عماد موسى

"شوشو"... مات مرّتين

22 حزيران 2022

02 : 00

خضر علاء الدين

على خطى أبيه سار خضر علاء الدين. ورث اسمه الفني فعُرف، في أعماله القليلة، باسم "شوشو الإبن"، كما ورث نحول والده وارثاً قلباً لم يقاوم ضغط الحياة وكميات السجائر المستهلكة كل يوم.

بعد عودة خضر من أميركا (برودواي) ممثلاً مطواع الحركة ليّن التعبير على المسرح، شغوفاً بالـ"كوميديا دي لارتي"، أطل على الجمهور اللبناني باستعادة لمسرحية "آخ يا بلدنا" (1973) بإخراج جوزف بو نصّار في العام 1992.

"آخ يا بلدنا" واحدة من اثنتي عشرة مسرحية كتبها أو اقتبسها الكاتب فارس يواكيم لشوشو، وكانت نقطة تحوّل في المسرح الشعبي بعد "خيمة كراكوز" و"جوّا وبرا" و"وصلت للـ99". ولشوشو الإبن، كتب يواكيم مسرحية "كرامبول" فلم تلقَ المأمول منها.

وفي أرشيف خضر علاء الدين "ويلن لأمة" وشاركته التمثيل فيها آمال عفيش، وهي واحدة من نجمات "المسرح الوطني" رفيقة شوشو في مشواره القصير.

وقبل أعوام قليلة كان خضر بصدد توليفة استعادية لمسرحيات والده، وظلّ المشروع فكرة. وفي سجل خضر القصير، نسبةً إلى أعوام احترافه، عمل مسرحي لم يحظَ بما يستحقه وعنوانه "من خضر علاء الدين لشوشو".

الإبن مسكون بأبيه إلى حدّ الذوبان.

قبل أكثر من ثلاثين عاماً، التقيت بخضر الشاب الحالم والنشيط والحيوي، كنتُ والمخرج جوزف بو نصّار بصدد التحضير لحلقة خاصة بـ"شوشو" ضمن سلسلة "كبارنا". يومها أدى الإبن على المسرح الوطني المبعثر مشهداً للوالد... لوهلة ظننت أن شوشو بذاته عاد إلى الحياة. وفي الأمس مات شوشو للمرة الثانية، بعد تمديد العرض.


MISS 3