العلماء يقتربون من ابتكار لقاح موحّد للإنفلونزا!

09 : 51

Doctor interacting with patient while giving an injection to the patient in clinic

تكثر اللقاحات المستعملة لتجنب الإنفلونزا اليوم، لكن يجب أن يتابع الخبراء ابتكار لقاحات تستهدف سلالات محددة من هذا المرض إذا أرادوا أن يضمنوا فاعلية هذه الاستراتيجية الوقائية. هل ينجح العلماء إذاً في اختراع لقاح يُغْنِي عن جميع الخيارات الأخرى؟

تُعتبر الإنفلونزا من أكثر الأمراض شيوعاً حول العالم، وتشتق من سلالاتَين فيروسيتَين: السلالة "أ" والسلالة "ب". ونظراً إلى وجود سلالات فيروسية مختلفة وتعدد الأنواع الفرعية المشتقة منها، من واجب الأطباء أن يصفوا اللقاح المناسب لكل حالة. ويجب أن يستعملوا لقاحاً يستهدف السلالات والأنواع الفرعية الشائعة بين الناس لضمان نجاح هذا التدبير الوقائي.

حتى الآن، ما من "لقاح موحّد" لاستهداف جميع فيروسات الإنفلونزا بفاعلية، لكن هل يقترب الباحثون من تحقيق هذا الهدف؟

ابتكر فريق من الباحثين في كلية "إيكان" الطبية في مستشفى "جبل سيناء"، نيويورك، بالتعاون مع زملاء لهم من معاهد أخرى، مقاربة جديدة قد تُغيّر رأي العلماء حول طريقة استهداف الفيروسات.

قد تُمهّد هذه المقاربة مستقبلاً لنشوء لقاح موحّد للإنفلونزا، كما يذكر الباحثون في تقريرهم الوارد في مجلة "ذي لانسيت" للأمراض المُعدِية.

جرى البحث تحت إشراف الأستاذَين بيتر باليس وفلوريان كرامر، فركّزا على بروتين الهيماغلوتينين الذي يقع على سطح فيروسات الإنفلونزا ويُوجّهها نحو الخلايا المضيفة، حيث تنقل لها العدوى في المرحلة اللاحقة.

يتألف الهيماغلوتينين من عنصرَين: "الرأس" الذي يختلف من سلالة إلى أخرى، و"الساق" التي تختلف بدرجة أقل بين السلالات الفيروسية.

بناءً على هذه الخصائص، قرر الباحثون تطوير لقاح يستهدف ساق الهيماغلوتينين الأقل ميلاً إلى التغيّر. لتحقيق هذه الغاية، استعملوا بروتيناً اسمه "الهيماغلوتينين المختلط".

في المرحلة الأولى من التجربة العيادية، استعانوا براشدين أصحاء واختبروا أنواعاً مختلفة من أنظمة التلقيح المبنية على "الهيماغلوتينين المختلط" لتحديد النوع القادر على تحفيز الجسم لإنتاج أجسام مضادة تحمي من الإنفلونزا عموماً.

نجحت المقاربة المبنية على إعطاء لقاح واحد، إلى جانب لقاح إنفلونزا مُعطّل فيه "هيماغلوتينين مختلط" مساعِد، في تنشيط الأجسام المضادة التي تحارب أنواعاً مختلفة من فيروس الإنفلونزا.

يوضح كرامر: "أطلق اللقاح استجابة مضادة واسعة لا تقتصر على فيروس الإنفلونزا البشري الشائع راهناً، بل تشمل أيضاً أنواعاً فرعية من الفيروس الذي يصيب الطيور والخفافيش. كان مفاجئاً أن تطلق التركيبة المُعطّلة والمخلوطة مع البروتين المساعِد استجابة قوية ومضادة لساق الهيماغلوتينين، ما يعني أن لقاحاً واحداً قد يكون كافياً للوقاية من فيروسات الإنفلونزا الوبائية التي لم تنشأ بعد. تكشف هذه التجربة أننا نتجه إلى ابتكار لقاح موحّد لفيروس الإنفلونزا، لكن لا تزال النتائج غير مؤكدة. من المنتظر أن تظهر نتائج إضافية عند إتمام الدراسة في نهاية العام 2019".


MISS 3