إيران تبدأ إنتاج اليورانيوم المخصّب في منشأة "فوردو"

00 : 00

صورة ملتقطة من قمر اصطناعي لمنشأة "فوردو" النوويّة الإيرانيّة (أرشيف)

في سياق قرارها القيام بخطوة رابعة للتراجع عن التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، بدأت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في انتاج اليورانيوم المخصّب في منشأة "فوردو" تحت الأرض عند منتصف ليل أمس، إذ كانت طهران قد أعلنت الثلثاء استئناف أنشطة لتخصيب اليورانيوم كانت مجمّدة في منشأة "فوردو"، الواقعة على بُعد 180 كلم جنوب طهران، في إطار إجراءاتها التي تلت انسحاب الولايات المتّحدة من الاتفاق النووي بقرار من الرئيس دونالد ترامب وإعادة فرض عقوبات أميركيّة قاسية عليها.

وقال الناطق باسم المنظّمة الإيرانيّة للطاقة الذريّة بهروز كمالوندي: "في الساعات المقبلة، ستنتهي عمليّة ضخّ الغاز في أجهزة الطرد المركزي التي تعمل في موقع "فوردو"، بحضور مفتّشي الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، لافتاً إلى أن "إنتاج اليورانيوم المخصّب في منشأة "فوردو" سيبدأ منتصف ليل الأربعاء - الخميس"، فيما كانت واشنطن قد ردّت على الإعلان الإيراني، باتهام طهران بممارسة "الابتزاز النووي"، وتعهّدت تشديد الضغوط عليها، معتبرةً، بحسب الخارجيّة الأميركيّة، أنّه "ليس لدى ايران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو" أو أيّ مكان آخر".

لكن موسكو التي أعلنت الثلثاء أنّها تُراقب "بقلق" تطوّرات الأوضاع، أكّدت بالأمس أن إيران لا تنتهك بذلك التزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النوويّة، وحمّلت مجدّداً واشنطن مسؤوليّة التوتّر في شأن الملف النووي الإيراني. وأشار وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف إلى أن "كلّ إجراءات إيران حول خفض التزاماتها تحصل مع إبلاغ الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة وبحضور مفتشي الوكالة ومن دون انتهاك أيّ مادة من معاهدة منع الانتشار النووي والبروتوكول الإضافي"، مضيفاً: "يُطلب من إيران أن تُطبّق كلّ شيء بلا استثناء، لكن في المقابل لا يتمّ تقديم شيء لها"، بينما اتّهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للمرّة الأولى، إيران، بالخروج عن إطار الاتفاق النووي.

بدورها، دعت ألمانيا إيران إلى إلغاء قرارها "غير المقبول" في شأن نشاطاتها النوويّة. وقال وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس، خلال مؤتمر صحافي في برلين: "ما أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني غير مقبول"، ودعا طهران إلى "العودة عن كلّ التدابير التي اتخذتها منذ تموز، واحترام التزاماتها الدوليّة بشكل كامل"، معتبراً أنّه "يتوجّب على إيران التراجع فوراً بهدف خفض التوتر". وأوضح أنّ "هدفنا يتمثّل في الحفاظ على الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أنّ برلين ستُتابع الأمر مع الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة والدول الأخرى التي وقّعت على الاتفاق في فيينا العام 2015.

توازياً، كشف ديبلوماسيّون مطّلعون على عمل الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة أن إيران احتجزت مفتّشة في الوكالة التابعة للأمم المتّحدة لفترة وجيزة، وتحفّظت على وثائق السفر الخاصة بها، ووصف بعضهم الأمر بأنّه "مضايقة". ومن المقرّر أن تتمّ مناقشة الأمر خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة اليوم، وتمّت الدعوة إلى عقده قبل فترة قصيرة لمناقشة "أمرَيْن متعلقَيْن بالسلامة"، من دون تحديدهما في جدول أعمال الاجتماع. وأفاد ثلاثة ديبلوماسيين مطّلعين على عمل الوكالة بأنّ السلطات الإيرانيّة تحفّظت على وثائق سفر المفتّشة، بينما أوضح اثنان أنّها احتُجزت لفترة وجيزة أثناء عملها في إيران. وذكر ديبلوماسي منهم أن الواقعة حدثت عند موقع "نطنز" للتخصيب الأسبوع الماضي، وأكّد ديبلوماسي آخر ذلك. وأحجمت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة وسفير إيران لديها عن التعليق على الأمر.


MISS 3