الثورة هي إنجاز كبير في تاريخ لبنان المعاصر، فمنذ نحو 70 سنة لغاية اليوم لم يتوافق الشعب اللبناني على كلمة واحدة أو موقف واحدٍ كما يحصل الآن، لقد اجتمعوا على نبذ الطائفية والتقوقع، وأيقن اللبنانيون أنّ الاحزاب السياسية لا تُطعم خبزاً، بل على العكس، فهي تسرق خبزنا وعرق جبيننا، ولا سيما الأحزاب التي تمثلت بالسلطة تحديداً.
لقد عرف شعبنا أنّ وعود السياسيين له هي وهمية، خصوصاً الوعود الانتخابية المعسولة، فكانت كلها عبارة عن وهمٍ وسراب.
ما يحصل اليوم جميل ومؤثّر جداً، وآمل في أن نستطيع إستكمال هذه الثورة حتى النصر وتحقيق كافة المطالب الحياتية والإقتصادية والإجتماعية، مع التذكير بأن هدف الثورة لم يكن فقط إستقالة رئيس الحكومة، بل الحكومة بأسرها ومن ثمّ الطقم السياسي بأكمله.
أما المال المنهوب الذي يناهز الـ 800 مليار دولار فيجب إعادته الى خزينة الدولة لأنه في الأساس ملكُ الشعب اللبناني الطيّب والفقير، كما يهمّنا أيضاً أن يكون لبنان بمنأى عن الضغوطات السياسية والإرتهانات الخارجية، وأن يعود قريباً ليلعب دوره في الشرق الاوسط كبلد رائدٍ ومُبدع وغير مرتهن أو تابع لأحد.
هذه الأهداف قد تكون قريبة الى الحلم، لكن الحلم بدأ يشقّ طريقه اليوم نحو التحقيق من خلال هذه الثورة الشريفة، وأتمنى على باقي المسؤولين الكبار في الدولة أن يستقيلوا من مواقعهم كما كان للرئيس الحريري الجرأة في هذه الخطوة.
*فادي درويش
الأمين العام المساعد للإتحاد اللبناني للمواي تاي
