيكاني موقتاً، وصولاً الى تعيين السفير الحالي. ففي العهد الحالي، انتقل لبنان من موقع متقدّم على سلم اولويات الاهتمام الفاتيكاني الى موقع متأخر جداً، نتيجة «قلة الاحترام» الدبلوماسية التي مورست مع الفاتيكان، بعدما كان اول سفير للبنان في الفاتيكان برتبة وزير مفوض وهو شارل حلو الذي انتخب لاحقا رئيساً للجمهورية وصولاً الى صانع المعجزات الدبلوماسية في زمن البابا يوحنا بولس الثاني السفير ناجي ابي عاصي الذي لم يتحمّله وصي العهد ان يكون وزيراً للخارجية، فانتبهت اليه جامعة الدول العربية وعينته سفيراً لها في باريس.

ملاحظات جوهرية

اما في ما خص زيارة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الى لبنان فلا بد من تسجيل الملاحظات الجوهرية التالية:

اولاً: الزيارة لا تتم بالفرض ولا بالإرغام من خلال تحديد مواقيت من دون إرادة الكرسي الرسولي، فبعدما سلم السفير البابوي في لبنان المطران جوزيف سبيتيري الى رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة من البابا فرنسيس، وهي تأتي في الاطار التقليدي بعد زيارة اي رئيس دولة الى الفاتيكان، تضمنت الرسالة عبارة تتصل برغبة قداسته في زيارة لبنان (بلاد الارز) في موعد قريب، والرغبة كانت بأن تتزامن مع زيارة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الى القدس، اذ عاد كيريل والغى زيارته مع تطورات في صحة البابا اعاقت حركة المشي لديه، الا ان «مفكّري» العهد سارعوا الى الاعلان عن الزيارة وتحديد موعد لها في 12 و13 حزيران خلافاً للبروتوكول الفاتيكاني، اذ يتم الاعلان عن الزيارة من الفاتيكان ويحدد موعدها.

ثانياً: لا إعلان الزيارة تم بالتنسيق مع الفاتيكان لانها كانت تمنّياً بابوياً لزيارة بلاد الارز، ولا الغاء الزيارة تم بالتنسيق مع الفاتيكان ايضاً، لا بل تعمّد الجانب اللبناني في البيان الذي أصدره رئيس اللجنة التحضيرية للزيارة وزير السياحة وليد نصار الإعلان عن الغاء الزيارة، لا بل ذهب، وبأسلوب فظّ، بعيداً من اي عرف دبلوماسي، الى مصادرة القرار الدبلوماسي الفاتيكاني بتضمين البيان عبارة «قد تم إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقررة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحية...»، وهذا الامر منوط حصراً بالكرسي الرسولي لأن هذا الأمر في المعطيات ليس صحيحاً.

ثالثاً: نسأل: هل الفاتيكان اعلن عن زيارة البابا الى لبنان؟ الجواب انه لم يصدر اي بيان بهذا الشأن منذ ارتكب الجانب اللبناني خطيئة الاعلان عن الزيارة، والسؤال الآخر هو: كيف للفاتيكان ان يعلن إرجاء زيارة لم يعلن عنها اصلاً؟ لا بل اكثر من ذلك، هناك معلومات ان الزيارة لم تكن موجودة في روزنامة الفاتيكان اصلاً(؟).

وخلافاً لبيان الوزير نصار، فإن من يتابع الموقع الرسمي للفاتيكان يلاحظ ان البابا فرنسيس لم يلغ اي من مواعيده، انما العكس صحيح، اللقاءات تتم كالمعتاد لا بل ازدادت، والبابا يتنقّل على كرسي مدولب لاراحة ركبته، والاهم ان هناك زيارتين للبابا في تموز المقبل الى السودان والكونغو، وفي ايلول المقبل الى كازاخستان وقد تم الإعلان عنهما سابقاً وببيان رسمي صادر عن الفاتيكان، ولم يتم ابداً الغاء الزيارات، كما زعم بيان نصار.

ويوم الاحد المقبل 15 الجاري، هناك احتفال اعلان قداسة لقديسين جدد من بينهم الراهب الفرنسي شارل دو فوكو وسيترأس الاحتفال الحبر الاعظم ولم يعلن عن الغاء الاحتفال.

وكما سبق لمدير دار الصحافة في الفاتيكان ماتيو بروني ان قال إن الدار لم تصدر اي بيان بشأن موعد زيارة البابا فرنسيس الى لبنان، أبلغ امس الصحافيين المعتمدين ان الدار لم تصدر اي بيان بشأن تأجيل زيارة البابا فرنسيس للبنان، مما يعني ان الفاتيكان لا يعلن عن زيارة او تأجيلها وهي في الاساس ليست قائمة بعد، انما كانت مجرد اقتراح ومحل بحث بين لبنان والفاتيكان.


MISS 3