قمّة جدّة تدعو لاحترام المهل الدستورية... والراعي يحذّر من خيار محفوف بالخطر

02 : 00

طغت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المملكة العربية السعودية على ما عداها من تطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.


فالحدث الأبرز كان في مدينة جدّة، وتحديداً من خلال البيان المشترك الذي صدر في ختام قمّة "الأمن والتنمية" التي جمعت بايدن مع زعماء ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.



البيان الختامي الذي تناول مختلف الملفات الحساسة في المنطقة والعالم، حضر لبنان فيه بقوّة، من خلال تأكيد المشاركين في قمّة جدّة دعمهم لسيادته وأمنه واستقراره، وكل الإصلاحات اللازمة لتعافيه اقتصادياً.


وفيما نوّهوا بتنظيم الانتخابات النيابية، دعوا مختلف الأطراف اللبنانية الى احترام المواعيد الدستورية لجهة الاستحقاق الرئاسي.

كما شدد البيان على أهمية بسط سيطرة الحكومة على كل الأراضي اللبنانية، كي تمارس سيادتها الكاملة، بحيث لا تكون هناك أسلحة إلا بموافقتها، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

وعلى وقع بيان جدّة الذي ثّمن مضمونه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، كان الداخل اللبناني منشغلاً بتطورات الملفين الحكومي والرئاسي، وتداعيات مسيّرات حزب الله فوق حقل كاريش، وتهديدات أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه الأخير.



ففي الشأن الحكومي، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أمام زوّاره، إصراره على إنصاف مفهوم الوحدة الوطنية في مقاربته لتشكيل الحكومة، مشيراً الى استمرار المشاورات حتى إنضاج حلّ سريع يؤدي الى ولادة الحكومة الجديدة.



أمّا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي رفض أن تنصّب أي جهة "نفسها محل كل المرجعيات الدستورية والمكوّنات اللبنانية وتقرّر مصير لبنان"، فحذّر من أنّ عدم تشكيل حكومة جديدة والإبقاء على حكومة تصريف الأعمال الحالية، هو خيار محفوف بالخطر.


وتوجّه الراعي إلى المسؤولين قائلاً: "كفّوا عن مخالفة الدستور، وشكّلوا حكومة جديدة فعّالة وانتخبوا رئيس جمهورية قادراً على التواصل مع جميع اللبنانيين، ليتمكن من معالجة القضايا المطروحة بما يتلاءم مع سيادة الدولة والأمن القومي والتزامات لبنان".



من جهته، ربط رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تصعيدَ حزب الله العسكري عبر المسيّرات الى كاريش، والسياسي من خلال تهويل الأمين العام للحزب حسن نصرالله بالحرب، بأكثر من سبب اقليمي وداخلي يتعلّق في شكل خاص بوضعيته شعبياً.



وعلى خط الرئاسة، جدّد جعجع رفضه لوصول رئيس الى بعبدا من "المحور الآخر"، مؤكداً أنه سيدعم قائد الجيش جوزف عون إذا تبيّن أنّ حظوظه الرئاسية متقدّمة.


من جانبه، رأى رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أن حماية ثروات لبنان لا تكون بتعريضه لمزيد من الأخطار، بل بعملٍ وطني مشترك يقارب كل الاستحقاقات والملفات بجدّية وحزم وحسم، مشدّداً على ضرورة الإسراع في إنجاز تشكيل الحكومة، ولاحقاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإطلاق عجلة الإصلاح والانقاذ المطلوبين.



وبالتزامن مع الحراك الأميركي – الخليجي – العربي، والملفات الداخلية المتفاعلة، هزّت بلدة عرسال مأساة مروّعة نجمت عن كارثة مرورية أدّت الى سقوط ثمانية قتلى بينهم ٧ من عائلة واحدة، بعدما تعطّلت مكابح شاحنة محمّلة بأكثر من اربعين طنّاً من الحجارة، واجتاحت عدداً من السيارات، بينها فان لنقل الركاب. 

MISS 3