شانتال عساكر

جمعية "artists of beirut" تُطلق مبادرة Daydreams لدعم فنّانات الجمّيزة وحرفيّيها

28 حزيران 2022

02 : 05

من أجواء المعرض (تصوير رمزي الحاج)

ينطلق فصل الصيف وتنطلق معه مبادرات استعادة الأمل في عاصمة الفنّ بيروت، وجمعيّة "Artists of Beirut" التي تدعم بشكل مباشر الفنّانات والحرفيّات اللبنانيّات لم تكن بعيدة عن هذا التوجّه الإيجابيّ.



فقد أطلقت كلّ من السيدة كارول أيوب ويارا جاحشان مبادرة "Artists of Beirut" في أيلول 2020 بعد الإنفجار المدمّر الذي هزّ العاصمة بيروت.

وكلّ سنة تحمل المبادرة عنواناً جديداً، فبموسمها الأول كان "تحية لبيروت" وفي الثاني "قصص غير مرويّة" وموسمها الثالث حمل عنوان "أحلام اليقظة". ومن ضمن مبادرات الموسم الثالث، تنظّم الجمعيّة معرضاً فنيّاً غير تقليديّ تحت عنوان "Daydreams" وذلك في منزل ضيافة "Art house" بالجميّزة يستمرّ لغاية 30 حزيران كلّ يوم ابتداءً من الساعة 11 صباحاً حتّى 8 مساءً.





هي مبادرة جمعت الأمل والمستقبل الايجابيّ لبيروت في جميع المواسم، ولها مسؤوليّة إجتماعيّة وبعد اقتصاديّ يهدفان إلى تنمية الاقتصاد الإبداعيّ في لبنان من خلال تشجيع وتطوير المواهب الإبداعيّة للفنّانات والحرفيّات اللبنانيّات، مع دعم ترميم التراث الثقافيّ لمدينة بيروت والحفاظ عليه.

ويكشف المعرض مجموعة أعمال 12 فنّانة وحرفيّة منهنّ معروفات ومنهنّ ناشئات. ويشارك عدد قليل من فنّانات "بوتيك بيروت" في العرض من خلال قطعهنّ الفنية المميزة، وهنّ: نيفين مطر، نيكول مزهر ورامونا منصور. ويضمّ العرض أكثر من 60 قطعةً فنّيةً مصنوعةً من تقنيات فنيّة مختلفة كالرسم والنحت والوسائط المختلطة والكولاج والصور والسيراميك وفن التدوير؛ تتخلّله أيضاً ورشة عمل للتصوير مع الفنانة المصوّرة ندى كرم في 28 حزيران عند الساعة 10 صباحاً، فيما تدير المؤرّخة الفنيّة والوسيطة الثقافيّة جويل حجار حلقة حوارية في 28 الجاري الساعة 11:30 صباحاً. ويعود بعض ريع العرض الفنيّ لجمعيّة Rebirth Beirut غير الحكوميّة التي تعمل على إعادة الأضواء والسلامة للعاصمة بيروت.

من أجواء المعرض (تصوير رمزي الحاج)




أمّا الفنّانات والحرفيّات المشاركات في العرض بموسمه الثالث فهنّ لما منصور، فانيسا داموس، ميراي غوغيكيان، ندى كرم، كالين فرح، كلود شيخاني، ماغالي مجدلاني، بوليت عيد، كلود سابا، ماكدى ملكوم، زينة شهاب وكارين هانتس.

وتناغم موضوع العرض مع اللباس الخارجي للسيدات المنظمات لهذا الحدث وللفنانات والحرفيات اللواتي لبسن الأبيض فخلقن روح المجموعة وكمّلن في الروحية الجميلة والمعنى الأخاذ لموضوع الموسم الثالث "أحلام اليقظة".

لدى سؤالنا الفنانات والحرفيات اللواتي شاركن في هذا العرض عن كيفية ابراز أحلام اليقظة في قطعهن المعروضة، عبّرت كلّ منهنّ بطريقةٍ مختلفة.




لوحة للفنّانة التشكيلية كالين فرح



المصوّرة الفنية ندى كرم اعتبرت انّ "صورها الأربع المعروضة تعكس المرأة في بيروت وسط البحر تحديداً أمام صخرة الروشة محاطة بالغيوم لتبرز نور الشمس وتعدد أحلام المرأة"؛ في حين تشير الرسامة ماغالي مجدلاني الى إنّها "تعمل على الأشكال الجغرافية في لوحاتها بألوانٍ متعدّدة حامية وباردة لشروق الشمس ومغيبها لتعكس الأحلام على مدار الساعة".

وتوضح الفنانة كالين فرح أنّها "تستخدم الألوان الزيتية وورق الذهب في لوحاتها لتبرز لقاء الحبيبين بدايةً بالنظرات ثمّ بالإنجذاب واتّحاد العلاقات البشرية في العالم باتّحاد الأراضي والبحار".



صورة للمصوّرة ندى كرم لامرأة تتأمل صخرة الروشة


أمّا الفنانة كلود سابا فتعتبر انّها "تعبّر عن أحاسيسها التي تمرّ بها يومياً في لوحاتها التي تعكس حبّها للطبيعة والبحر والحلم المجنون بألوانٍ مختلفة وتقنيّة غير واضحة، تاركةً التفسير لتفاعل المشاهد مع اللوحة".

وتؤكد الفنانة ماكدى ملكوم انّها "ترى مدينة بيروت على شكل امرأة؛ وهي معجبة بها لمرونتها وقوّتها في التجدّد وإعادة بناء نفسها عبر تعلّمها من تاريخها وخطّتها بالاندفاع نحو الأفضل". وقد استخدمت ملكوم تقنية الكولاج لصور الدمار في بيروت ما يدلّ على تعدّدية السكان وتنوّعهم.

أمّا المهندسة الحرفيّة فانيسا داموس فقد استوحت قطعها المعروضة من الفنانة الراحلة إيتيل عدنان فتميّزت مصابيحها ومراياها بألوانٍ جريئة ومساحات مبسّطة.

وبحسب الفنانة بوليت: "كلّ منحوتاتها المعروضة تمثّل رسالة مختلفة، فالأولى تمثل صرخة تدعو للسلام لبلدنا لبنان، والثانية تجسد المرأة اللبنانية القوية في المجتمع برغم الصعوبات التي تعترضها، فيما تصور الثالثة الإنسان المهموم واللّبناني المنغلق على نفسه، واما الرابعة فهي تعبير صارخ عن المرأة التي شبّهتها بالزّهرة التي كلّما اهتممنا بها أغدقت عطاءً وحناناً".



التشكيلية ميراي غوغيكيان التي ذاع صيتها لرسم بيروت والملقّبة بملكة الألوان ركّزت على اللونين الأزرق والأصفر وقد أوضحت أنّها أرادت "أن تأخذنا إلى ما بعد البحار نحو آفاقٍ بعيدة لنتصوّر مدينة بيروت مضيئة وسط غابةٍ وشمسٍ مشرقة". وختمت بقولها انّ "الحلم بالنسبة إليها هو التمسّك بعزيمة الوصول إلى لبنان أفضل؛ ولو لبرهة من الزمن".



والحقيقة ان المعرض يشكل فسحة أمل لسكان الاشرفية خصوصاً واللبنانيين عموماً يهربون إليه لنسيان ما يعانونه من أهوال ومشقات يومية والتمتع ببقعة ضوء وسط كل هذا الظلام المحيط بهم.

MISS 3