عيونكم تخبركم عن احتمال إصابتكم بالأمراض

02 : 00

يأخذ الأطباء بالاعتبار عوامل متنوعة لتقدير خطر الإصابة بحوادث قلبية ووعائية، منها العمر، وتاريخ التدخين، وضغط الدم. لكن قد تكون التغيرات في الأوعية الدموية الواقعة في الجهة الخلفية من العين مؤشراً أدق لتوقع نسبة الخطر.

يُقال إن العين مرآة الروح، لكنها قد تعكس أيضاً حالة القلب وفق أحدث الدراسات.

رصدت أبحاث سابقة رابطاً بين التغيرات في العين وارتفاع الضغط لدى الراشدين، وبين تغيرات مشابهة في الشبكية وارتفاع ضغط الدم لدى الأولاد.

يقول هينر هانسن، أستاذ في الطب الرياضي الوقائي وفيزيولوجيا الأنظمة في جامعة "بازل"، سويسرا: "البيانات التي نملكها واضحة لدرجة أننا نستطيع منذ عمر مبكر جداً رصد أي تغيرات وعائية بسبب ارتفاع مستويات ضغط الدم على نحو غير طبيعي لدى الأولاد الأصحاء بين عمر السادسة والثامنة. لا نعرف إذا كان هذا الوضع ينذر بنتائج أسوأ في سن الرشد، لكننا رصدنا لدى الراشدين تغيرات مماثلة تتوقع حالات الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية ونسبة انتشار الأمراض".

إنها أكبر دراسة تحلل الرابط بين العين وأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أنتجت أفضل القياسات الموثوق بها. نُشرت نتائجها في مجلة "ارتفاع الضغط" الصادرة عن "جمعية القلب الأميركية".

اكتشفت الدراسة أن الأوعية الدموية الصغيرة في الجهة الخلفية من العين تصاب بتصلّب شرياني ويرتفع ضغط الدم فيها.

توضح المشرفة الرئيسة على الدراسة، أليشا رودنيكا، من جامعة "سانت جورج" في لندن: "إذا كان ما يحصل في بقية أعضاء الجسم ينعكس في الجهة الخلفية من العين، فيمكن اعتبار ما نشاهده في هذه المنطقة مؤشراً أساسياً، فيتحوّل تقييم شكل الشبكية من أداة بحثية بسيطة إلى جزء محوري من الممارسات العيادية".

شملت بيانات البحث الجديد حوالى 55 ألف شخص في منتصف العمر أو في عمر متقدم، واشتقت من دراسة "البنك الحيوي البريطاني". في النهاية، بلغ عدد أجزاء الأوعية الدموية المستعملة 3 ملايين ونصف.

حلل برنامج آلي الصور الرقمية للأوعية الدموية في شبكية كل مشارك، فحصل العلماء بذلك على قياسات مرتبطة بقطر الوعاء الدموي ودرجة انحنائه.

اكتشف هذا التحليل أن زيادة درجة انحناء شرايين الشبكية تتزامن مع ارتفاع الضغط النبضي، ومتوسط الضغط الشرياني مع كل ضربة قلب، وضغط الدم الانقباضي (مستوى الضغط حين ينقبض القلب).

لم تتوقف النتائج عند هذا الحد. فقد رصد الباحثون أيضاً رابطاً بين زيادة التصلب في جدران الشرايين، وارتفاع الضغط الشرياني، وتضيّق الأوعية الدموية في الشبكية.

تضيف رودنيكا: "لا تنعكس هذه التغيرات في الشبكية على النظر، لكنها قد تنذر سريعاً باحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. نملك الآن قطعة واحدة من الأحجية. إذا تمكّنا من ربط القياسات الوعائية الماضية في الشبكية بما يصيب الناس بعد مرور سنوات، سنعرف إذا كانت تلك التغيرات الوعائية حصلت قبل نشوء مرض القلب، وسنتمكن من توقع الفئة المعرّضة لحوادث قلبية ووعائية".

تهدف الدراسة المقبلة إلى تقييم مدى قدرة هذه القياسات على توقع أمراض القلب لدى الشخص نفسه بعد مرور عشر سنوات.

تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أول سبب للوفاة عالمياً. في الوقت الراهن، يقدّر الخبراء نسبة الخطر استناداً إلى عوامل متنوعة، منها العمر، والجنس، ومستويات الكولسترول في الدم، وضغط الدم. قد تصبح العين جزءاً من هذه اللائحة إذا أكدت الدراسة التي تُخطط لها رودنيكا مستقبلاً على تأثيرها في هذا المجال.


MISS 3