جاد حداد

Marcella... السحر مفقود في موسمه الثالث

2 تموز 2022

02 : 01

لطالما كان مسلسل Marcella مليئاً بالأحداث والتطورات. يدخل هذا العمل في خانة قصص الجرائم القاتمة والغريبة ويبدأ الموسم الثالث مع ظهور المُحققة السابقة "مارسيلا" (آنا فرايل) بهوية متخفية في مدينة "بلفاست". هي تبدأ حياة جديدة هناك باسم "كيرا ديفلين" لأنهم يعتبرونها ميتة بعدما مزقت فمها بالمقص في نهاية الموسم الثاني، خلال واحدة من نوبات الشرود العنيفة التي أصابتها حين علمت أنها كانت مسؤولة عن موت طفلتها. هذا هو ملخّص الأحداث بشكل عام.

في "بلفاست"، تجد "مارسيلا/كيرا" صعوبة في التمييز بين الشخصيتَين. هي تحاول أن ترسّخ مكانتها في عائلة "ماغواير" التي تعيش حياة تتراوح بين الفخامة وعالم المافيا، فتدير الجرائم المنظّمة في تلك المدينة وأماكن أخرى. يبدو أن نوبات الشرود اختفت في هذه المرحلة من حياة "مارسيلا"، أو ربما خمدت بكل بساطة استعداداً للظهور مجدداً حين تبلغ الأحداث ذروتها. تقيم "كيرا" في منزل جميل ولديها سيارة جميلة وحبيب وسيم اسمه "لورانس". يدير هذا الأخير حسابات عائلة "ماغواير" لكنه يحتفظ بحصة من الأرباح لنفسه خلسةً.

لكنّ التورط مع عائلة مثل "ماغواير" ليس عملاً عقلانياً. تقود "كاثرين" هذه العائلة، وتبرع الممثلة أماندا بيرتون في تجسيد شخصيتها الباردة. كانت نيام كوزاك قد جسّدت دور الأم الصارمة في الموسم الأول. وكما يحصل دوماً في حبكة القصص الدرامية الجريئة، تموّل "كاثرين" مشروعاً جديداً وضخماً في مجال الإسكان في الأرض التي نشأت فيها، لكن سيكون هذا المشروع طبعاً واجهة لأعمال مشبوهة أخرى تتكل عليها العائلة لجني الأرباح. هي لا تثق بـ"كيرا" مطلقاً، مهما حاولت هذه الأخيرة إثبات نفسها أمامها. أما "فرانك" الذي يشرف على منصب "مارسيلا" الجديد، فهو ممتعض من العاملين تحت إمرته لأن أساليبهم ليست تقليدية. هو يقول غاضباً في أحد المشاهد: "هم يخرقون جميع القواعد المعمول بها". فتردّ عليه "كيرا": "هل تعني استعمال شرطي يُفترض أن يكون ميتاً وجعله يعمل بهوية متخفية"؟ هذا ما يحصل حرفياً في هذه القصة، إذ تصبح الشرطية هذه المرة معرّضة لنسيان ما تفعله في أي لحظة بعدما تكتشف العائلة التي تستهدفها أنها ضابطة في سلك الشرطة.

لكن تواجه "كاثرين" مشكلة مُلحّة أخرى تتمثل بزوج ابنتها "بوبي" الذي يتوق إلى إثبات نفسه لكنه لا يكف عن افتعال الكوارث. يشرف "بوبي" على أحواض السفن ويبدو الوضع طبيعياً إلى أن تكشف شاحنة مليئة بالجثث عمليات الاتجار بالبشر التي تقوم بها عائلة "ماغواير". وحين يذهب "بوبي" في رحلة إلى لندن، يبالغ في التكلم وكشف المعلومات وسرعان ما يتورط في عالم السياسة بأسوأ الطرق الممكنة. ثم يصل المحقق الشهير "دي راف سانغا" للتحقيق بالقضية، وهو المفتش الذي تورط سابقاً في المستنقعات التي وقعت فيها "مارسيلا".

إذا كان اختيار هذا المفتش مجرّد صدفة، من السذاجة أن نصدّق التحولات اللاحقة في الأحداث. كان المسلسل ينجح في طرح حبكات خيالية بلا مشكلة لأن الأحداث عموماً تبدو مبالغاً فيها على نحو سخيف. ولطالما عوّض العمل عن هذا الجانب عبر إحداث صدمات قاتمة وقوية وتقديم محتوى ممتع، لكن لم تعد هذه الحِيَل تنجح بقدر ما كانت تفعل سابقاً. يبدو أن صانعي العمل قرروا هذه المرة أن يحاولوا التفوق على حادثة مقتل الطفل في الأجزاء السابقة عبر ضخ أحداث قاتمة إضافية على أمل أن تعطي التطورات المريعة الأثر المنشود، بما في ذلك إدمان مراهق عمره 13 عاماً على الهيروين، أو ضرب شخص حتى الموت بزجاجة شمبانيا.

لطالما انقسمت الآراء حول هذا المسلسل، لكن تعلّق بعض المشاهدين بالأجزاء السابقة مع أن القصة تحمل طابعاً عنيفاً وخالياً من الفكاهة بشكل عام. لكن يبدو أن هذا الأثر الذي تركه العمل في نفوس المشاهدين خسر مفعوله في الموسم الثالث. إنه خلل غريب بالنسبة إلى مسلسل يتمحور حول مُحققة عنيفة تفقد الذاكرة ويُفترض أن تكون ميتة.


MISS 3