الوجبات الصحّية... تخفّف تعبك!

01 : 24

.

وفق دراسة جديدة، يسهم استبدال السكر والدهون المشبعة بالخضار في تخفيف أثر الحرمان من النوم!

حين نشعر بالإرهاق لكننا نضطر للحفاظ على يقظتنا، نميل في معظمنا إلى تناول وجبات غنية بالسكر. لكن تكشف دراسة جديدة أن الخيارات الصحية هي التي تساعدنا على محاربة التعب. نُشرت النتائج حديثاً في "المجلة الأميركية لطب أسلوب الحياة".

تجدر الإشارة إلى أن اختيار المأكولات غير الصحية لا ينجم عن غياب ضبط النفس. بل إن قلة النوم تؤثر على مهارات اتخاذ القرارات، ما يؤدي إلى تراجع قوة الإرادة وتعزيز الميل إلى اختيار وجبة سريعة من نوع السكريات.

ذكرت نتائج دراسة في العام 2019، في مجلة "علم الأعصاب"، أن المتعبين يكونون أكثر ميلاً إلى اختيار المأكولات غير الصحية، حتى أنهم يميلون أكثر من غيرهم إلى صرف المال لشراء الوجبات السريعة.

لكن لا يؤدي ضعف أداء الدماغ إلى زيادة الرغبة في أكل السكريات فحسب، بل الأغذية الغنية بالدهون، والدهون المشبعة، والصوديوم أيضاً.

في حالات كثيرة، لا تنشأ هذه النوبات إلا من وقت لآخر. لكن إذا كان عمل الناس يفرض عليهم فترات طويلة من التعب، قد يصبح أكل الوجبات غير الصحية عادة راسخة. إنه وضع الأطباء تحديداً. بسبب العمل لنوبات طويلة من دون أخذ استراحة كافية، يحتاج هؤلاء إلى تناول وجبات سهلة وسريعة. وفي معظم الأحيان، يكون ذلك الطعام غير صحي.

تشعر مريم حميدي، عالِمة تغذية وباحثة في مركز "ويل" في "ستانفورد"، كاليفورنيا، بهذه الرغبة القوية في أكل الوجبات غير الصحية. احتاجت في أحد أبحاثها السابقة إلى البقاء مستيقظة من الثامنة صباحاً إلى الخامسة فجراً في مناسبات متكررة. لذا كانت تحتفظ بوجبات صحية وغير صحية في مكتبها، لكنها شعرت دوماً برغبة هائلة في أكل رقائق البطاطس في الساعة السادسة أو السابعة مساءً: "بدأتُ ألاحظ وجود أكياس البطاطس في مكتبي. لم أكن أشتهيها منذ أيامي في الجامعة. جلبتُ كيساً في أحد الأيام، مع عبوة من المشروبات الغازية، ثم تناولتُ كيساً ثانياً وثالثاً. أتذكر أنني استمتعتُ بتلك الوجبة وقررتُ أن أكررها لاحقاً. لم يسبق أن أكلتُ ثلاثة أكياس من رقائق البطاطس دفعةً واحدة. لكني لم أنحرم من النوم لهذه الدرجة يوماً".

حين يكون تغيير جدول العمل مستحيلاً، يشعر الأطباء وكل من يعمل في بيئات مشابهة بالمثل. لكن لا يدرك الكثيرون أن تبني حمية صحية يسهم في تخفيف مشاعر التعب. كذلك، قد لا يفكر الأطباء بالرابط بين ما يأكلونه والمنافع المحتملة في مجال الاعتناء بالمرضى.

بعدما واجهت حميدي آثاراً غير صحية متعددة نتيجة العمل لساعات طويلة، إلى جانب فريق من الباحثين الآخرين في جامعة "ستانفورد"، أرادوا جميعاً اكتشاف أثر الحمية على مستويات الحرمان من النوم.

فحللوا نتائج استطلاع صحي شارك فيه 245 طبيباً من "ستانفورد" في آذار 2016. استُعمِلت ثلاث حميات محددة: حمية نباتية اختيارية، وحمية غنية بالبروتينات، وحمية غنية بالسكريات والدهون المشبعة.

كانت إحدى النتائج متوقعة: زادت معدلات الاختلالات المرتبطة بالنوم لدى من تبنوا حمية غنية بالدهون المشبعة والسكريات، وتراجعت تزامناً مع تبني حميات نباتية. لكن لم يكتشف الباحثون أي رابط بين الحميات الغنية بالبروتينات وحجم الاختلالات المرتبطة بالنوم.

بالتالي، قد يسهم الإكثار من أكل الخضار مقابل تخفيف السكريات والدهون المشبعة في تحسين أداء الدماغ والجسم المتعبَين.

لذا توصي حميدي أرباب العمل والمنظمات بمحاولة توفير أغذية مثل الفاكهة، والخضار، والمشروبات المخفوقة، وألواح البروتينات الصحية، بدل الوجبات والمشروبات الغنية بالسكر: "يستطيع الأطباء تخفيف تعبهم اليومي عبر توفير خيارات غذائية صحية في المناطق القريبة من عملهم وإنشاء بيئة مهنية تتعدد فيها الأصناف الصحية. في نهاية المطاف، تسمح هذه الخطوة بزيادة مستويات التركيز وتحسين نوعية الرعاية بالمرضى".


MISS 3