"أرامكو" تُدشّن طرحها العام الأوّليّ الأكبر في العالم

00 : 34

دشّنت شركة النفط الوطنية السعودية "أرامكو" أخيراً طرحها العام الأوّلي أمس، معلنة عزمها الإدراج بالبورصة المحلية في ما قد يكون أكبر إدراج في العالم، والذي يأتي مع سعي المملكة لتنويع مواردها الاقتصادية وإقامة الشركة المدرجة الأعلى قيمة في العالم.

لكن في إعلانها المنتظر منذ وقت طويل، كشفت "أرامكو"، الشركة الأعلى ربحية في العالم، عن القليل من التفاصيل المحددة عن عدد الأسهم التي ستبيعها أو التسعير أو موعد الإطلاق.

وقال مصرفيّون للحكومة السعودية إن "المستثمرين سيقيّمون الشركة على الأرجح عند 1.5 تريليون دولار تقريباً، أي أقل بتريليوني دولار من تقييم ذكره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما اقترح فكرة الطرح العام للمرة الأولى قبل نحو أربعة أعوام".

ولم تذكر "أرامكو" نوع الإجراءات التي اتخذتها لتعزيز الأمن بعد هجمات غير مسبوقة على منشأتي نفط تابعتين لها في أيلول.

ولفتت مصادر لـ"رويترز" إلى أن شركة النفط قد تطرح ما بين 1 و2% من أسهمها في البورصة المحلية لتجمع ما بين 20 و40 مليار دولار. وستتفوق الصفقة بأكثر من 25 مليار دولار على رقم قياسي حققته شركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية من طرحها الأولي في 2014.

ورأى ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة "أرامكو" خلال مؤتمر صحافي في مدينة الظهران شرقي السعودية أن "الشركة ستمضي الأيام العشرة المقبلة في إجراء محادثات مع المستثمرين واستكشاف مدى اهتمامهم وسيتبع ذلك تحديد نطاق السعر".

ويستهدف الطرح الأولي للشركة إعطاء دفعة للإصلاحات الاقتصادية الطموحة التي يتبنّاها ولي العهد عن طريق جمع المليارات لإقامة صناعات خارج قطاع الطاقة وتنويع تدفّقات الإيرادات في السعودية.

ويأتي تأكيد بيع أسهم في شركة النفط العملاقة بعد نحو سبعة أسابيع من هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية مما أثّر بشدّة على إنتاجها في ذلك الحين، الأمر الذي يؤكد تصميم المملكة على المضي قدماً في الإدراج مهما يكن.

واعتبرت "أرامكو" أنها "لا تتوقّع أن يكون لهجمات 14 أيلول، التي استهدفت منشأتين في القلب من صناعة النفط بالسعودية وأدت في بادئ الأمر إلى خفض إنتاج المملكة إلى النصف، أثر ملموس على نشاطها وعملياتها ووضعها المالي. وأوضحت أمس أنها أنتجت نحو واحد من كل ثمانية براميل من النفط الخام المنتجة عالمياً من العام 2016 وحتى 2018". وبلغ صافي ربح "أرامكو" في الربع الثالث من العام الجاري 21.1 مليار دولار، وهو ما تتضاءل أمامه أرباح شركات عملاقة مثل "إكسون موبيل" التي تجاوز صافي ربحها للفترة ذاتها الثلاثة مليارات دولار بقليل. وقال الرميان إن "تقييم الشركة ينبغي أن يتحدد بعد الجولة الترويجية للطرح".

وأشار الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" أمين الناصر خلال المؤتمر الصحافي إلى أن "الشركة ستصدر نشرة الطرح الأوّلي في 9 تشرين الثاني". ولتيسير إتمام الصفقة، تعتمد السعودية على توافر الائتمان السهل للمستثمرين الأفراد والمساهمات الكبيرة من السعوديين الأثرياء.

ولفت روري فايف المدير لدى مينا أدفايزرز إلى أن "أياً كان ما ستحققه هذه الجولة المحلية، ومع كون اللاعبين المحليين مدفوعين دفعاً للاستثمار، فإن المستثمرين الدوليين سيقيّمون الأمر بما يقل كثيراً عن توقعات (ولي العهد) الأمير محمد بن سلمان".

إلى ذلك، تراجعت البورصة السعودية أمس بنسبة 1.7 % بعد إعلان "أرامكو". ويقول مديرو صناديق ومحللون إن "المؤشر الرئيسي هبط نحو الخُمس منذ أيار مع بيع مؤسسات محلية أسهماً للاستعداد لصفقة أرامكو".

وقال صلاح شما مدير الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى فرانكلين تمبلتون لأسهم الأسواق الناشئة إن بعض المستثمرين المحليين قد يبيعون أسهماً أخرى من أجل تحويل استثماراتهم إلى أرامكو.

ولطمأنة المستثمرين، قالت الشركة أمس إن الحكومة ستتخلّى عن حقها في الحصول على نصيب في توزيعات الأرباح النقدية على أسهم "أرامكو"، لتعطي الأولوية لحملة الأسهم الجدد.

وستخفض "أرامكو" أيضاً رسوم الامتياز التي تدفعها للحكومة. وستتبنّى نظاماً تصاعدياً لرسوم الامتياز، يسري من الأول من كانون الثاني 2020، بمعدل يبلغ 15 % ويصل إلى 70 دولاراً للبرميل، و45 % بقيمة تتراوح بين 70 و100 دولار، و80 % إذا ارتفع السعر عن ذلك.


MISS 3