الحمية النباتية تحمي قدراتك الفكرية

11 : 10

اكتشف بحث جديد أن الحمية التي تكون غنية بأغذية نباتية وتَقِلّ فيها المنتجات الحيوانية خلال منتصف العمر ترتبط بتراجع مخاطر الاختلال المعرفي في مراحل لاحقة من الحياة.

تشير أحدث تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود 137 مليون شخص فوق عمر الثمانين عالمياً في الوقت الراهن، ويتوقع الخبراء أن يرتفع هذا العدد ثلاثة أضعاف بحلول العام 2050 كي يصل إلى 425 مليوناً.

في الوقت نفسه، يشهد عدد المصابين بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف زيادة ملحوظة. فمع توسّع فئة المتقدمين في السن، تزداد أهمية تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل والمُسببة لأمراض مثل الزهايمر، فضلاً عن التغيرات المفيدة في أسلوب الحياة لمنع نشوء هذا النوع من أمراض التنكس العصبي.

يذكر البحث الجديد أن التغذية جزء من تلك العوامل المؤثرة، ويستنتج أن الحمية التي تحتوي على كمية كبيرة من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة مقابل كمية ضئيلة من المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم ومشتقات الحليب، تُخفّض خطر الإصابة بالتراجع المعرفي مع التقدم في السن.

جرت الدراسة تحت إشراف كوه وون بواي، أستاذة في "كلية "سو سوي هوك للصحة العامة" وكلية الطب التابعة لـ"جامعة سنغافورة الوطنية". حللت بواي وزملاؤها بيانات من "دراسة سنغافورة للصحة الصينية"، وشمل بحثهم 63257 شخصاً صينياً في سنغافورة.

كجزءٍ من هذه الدراسة الأولية، قدم راشدون بين عمر 45 و74 عاماً معلومات شخصية خلال مقابلات مباشرة حول حميتهم الاعتيادية، وعادة التدخين، واستهلاك الكحول، ومستوى النشاط الجسدي، ومدة النوم، والطول، والوزن، والتاريخ الطبي.

أُخِذت هذه المعلومات في بداية الدراسة، بين نيسان 1993 وكانون الأول 1998. ثم أجرى الباحثون مقابلات مع المشاركين مجدداً خلال زيارات لاحقة حتى العام 2016. في البحث الجديد، استعمل العلماء تلك البيانات لانتقاء معلومات حول 16948 شخصاً، بلغ متوسط أعمارهم 53 عاماً، في بداية الدراسة. أنهى هؤلاء المشاركون تقييمات الوظيفة المعرفية خلال ثالث زيارة لهم، بين العامين 2014 و2016.

لتقييم العادات الغذائية لديهم، استعمل الباحثون خمسة أنماط:

• "الحمية المتوسطية البديلة"، وهي نسخة مُعدّلة من الحمية المتوسطية النموذجية.• حمية "داش" (المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم).

• مؤشر الأكل الصحي البديل.

• مؤشر الحمية النباتية.

• مؤشر الحمية النباتية الصحية.

تتشابه هذه الحميات كلها كونها تُشدد على استهلاك أغذية نباتية. أما آخر مؤشرَين، فيعطيان علامات إيجابية عند استهلاك أغذية نباتية، ويعكسان العلامات عند تناول أغذية نباتية أو حيوانية غير صحية بالقدر نفسه.بين العامَين 2014 و2016، أصيب 2443 مشاركاً (14.4%) باختلال معرفي. رصد الباحثون تراجعاً في خطر الإصابة بذلك الاختلال في مراحل متقدمة من الحياة لدى من التزموا جدياً بالأنماط الغذائية الخمسة الآنف ذكرها في منتصف عمرهم. في التفصيل، انخفض خطر الإصابة بالاختلال المعرفي بنسبة تتراوح بين 18 و33% لدى من تبنوا أقرب الحميات إلى تلك الأنماط، مقارنةً بمن اختاروا أقل الحميات شبهاً بها.

تعليقاً على أهمية هذه النتائج بالنسبة إلى الأبحاث المرتبطة بهذا الموضوع، تقول بواي: "توصلت الدراسات السابقة إلى نتائج مختلطة في ما يخص الحمية وخطر الإصابة بالاختلال المعرفي، وتَقِلّ الدراسات التي شملت جماعات آسيوية. تكشف دراستنا الجديدة أن التمسك بنمط غذائي صحي عامل ضروري لتجنب نشوء الاختلال المعرفي أو تأخيره. لا يفترض هذا النمط حذف غذاء واحد من الحمية، بل تحديد نظام شامل يرتكز على تخفيف اللحوم الحمراء، لا سيما المُصنّعة منها، والإكثار من الأغذية النباتية (خضار، فاكهة، مكسرات، فاصوليا، حبوب كاملة) والأسماك".


MISS 3