لجنةُ التّنسيق اللبنانيّة–الأميركيّة: لبنان يُعاني أزمةً والمطلوب رئيس سياديّ إصلاحيّ وتغييريّ

16 : 09

رأت اللّجنةُ التوجيهيّة في لجنة التَّنسيق اللّبنانيّة – الأميركيّة (LACC) أنّ ما يُعانيه لبنان يُعدُّ "أزمةً غير مسبوقة على الصَّعيد الدّستوريّ، السياسيّ، السياديّ، والاقتصاديّ والاجتماعيّ"، وهي تُمثّل "تهديداً خطيراً لهويّته وكيانه ودولته"، مُحذّرةً من "الانهيارات الهائلة المتوقَّعة".


واعترفت اللجنةُ بـ "وجوب إدخال تغييراتٍ بنيويّةٍ على كلّ المستويات ولأنَّ الزمن هو زمن العمل". ولفتت اللجنة إلى أن هناك "لحظةً تاريخيّة للمحافظة على لبنان، كرسالة للحريّة والأخوّة والتعدديّة والعيش معاً".


وعقدت اللجنة التوجيهيّة في لجنة التَّنسيق اللّبنانيّة – الأميركيّة (LACC) مؤتمراً صحافيّاً ظهر اليوم الجمعة، في مقرّ نادي الصحافة في بيروت، تحدثت فيه عن خلاصة زيارتها إلى بيروت مُنذ الخامس عشر من تمّوز الجاري وحتى اليوم، وما توصّلت إليه من خلال اللقاءات التي شملت القوى السياديّة والاصلاحيّة والتغييريّة ودبلوماسيّين من عربٍ وأجانب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، في إطار مهمتها الاستطلاعيّة الهادفة إلى مُعاينة الأوضاع السَّائدة في لبنان من مُختلف جوانبها السياديّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة بعد الانتخابات النيابيّة، وسبل مُواجهة الصعوبات التي يُعانيها اللبنانيون.


وشارك في المؤتمر أعضاءُ اللّجنة، مديرة مكتب واشنطن في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مي ريحاني، رئيس "لبناننا الجديد" فارس وهبة، الدبلوماسيّ الأميركيّ السّابق وليد معلوف، رئيس "مؤسسة شراكة النهضة اللبنانية – الأميركيّة"، الدكتور جوزيف جبيلي رئيس "المركز اللبناني للمعلومات". وحضر إلى جانبهم المديرُ التنفيذيّ لمُلتقى التأثير المدنيّ زياد الصائغ مُمثّلاً الملتقى بصفته "المنظم الاستشاريّ للَّجنة في لبنان".


أبو زيد

بدأ المؤتمر بكلمةٍ لرئيس النادي بسام ابو زيد استهلها مُرحّباً بالوفد وتمنّى أن يكون قد وُفقَ في مهمته ليعود إلى الولايات المتحدة الأميركية بما أراد من هذه الزيارة. وقال: "أتمنّى أن تتحقَّق أمانيكُم بقيام دولةٍ حقيقيّة وقويّة وانتخاب رئيسٍ للجمهورية يُترجم تطلُّعاتِ اللبنانيين الى رئيسٍ سياديّ يُحقّق طموحاتِهم.


وهبه

ثمّ تحدّث عضو الوفد فارس وهبه متوجّهاً بالشكر إلى كلّ من استقبلَ الوفد ورحَّب بالزيارة، وما نوى القيام به وتحقيقه.

وتوجّه بكلمةٍ إلى وسائل الإعلام التي واكبت الوفد في زيارته وحضرت المؤتمر شاكراً المُساعدة التي قُدّمت، ومُثنياً على دور الاعلاميين ووسائل الاعلام في محاكاة هموم اللبنانيّين وتطلُّعاتهم إلى وضعٍ أفضلَ بكثيرٍ ممّا يُعانون منه اليوم.


ريحاني

وتلت عضو اللّجنة مي ريحاني بياناً مكتوباً، جاء فيه: "يُواجه لبنان، كما نعلم، أزمةً غير مسبوقةٍ على كلّ من الصعيد الدّستوري السياسيّ السياديّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ؛ وهي أزمةٌ تُمثّل تهديداً خطيراً لهُويّته وكيانه ودولته. كثيرة هي القطاعات في لبنان التي يلحقُ بها ضررٌ شديدٌ، وتتعرّض لانهيارات هائلة".


تابعت: "تعترفُ لجنةُ التنسيق اللبنانيّة-الأميركيّة بوجوب إدخال تغييراتٍ بنيويّةٍ على المستويات كلّها.

وفي خلال شهر أيار الماضي، انتخبَ الشَّعب اللبناني مُمثلين عنهُ في البرلمان، يُعارضون منتهِكي السّيادة والفساد مُلحقين بذلك هزيمةً لمَن يرفض صَوْن هذه السّيادة وإنفاذ الإصلاحات.

وأوضح الناخبون في لبنان كما في الخارج أنّهم يريدون التَّعامل مع نمطٍ مختلفٍ من القادة. أي إنّهم يطمحون إلى قادةٍ جُدد مُصمّمين على التعامل مع الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياديّة للالتزام بالإصلاحات الفوريّة ورفض نهج المافيا والميليشيات وصون السيادة واعتماد الحياد في السياسة الخارجيّة".


وأضافت: "إنّ وفدَ لجنة التنسيق اللبنانيّة-الأميركيّة التقى بمجموعاتٍ برلمانيّة مختلفة وأحزاب وقوى من المجتمع المدنيّ تُؤمن بسيادة لبنان وبالإصلاحات لإبقاء لبنان وهي ملتزمةٌ تحقيق التغيير. وقد نوّه وفدُ لجنة التنسيق في خلال هذه الاجتماعات المهمّة بوجوب أن يعملَ جميعُ أفراد البرلمان الذي يُعارضون السلاح غير الشرعي ويرفضون حكمَ الساسة الفاسدين على التنسيق في ما بينهم من أجل تكوين جبهةٍ متماسكةٍ ضمن آليّةِ تنسيقٍ لضمانِ انتخاب رئيسٍ جديدٍ مُلتزمٍ بسيادة لبنان المُطلَقة وحماية هُويّة لبنان ويعمل على ضمان حوكمةٍ سليمة شفّافة لمن سيشاركه الذّراع التنفيذيّة على مستوى الحكومة."

وإننا نؤمن بأنّه من مسؤوليّة القِوى السياديّة الإصلاحيّة التّغييريّة في البرلمان والذين يُطالبون بالتغيير بأنّ يُنسّقوا في ما بينهم ويتفقوا على تسمية رئيسٍ للجمهورية يُشاركهم نظرتهم إلى صون لبنان ووضعه على السكّة الصحيحة".


وقالت: "يُمكن وضعُ الخلافات التفصيليّة جانباً بين هذه القِوى السياديّة الإصلاحيّة التّغييريّة والاتفاق على العناصر الأساسيّة وأبرزها انتخاب رئيسٍ ملتزمٍ بسيادة لبنان وبالإصلاحات على مستوى القطاعات كافةً، وقد شخّصنا تحدّيات هذا المسار، ويهُمّنا بلورة أفكار مع هذه القِوى لتجاوز التحدّيات. كما وكان لدينا لقاءَات مع أصدقاء لبنان في المجتمع الدّولي والعالم العربيّ، ولمسنا حِرصًا على لبنان وهويّته وتعافيه وهو العضو المؤسّس في الأمم المتّحدة وجامعة الدول العربيّة. وهذا يُثبت أنّ لبنان ليس متروكًا، ونحن نحرص على ذلك في عملنا مع كلّ المعنيّين في الولايات المتّحدة الأميركيّة، لاستمرار دعم لبنان وفي مقدّمها الجيش اللّبناني. وهنا نؤكّد على أهميّة العودة إلى الدّستور وتطبيقه واحترام وتنفيذ القرارات الدوليّة الصّادرة عن مجلس الأمن المرتبطة بسيادة لبنان".


وختمت: "إنّها لحظةٌ تاريخيّةٌ يجب ألّا تُهدرَ بسبب التسويات والمواقف التي تفتقر إلى الشجاعة.

إنّها لحظةٌ تاريخيّةٌ جوهرها لبنانيّ وبُعدها إقليميّ ودوليّ بما يؤكّد على أنّ لبنان نموذجٌ حضاريّ. وتفويت هذه اللحظة وهذه الفرصة يعني خسارة لبنان واحتمال خسارته وتدميره وتدمير حوكمته ورسالته. وإذا حصل ذلك فهذا يعني خسارة لبنان الذي هو مثالٌ وقدوةٌ في مجال التنوّع الثقافي والتعدديّة. أما طلبُ لجنة التنسيق اللبنانيّة - الأميركيّة فهو اقتناصُ هذه الفرصة من أجل الدفع بلبنان قدماً، بما هو حاجة عالميّة."


الأسئلة والأجوبة

وردّ أعضاءُ الوفد على أسئلة الصحافيّين، فتولّى الاجابة عنها كلٌّ من عضوَي الوفد الدبلوماسي السابق وليد معلوف وجوزف جبيلي اللذين أكّدا "أنّ من أبرز مهام اللّجنة، التنسيق مع الإدارة الأميركيّة والكونغرس الأميركيّ في كلّ الخطوات الهادفة لتبقى أنظارهم موجهة إلى لبنان وخصوصاً في المحطات المهمة".


ولفتا إلى "أنّ حصرَ زياراتهم بالقوى السياديّة والاصلاحيّة والتغييريّة من دون غيرهم، هو أمرٌ مقصود".


وأكّدا على "أهميّة السعي إلى أن تلتقيَ المعارضةُ والقوى التغييريّة والاصلاحيّة للتفاهم على انتخاب رئيسٍ سياديّ وإصلاحي وتغييري".


لقاء مسائيّ مع جعجع

وعند السادسة من مساء اليوم، يزورُ الوفدُ رئيسَ حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في مقرّه في معراب. 

MISS 3