مايز عبيد

نقاش طرابلسي حول قطع الطرقات وإقفال المدارس... "الثورة مستمرة"

19 تشرين الثاني 2019

02 : 00

دخلت الثورة شهرها الثاني، وتحرّك الطلاب في مناطق الشمال ومسيراتهم لا تزال مستمرة سواء في مدينة طرابلس أم في المنية ومناطق من عكّار. وشهدت المدينة مسيرات طالبية عدة جابت الشوارع وأكّد المشاركون "الإستمرار في التحركات حتى تحقيق المطالب". كما نُظمت في الساحة المقابلة لبلدية المنية وقفة تضامنية مع غزة، حمل المشاركون فيها شعارات تناهض الإحتلال وتحيي صمود أهل غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

وبرزت مواقف في طرابلس والشمال تطالب بالعدول عن قرار قطع الطرقات إلا في أوقات الحاجة والضرورة. وارتفعت الأصوات المطالبة بفتح المدارس وعودة الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم. وذلك على خلفية الحديث عن أن الكثير من المناطق تسير فيها أمور التعليم بشكل منتظم إلا في الشمال. وبما أنه ليس هناك قرار من وزير التربية والتعليم العالي بالتعطيل فمن الضروري أن تفتح مدارس الشمال أبوابها وتستقبل طلابها. أنصار هذا الرأي يشيرون إلى أن "مكان الطلاب الحقيقي هو على مقاعد الدراسة. فقطاع غزة تحت القصف وطلابه على مقاعدهم". وفتحت غالبية المدارس أمس أبوابها فيما يواصل طلاب الجامعات اعتصاماتهم، وعقد البعض منهم اجتماعاً تداولوا فيه بخصوص الإضرابات وتمّ الإتفاق على عدم العودة إلى التعليم واستمرار الإعتصامات حتى تحقيق كل المطالب.

وسجلت تعليقات الأهالي على وسائل التواصل الإجتماعي استنكاراً لاستمرار قطع طريق الشمال - بيروت عند نقطة البالما حيث ما زالت هذه النقطة الوحيدة المقطوعة على الأوتوستراد.

واقترح ناشطون في طرابلس حلاً في ما خص المدارس ويعتبرون أنه "بما أن أكثرية الحراك مع فتح المدارس والجامعات

ولأن مدارس طرابلس وحدها عطلت شهراً كاملاً وباقي المناطق عطلت فقط عند اللزوم، وبما أن الصراع مع السياسيين قد يدوم أشهراً،

لذلك نقترح حلاً وسطاً عملياً، وهو تخصيص يوم اسبوعياً للتحرك الطالبي بالتناغم مع حراك الثورة، اضافة إلى التحرك عندما تدعو الحاجة، كما حصل عند رفض تسمية الصفدي لرئاسة الحكومة وكردّة الفعل التي حصلت على مقابلة رئيس الجمهورية الأخيرة". معارضو هذا الحل يشددون على إقفال الطرقات والمدارس حتى تحقيق كل المطالب، "فالطلاب هم عصب الثورة ووضعهم في السابق لم يكن أفضل. فالمدارس كانت تعاقب الأهل بالأقساط المرتفعة، والطرقات كانت مفتوحة لملايين الموظفين، ما يعني أن الوضع قبل الثورة لم يكن أفضل وعلى الناس الصبر حتى تستجيب هذه السلطة لمطالب الناس". كما يشدد أصحاب هذا الرأي على أن "ما حققته الثورة في شهر ما كان ليتحقق في سنوات لولا هذه الثورة والضغط الحاصل على السلطة".

وتعيش ساحة النور أيام الثورة في شهرها الثاني. تستمر الفعاليات المقامة هناك من معارض رسم تجسّد واقع الثورة إلى الندوات والمحاضرات التي تقام لتوعية الشباب والشابات حول العديد من المواضيع. ثم ينتهي اليوم الثوري بسهرة ليلية مع الأجواء الحماسية يرفع خلالها المتظاهرون شعارات الثورة ويرددون هتافاتها. وانضم المياومون في التعليم المهني والتقني إلى المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، ونصبوا خيمة عقدوا فيها سلسلة لقاءات تنسيقية مع الأساتذة ومسؤولين في الحراك، مؤكدين أن "اعتصامهم سيستمر في الساحة حتى تحقيق مطالب الحراك ومطالبهم المتعلقة بحقهم في التثبيت في الملاك المهني. وذكروا بالإجحاف الذي لحق بهم بعد سلسلة الرتب والرواتب التي أدت إلى زيادة ساعات العمل مقابل نقص الأجر".

وسيشهد مجلس النواب جلسة اليوم على جدول أعمالها قوانين من بينها قانون العفو العام. وفي زيارة إلى خيمة أهالي الموقوفين الإسلاميين في الساحة، كان التأكيد من المنظمين والقيّمين على "أن قانون العفو العام كما هو مطروح لا يأتي بالحل الذي كنا نطالب به. الموقوفون الإسلاميون مظلومون من لحظة التوقيف حتى اليوم، ليأتي هذا القانون ويزيد الظلم والتعسّف ولسنا معنيين به بالشكل الذي يطرح فيه الآن. هذا قانون للإفراج عن ناهبي المال العام تحت ستار تلبية مطالب الشعب". وكان ملفتاً في الساحة مشاركة أبناء جبل محسن في التظاهرات إلى جانب أهالي باب التبانة. وأظهرت الثورة أن المنطقتين تعيشان المعاناة نفسها وقضاياهم واحدة وحرمانهم واحد، وأن جولات الاقتتال ليست إلا من افتعال السلطة لتكريس المذهبية التي تدعم حكمها.


MISS 3