مُطهّرات المستشفيات لا تقضي على كل الجراثيم

11 : 58

قيّم بحث جديد فاعلية مُطهّرات المستشفيات للقضاء على جرثومة المطثية العسيرة المسماة Clostridioides difficile، واكتشف أن هذه المواد لا تستأصل العدوى بالكامل.

المطثية العسيرة جرثومة تُسبب عدوى مقاوِمة للمضادات الحيوية، وتُعتبر من أبرز أسباب الوفاة المرتبطة بالمستشفيات، وتطرح تهديداً بارزاً على الصحة العامة. سبّبت هذه الجرثومة نصف مليون عدوى وحوالى 30 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة وحدها في العام 2012. غالباً ما يسمّيها الباحثون جرثومة خارقة، في إشارةٍ إلى سلالة جرثومية مقاوِمة لأنواع متعددة من المضادات الحيوية.

تتعدد أعراض المطثية العسيرة، منها الإسهال، والغثيان، والحمى، حتى أنها تُسبب تعفن الدم في أكثر الحالات حدّة. للوقاية منها، تقضي إحدى الطرق الشائعة باستعمال معقم اليد وتطبيق توجيهات غسل اليدين عند التواجد في أي مستشفى. لكن إلى أي حد تكون مُطهّرات المستشفيات فاعلة لمحاربة هذه الجرثومة العنيدة؟

نُشرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة "مضادات الميكروبات والعلاج الكيماوي"، وحللت مدى فاعلية عدد من المُطهّرات ضد المطثية العسيرة وتوصلت إلى استنتاجات مقلقة.

كان كيفن غاري، أستاذ في الصيدلة في جامعة هيوستن، تكساس، المشرف الرئيس على الدراسة، بينما تولّت تاسنوفا رشيد من كلية الصحة العامة في جامعة تكساس إعداد تقرير عنها.

عرّض الباحثون خمس سلالات فريدة من نوعها لسبعة مُطهّرات شائعة في المستشفيات، ودسّوها في ثلاثة أنواع مختلفة من الأغشية الحيوية لمدة تتراوح بين 72 و120 ساعة. هكذا حلل العلماء للمرة الأولى مسار التطهير الكيماوي لأبواغ المطثية العسيرة داخل غشاء حيوي. يوضح غاري أن الغشاء الحيوي الذي تنتجه الجراثيم وكائنات دقيقة أخرى حين تنمو على سطح معيّن يشبه "الدرع". في وسط الغشاء، ثمة بقعة خالية من الأوكسجين. تموت أبواغ المطثية العسيرة حين تحتكّ بالأوكسجين، لذا تشكّل تلك البقعة موقعاً جاذباً للجرثومة اللاهوائية لأنها تستطيع التكاثر فيها.

في الدراسة الأخيرة، جعل الباحثون المطثية العسيرة تنمو وتتكاثر في الغشاء الحيوي. ثم قارنوا الاختلافات بين الخلايا الخامدة للجرثومة وأعداد أبواغها، فضلاً عن الكتلة الحيوية بعد التعرّض للمُطهّرات.

يضيف غاري: "لم ينجح أي مُطهّر في القضاء بالكامل على المطثية العسيرة المدسوسة داخل الأغشية الحيوية، مع أننا لاحظنا اختلافات بين المُطهّرات المستعملة. كانت منتجات "كلوروكس" و"أوبا" و"فيريكس" الأكثر فاعلية في تخفيض الأبواغ، بغض النظر عن عمر الغشاء الحيوي أو نوع الريبو أو ظروف التنظيف". كذلك، سمح "كلوروكس" و"أوبا" بالقضاء على خلايا خامدة كاملة. تنشأ العدوى في هذه المرحلة من نمو الجرثومة تحديداً. أما "فيريكس"، فلم يمنع نمو تلك الخلايا. على مستوى الفاعلية في القضاء على الغشاء الحيوي للمطثية العسيرة، كان "كلوروكس" و"فيريكس" الأفضل، يليهما "نيكسال" و"أوبا" و"فايتال أوكسيد".

يقول غاري: "توضح هذه الدراسة السبب وراء صعوبة استئصال المطثية العسيرة من البيئة، وتثبت قدرة هذه الأبواغ على الانتشار في كل مكان والتكاثر من تلقاء نفسها في البيئة".

وفق أحدث التقديرات، من المتوقع أن يموت حوالى 1% من الراشدين بعد عمر الثمانين بسبب عدوى المطثية العسيرة، بغض النظر عن وضعهم الصحي.

يؤكد الباحثون في تقريرهم على ضرورة إجراء أبحاث مستقبلية لمعرفة أفضل الطرق للتخلص من هذا المخزون الجرثومي العنيد، ويشدد غاري على أهمية تحسين المُطهّرات المستعملة. يبقى "كلوروكس" برأيه أفضل خيار متاح، لكنه عنصر مسيء للبيئة. في مطلق الأحوال، يمكن الاتكال على هذا المنتج مستقبلاً لابتكار مُطهّر أفضل منه لمحاربة الجراثيم الخارقة المميتة.


MISS 3