من المعروف أن الألياف تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتُخفّض مستويات الكولسترول. لكن تكشف دراسة جديدة أنها قد تحمي الدماغ من الخرف أيضاً.
شملت هذه الدراسة حوالى 3700 شخص من الراشدين الأصحاء، تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عاماً، وقد شاركوا في مسوحات غذائية دورية طوال 16 سنة. راقب الباحثون المشاركين طوال عقدَين لتحديد الفئة التي أُصيبت بالخرف. كشفت الدراسة أن من استهلكوا أكبر كمية من الألياف يومياً كانوا أقل عرضة للخرف. أما من استهلكوا أصغر كمية من الألياف، فكانوا الأكثر عرضة لهذا المرض. تناول الأشخاص الأقل عرضة للخرف حوالى 20 غراماً من الألياف يومياً، بينما اقتصرت الكمية التي استهلكها المشاركون الأكثر عرضة للخطر على 8 غرامات فقط. (توصي وزارة الزراعة الأميركية بتناول 30 غراماً من الألياف يومياً بعد عمر الخمسين).
يفترض الباحثون أن آليات عدة تؤثر على هذه النتيجة. تسهم الحميات الغنية بالألياف مثلاً في تخفيض الوزن وضغط الدم، إذ تحمي هذه التعديلات الناس من الخرف الوعائي (ضعف مهارات التفكير بسبب تراجع تدفق الدم نحو الدماغ). كذلك، تزيد الألياف الجراثيم المفيدة في الأمعاء، ما يسمح بتخفيف التهاب الدماغ عبر المحور الدماغي المعوي. رصدت الدراسة رابطاً بين هذه العوامل بكل بساطة ولم تثبت بشكلٍ قاطع أن تعديل كمية الألياف المستهلكة هو الذي يغيّر خطر الإصابة بالخرف، لكنها تشير في مطلق الأحوال إلى تأثير الحمية الغذائية على صحة الدماغ. نُشرت النتائج في مجلة "علم الأعصاب الغذائي".
