بسام أبو زيد

نيابة "التيار" ورئاسة باسيل

19 أيار 2022

02 : 00

في قراءة هادئة لنتائج الانتخابات يظهر أن «التيار الوطني الحر» لا يزال قوة نيابية مسيحية بغض النظر عن نسبة الأصوات المسيحية التي نالها مرشحوه الفائزون، ولكنهم في النهاية وصلوا إلى المجلس النيابي وأصبح كل واحد منهم صوتاً له دوره في هذا المجلس.

بالنسبة لـ»حزب الله» لا يزال نواب «التيار الوطني الحر» يشكلون تغطية مسيحية له، وهو سيعمل على التعاون معهم في مختلف المجالات لا سيما وأن الحاجة السياسية لهذا التعاون أصبحت ملحة أكثر، وتحتاج إلى تضامن أكبر وسيسعى الحزب إلى تحسين وتمتين العلاقة بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، من أجل مواجهة أكثرية صحيح أنها متفرقة ولكنها ستكون متعبة لـ»حزب الله» وحلفائه.

كان «حزب الله» يأمل في أن يكون المزيد من الحلفاء في موقع نيابي أقوى ولكن ذلك لم يتحقق، فتيار «المردة» حصد نائباً واحداً والحزب «القومي» خسر كل مقاعده النيابية وسقط طلال أرسلان وأيلي الفرزلي وفيصل كرامي ولم ينجح وئام وهاب، ولكن باستطاعة الحزب أن يجمع حوله في السياسة عدداً من النواب السنّة أيضاً، والأهم في كل ذلك هو السؤال عن موقف «اللقاء الديمقراطي» بزعامة تيمور جنبلاط فهل سيكون هذا اللقاء في مواجهة ثنائي «أمل-حزب الله»، أم أن العلاقة التي تربط رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط برئيس حركة «أمل» نبيه بري ستدفع بـ»اللقاء الديمقراطي» إلى إمساك العصا من نصفها؟

الأيام المقبلة ستظهر كيف سيتصرف «حزب الله» إزاء هذا الواقع، ولكن الحزب يدرك منذ اليوم واستناداً إلى النتائج الانتخابية لـ»التيار الوطني الحر»، أن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو جبران باسيل، وليس أي شخصية مسيحية أخرى متحالفة مع «حزب الله» ومن ضمنها رئيس تيار «المردة» النائب والوزير السابق سليمان فرنجية.

«حزب الله» يدرك أن وصول باسيل إلى سدة الرئاسة صعب وربما أصعب من وصول العماد ميشال عون إلى هذا المنصب، ولكنه وكما صبر الحزب لإيصال عون إلى سدة الرئاسة ونضوج التسويات المحلية والخارجية، فقد يكون مستعداً هذه المرة وأكثر من أي وقت مضى للصبر حتى يصل النائب باسيل إلى قصر بعبدا ولو طال فراغ إنجاز التسويات.