جاد حداد

The Longest Night... حصار خطير في سجن نفسي

16 تموز 2022

02 : 01

في المسلسل الإسباني الجديد The Longest Night (أطول ليلة) على شبكة "نتفلكس"، تدور الأحداث عشية عيد الميلاد داخل سجن للمرضى النفسيين.

في اللقطة الأولى، يجرّ رجل جثة امرأة في كيس نفايات بلاستيكي ليلاً نحو حفرة ضخمة حيث يجمع جثثاً أخرى في أكياس مشابهة بانتظار دفنها.

"سيمون لاغو" المُلقّب بـ"التمساح" (لويس كاليجو) هو قاتل متسلسل مشهور توارى عن الأنظار ونجح في الهرب طوال سنوات. هو رجل سادي أيضاً، فيرمي الأوساخ فوق ضحيته مثلاً إذا استيقظ داخل كيس النفايات وحاول الخروج منه، أو يضع جثة أمين صندوق السوبرماركت في غرفة معيشته بعد قتله فيما يرتشف كوب نبيذ عشية عيد الميلاد في منزله الذي يشمل جميع المعدات التي يحتاج إليها في عملياته. لكنه يتلقى اتصالاً مفاده أن الشرطة توشك على القبض عليه. سرعان ما توضع خطة دقيقة لإنقاذه، فيسلّم نفسه طوعاً حين تصل الشرطة لاعتقاله.

بدل إرساله إلى سجن خاضع لتدابير أمنية مشددة، يصل هذا المجرم إلى سجن "مونتي باروكا" للمرضى النفسيين، وهو مكان غير مجهّز لاستقبال أشخاصٍ مثله. هو يعرف أن هذا المكان هو جزء من الخطة. يتم استدعاء الحارس "هوغو روكا" (ألبيرتو أمان) من عشاء عيد الميلاد مع أولاده الثلاثة للمجيء إلى السجن والتعامل مع هذه الحالة الخاصة. تذهب ابنته الكبرى "لورا" (ماريا كاباليرو) للمبيت مع والدتها، لكنه يصطحب ابنه الأصغر وابنته الثانية معه. في غضون ذلك، يجتمع فريق قرصنة بقيادة رجل اسمه "لينون" (خوسيه لويس غارسيا بيريز) ويتجه إلى السجن.

يخبر "لاغو" الحارس بأنهما سيقضيان ليلة طويلة جداً، وهذا ما يحصل فعلاً حين يقطع فريق "لينون" الكهرباء عن السجن ويعطّل إرسال الهواتف. هم يتمركزون خارج مبنى السجن الذي يُحتجَز فيه المجرم ويطالبون "هوغو" بتسليمه. لن تحصل أي مشكلة إذا نفّذ ما يطلبونه. ينوي "هوغو" فعل ذلك لكن ترسل له "لورا" فيديو قبل وصول فريق القرصنة، فيعرف أنها خُطِفت وأصبحت مُهددة بالقتل في حال تسليم "لاغو". يدرك "هوغو" أنه سيُحاصَر من جميع الجهات ويرفض تسليم "لاغو" إلى رجال "لينون" ويحوّل مسألة بسيطة إلى عملية أكثر تعقيداً للجميع.

يحمل العمل أجواءً مشابهة للمسلسل الشهير Prison Break (الهروب من السجن)، إذ تكثر فيه الأحداث المتلاحقة وتتداخل خيوط القصص المعروضة نظراً إلى طبيعة الحبكة المطروحة. تقع جميع الأحداث عشية عيد الميلاد، حيث ينتظر "هوغو" وبقية الموظفين في سجن "مونتي باروكا" أن تقبض السلطات على "لاغو" لمحاكمته.

يُصِرّ "هوغو" على احتجاز "لاغو" لأنه يريد إنقاذ حياة "لورا" بكل بساطة. سيتضح مصيرها خلال مرحلة معينة لكن يبالغ المسلسل في تشويقنا حول مكان وجودها فيما يحاول "هوغو" اكتشاف حقيقة ما يحصل.

قد تبدو بعض الأحداث سطحية وغير ضرورية، لكن سرعان ما تتّضح أهميتها لاحقاً. ينطبق ذلك مثلاً على علاقة "هوغو" السرية مع الطبيبة النفسية في السجن، "إليزا مونتيرو" (باربارا غوناجا)، وخلافهما الكبير حول التعامل مع المحتجزين كمرضى أو سجناء. كذلك، يضرب مدير السجن "باستوس" (زافييه ديف) عدداً من السجناء ويبدو أن "هوغو" يتغاضى عن ما يفعله.

تحمل هذه الأحداث كلها طابعاً مبالغاً فيه، لكن يمكن تقديم عمل متقن إذا تولى الفريق المناسب هذا النوع من القصص واستعمل حسّه الإبداعي بما يكفي. في المقابل، لا مفر من الوقوع في فخ الملل والحشو إذا اضطر المشاهدون لانتظار ما سيحصل لفك الحصار بكل بساطة. في ظل جميع التطورات الحاصلة داخل السجن وخارجه، يُفترض أن تعج حلقات المسلسل الست بمشاهد حركة كافية كي لا يشعر المشاهدون بالملل أو ببطء الأحداث.

سنشاهد في إحدى اللقطات "لورا" وهي تمرّ في سيارة، فتحاول فك رباطها والتغلب على المرأة وراء المقود. على صعيد آخر، تؤدي لايا مانزاناريس دور "سارة"، وهي فتاة غامضة وهادئة في فريق "لينون". هل هي ابنته أم تربطها به علاقة أخرى؟ لا يمكن التأكد من ذلك، لكن من الممتع أن نستكشف دورها في بقية حلقات الموسم.

من الواضح أن كتّاب السيناريو يتعاملون مع حبكات وأفكار مفرطة ويسهل أن ينخفض مستوى العمل خلال حلقة أو حلقتَين من أصل ست. مع ذلك، يقدم صانعو العمل قصة غنية بالتطورات في مكان وزمان خانقَين نسبياً.