شربل داغر

بعد الإنتخابات يوم آخر

16 أيار 2022

02 : 00

أكتبُ هذا المقال قبل توجهي إلى قريتي للمشاركة في واجبي، بل حقي، في الانتخابات النيابية.

ويُنشر هذا المقال غداة ظهور النتائج، ما يَضعني في إحراج سياسي وكتابي، لم يَفرضه علي أحد، بل التزمتُ به بمحض إرادتي.

أكتبُ هذا عملاً بالقول المعروف: غداً، يوم آخر.

أسيحمل هذا الصباح أملاً بما نادى به كثيرون، وعملوا من أجله؟

الأكيد هو أن هذه الانتخابات حَمَلت (وحُمِّلت) الكثير من الآمال، الاستراتيجية، الثورية، التغييرية، في حساب بعضهم، ما لم تعرفه أي انتخابات عرفتُها في السابق، أو شاركتُ فيها. لا أعرف إذا كانت هذه الانتخابات ستجلب التغيير المنشود، ما دام الكثير من المرشحين، المعارضين، تنافسوا على "الصحن عينه"، من دون تحالف، بل من دون تنسيق، ما يجعل خصومهم أشد تمكناً من الثبات في مواقعهم.

الأكيد هو أن هذه الانتخابات ليست منتهى، بل بداية، وتشترط التراكم والبناء على نتائجها.

أولى هذه النتائج، في حسابي، هي الانضواء في أحزاب وتيارات، لا وراء "زعامات" و"شخصيات" يتحلّق حولها جمهور طائع ومسحور.

هذا لا يصنع تغييراً، إذ يشترط ارتضاءَ افراد وافراد بما هو أبعد من التحلق حول مرشح ومرشحة. ذلك انني، إذ تابعتُ كلام أعداد كبيرة من المرشحين والمرشحات، وجدتُ كلامهم متشابهاً، ما عدا قلة قليلة منهم. فلماذا كانوا مرشحين كثيرين، والخطاب متقارباً، بل متطابقاً؟ ألا يكون الأمر نوعاً من "الشطارة اللبنانية" ليس إلا، والتي لا تُحسن بناء مجموعات على أساس مصالح عامة؟

اليوم أمر آخر، مهما كانت الانتخابات... أتمنى أن تكون نتائجُها قد حَمَلتْ ما يُرضي بعض التوقعات منذ أكثر من سنتَين.

اليوم أمر آخر، ما دامت السياسة بناء، لا تقوم وفق منطق "الهبّات" فقط، والتنافسات "الشخصانية"، والوصفات السحرية، والشعارات البراقة.

اليوم أمر آخر، ولن يكون البرلمان كما كان، بل سيَحمل، بوجوهه وبأعدادهم، ما يرسم ندوة سياسية مختلفة، وستخف فيه حكما ًسياسات التراضي التحاصصي.

هناك هواء مختلف، أكيد، لكن السؤال يبقى: هل تعد براعم الربيع بصيف ناضج؟


MISS 3