أوّل محاكمة بجرائم حرب في كييف

12 : 46

أكدت كييف تواصل عملية "إجلاء" آخر الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مجمّع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الإستراتيجية الأربعاء، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 959 جنديا أوكرانيا استسلموا في المجمع الصناعي منذ الإثنين.

توازياً تبدأ في العاصمة الأوكرانية أول محاكمة لجندي روسي متعلقة بجرائم حرب منذ بدء الغزو.

على الصعيد الدولي، قدمت فنلندا والسويد رسمياً وفي وقت متزامن طلبي انضمامهما لعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في تحوّل تاريخي لسياستهما التقليدية بعدم الانحياز.

على مشارف بلوغ الحرب شهرها الثالث، أصبحت آزوفستال رمزًا للمقاومة الأوكرانية الشرسة التي صدت الغزو الروسي بنحو أكثر فاعلية مما كان متوقعًا، وأجبرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة ضبط أهدافه العسكرية من السيطرة على العاصمة كييف إلى تركيز جهوده على شرق البلاد.

وكانت موسكو أعلنت السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية الشهر الماضي بعد حصار استمر أسابيع، لكن ظل مئات الجنود الأوكرانيين في أنفاق تحت مجمع آزوفستال الصناعي الشاسع، ما أعاق تقدم روسيا عبر الأراضي المحيطة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن 959 جنديا روسياً استسلموا هذا الأسبوع في المجمع الواقع في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية.

وقالت الوزارة في إعلانها اليومي عن مستجدات النزاع إن "في الساعات ال24 الماضية، استسلم 694 مقاتلاً بينهم 29 جريحا" مضيفة "في المجموع ومنذ 16 أيار/مايو، استسلم 959 مقاتلا بينهم 80 جريحاً".

وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها "تبذل كل ما هو ضروري لإنقاذهم"، لكنها اعترفت بعدم وجود خيار عسكري متاح.


ونشرت الوزارة صورا تظهر جنودا مصابين محمّلين على ناقلات، بعضهم يجري تفتيشه والبعض الآخر ينقل إلى حافلات.

وأضافت أن المسلّحين الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية نُقلوا إلى مستشفى في جزء من منطقة دونيتسك الشرقية التي يسيطر عليها متمردون موالون للكرملين.

من جهتها أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن أملها في "تنفيذ إجراءات تبادل لإعادة هؤلاء الأبطال الأوكرانيين في أسرع وقت".


أول محاكمة متعلقة بجرائم حرب 


من جهة أخرى تبدأ في كييف الأربعاء أول محاكمة مرتبطة بجرائم حرب، بحق جندي روسي متهم بقتل مدني أعزل، في حين اتُهمت القوات الروسية بارتكاب عدد كبير من جرائم الحرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسيمثل فاديم شيشيمارين البالغ 21 عاما أمام محكمة منطقة سولوميانسك في كييف، في قضية مقتل رجل عمره 62 عاما في شمال شرق أوكرانيا في 28 شباط.

ويواجه الجندي وهو من إركتوتسك في سيبيريا، والمتهم بجرائم حرب والقتل العمد، عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.

وقال ممثلو الادعاء إن شيشيمارين كان يقود وحدة في فرقة دبابات عندما تعرضت قافلته لهجوم، فسرق شيشيمارين وأربعة جنود فارين آخرين سيارة قرب قرية شوباخيفكا، على ما تقول كييف.

وكان القتيل المدني الذي لم تعلن هويته، على دراجة هوائية على جانب الطريق على مقربة من منزله عندما حصلت السرقة، بحسب الادعاء.

وأوضح مكتب المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا في بيان أن "أحد الجنود أمر المتهم بقتل المدني حتى لا يشي بهم" مضيفا أن "الرجل قتل على الفور، على مسافة عشرات الأمتار فقط من منزله".

وستكون المحاكمة، المتوقع أن يعقبها محاكمات أخرى، بمثابة اختبار لنظام العدل الأوكراني، في وقت تجري هيئات دولية أخرى تحقيقاتها الخاصة في انتهاكات تُتهم القوات الروسية بارتكابها.

وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء نشر أكبر فريق ميداني تابع لها على الإطلاق في أوكرانيا، حيث تم إرسال 42 محققًا وخبيراً في الجنايات وموظفي مساندة آخرين إلى الميدان للتحقيق في جرائم ارتكبت خلال الغزو الروسي.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها بصدد إنشاء وحدة خاصة لبحث وتوثيق ونشر جرائم الحرب الروسية. وقالت الوزارة الثلاثاء إن مرصد الصراع "سيجمع ويحلل ويتيح على نطاق واسع أدلة على جرائم الحرب وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا".


MISS 3