مايز عبيد

وزير البيئة لم يستبعد أن يكون مفتعلاً

حريق أكبر غابة صنوبر في "بطرماز" - الضنية

9 حزيران 2022

02 : 00

طوافة تابعة للجيش تساهم في الإخماد والتبريد

على مدار يومين متواصلين عملت طوافة تابعة للجيش اللبناني انطلقت من مطار رينيه معوض - القليعات في عكار باتجاه بلدة بطرماز في قضاء الضنية، لإخماد الحريق الذي أتى على مساحة واسعة في أكبر حرج للصنوبر في الشرق الأوسط.

وإلى جانب الجيش اللبناني أيضاً عناصر الدفاع المدني ومتطوعون بذلوا الجهود لمنع انتشار رقعة الحريق، بعدما قضى على مئات الأمتار من المساحة الحرجية. وكان وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين قد واكب على الارض ومنذ صباح أمس عمليات إخماده وقال: «حضوري إلى هنا لأواكب عمليات إطفاء هذا الحريق ولنكون كحكومة ووزارة معنية في متابعة لكل التفاصيل، واضعين كل الجهود والإمكانات بتصرف الأهالي، وإذا رأينا أن الأمور تتطور وتخرج عن السيطرة فسنطلب مساعدة الحكومة القبرصية». وأضاف «الحريق تحت السيطرة وما يجري جهود محددة لإطفاء آخر البقع من أجل منع عودة الإشتعال مجدداً».



مفتعل أم غير مفتعل؟

كل الترجيحات من خبراء ومعنيين أشارت إلى أن حريق الضنية مفتعل، وهذا الأمر لم يستبعده أيضاً وزير البيئة. وتأتى الخوف الأكبر من إمكانية وصول الحريق الذي كان يتمدد بقوة إلى المنازل المجاورة، إذ عاش أهالي المنطقة ليلة رعب وخوف، بينما ساعد العديد من أبنائها مع متطوعين من المناطق المجاورة، عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني في السيطرة على الحريق وإخماده. حريق الضنية وقبله حريق عكار وكما كل حريق يحصل، سواء أكان مفتعلا أم غير مفتعل، يعيد إلى الواجهة مشكلة عدم إمداد جهاز الدفاع المدني بالأدوات والمعدات التي يحتاجها، ناهيك عن عدم تمكّن هؤلاء من دخول ملاك الدولة من جهة، بالإضافة إلى مشكلة عدم وجود طوافات خاصة بالحرائق لدى الدولة اللبنانية، تكون قادرة على إخماد الحرائق في الأحراج التي يصعب وصول الآليات والأشخاص إليها. أما في ما خصّ مسألة تواجد مأموري الأحراج لحماية هذه الثروة الطبيعية ومراقبتها منعاً من أي عبث، فإن كلاماً كثيراً يقال في هذا الأمر. فلا عديد هذه العناصر يكفي للقيام بالمهمات الكبيرة الملقاة على عاتقهم، ولا أداء هؤلاء وأداء مديرية الأحراج يتناسبان مع دقة وخطورة المرحلة وحجم المخاطر التي تتعرّض لها الثروة الحرجية في لبنان.

المناشدات التي يطلقها ناشطون ورسميون من أجل أن يكون للبنان سياسة واضحة حيال الحرائق؛ وغرفة عمليات وتجهيزات وخلية أزمة تتعامل مع أي تطور بالشكل المطلوب، تبقى مجرد كلام في الهواء، وكل حريق يحصل يكلّف البلد المزيد من الخسائر في ثروته الحرجية، ويبقى لبنان هو من يخسر ويعاني، وتبقى آذان المسؤولين صمّاء وأعينهم عمياء، عن مشاهدة ومواكبة ما يحصل بحق ثروتنا الحرجية، واتخاذ الموقف الوطني اللازم لحمايتها.


MISS 3