عون للضبّاط المُتخرّجين: آمنوا بمستقبل بلدكم واسعوا إلى جعله أفضل لكم!

10 : 21

إعتبر رئيسُ الجمهوريّة ميشال عون خلال الاحتفال في مُناسبة عيد الجيش، أنّ "العيد هذه السّنة يُعمّق المعاني بسبب حجم التحديات التي تُواجهُها المؤسّسة العسكريّة نتيجة الظروف الاقتصاديّة الصعبة والمرهقة لجميع أفرادها كما للشعب اللبنانيّ بأسره".


ووجّه "تحية من القلب، لجيش لبنان الصلب، والراسخ في مبادئه، وأخلاقيّاته، لكلّ ضابطٍ وفرد من أفراده"، قائلًا: "لكُم أقول بفخرٍ وثقة، أنتم ضمانة لبنان وجسر عبوره خارج نفق أزماته القاسية التي خنقت بريقَ الأمل في نفوسِ اللبنانيّين". 


وجاء في الكلمة التي ألقاها اليوم:

"أيُّها الضُّبّاط المُتخرّجون،

تتسلَّمون اليوم سيفاً يرمزُ إلى الكثير في مسيرتكم العسكريَّة.

فاسعوا من الآن وصاعداً، إلى تحويل هذا السَّيف إلى كلمة استقامة في وجه الفساد، وعملٍ دؤوب لنصرة الحق دون تمييز، وسداً للدفاع عن الأرض والوطن والشعب.


شئتم أن تحمل دورتكم اسم "مئوية الكلية الحربية"، وهذا يعكس بحدّ ذاته تاريخ مقلع الرجال الذي تدربتم في ارجائه، وما مرّ عليه من صعابٍ، وتحدياتٍ، وحروبٍ، لم تزده الا أصالة، وصلابة، ومنعة.


كم يُسعِدُني أن أرى اليوم هنا، أنّه للمرّة الأولى في حفلة تخريج الضباط، يتساوى بعددكم الضُّبّاط الذكور مع الضُّباط الاناث، في تتويجٍ للباب الذي فتحته للمرأة لدى توليَّ قيادة الجيش، كي تكونَ في عدّاد الضّبّاط في المؤسسة العسكريّة".


أضاف: "أيها العسكريون،

يحلّ الاحتفال بعيد الجيش في ظروفٍ صعبة تمرُّ بها البلاد. فإلى جانب التَّحديات الأمنيَّة التي تُلقى على عاتقِكم مسؤوليّة مُواجهتها، يتّسع حجمُ الصُّعوبات الحياتيَّة والاقتصاديَّة التي يُواجهُها العسكريّ اسوة بأهله، وعائلته، وشريحة واسعة من أبناء وطنه. 


كونوا على ثقةٍ بأنّني لا أدخر جهداً في سبيل التخفيف من وطأة هذه الصعوبات على كاهلكم، ضمن القدرات والإمكانات المتاحة.


أيُّها اللُّبنانيون،

يعيشُ لبنان وطأة التّطوُّرات الإقليميَّة والدوليَّة المُتسارِعة. ونسعى في ظلّ الأجواء المشحونة بالأحداث، أن يبقى بلدنا بعيداً عن كلّ التجاذبات والتأثيرات.

من هنا، كان حرصنا على المُحافظة على الهدوء والاستقرار على حدودنا الجنوبيّة، هذه المهمة التي تنفّذُها بأمانةٍ وحرفيّةٍ قوّات "اليونيفيل" بالتّعاوُن والتّنسيق مع الجيش. وأُحيّي في هذا السياق ذكرى شهداء هذه القوّات الذين اختلطت دماؤُهم بدماء العسكريّين الساهرين على أمن لبنان وسلامة أراضيه. 


وتابع: "نؤكد حرصنا على حقوقنا في مياهنا الإقليمية وثرواتنا الطبيعية، وهي حقوق لا يمكن التساهل فيها تحت أي اعتبار، المفاوضات غير المباشرة الجارية لترسيم الحدود الجنوبية البحرية، هدفها الأول والأخير الحفاظ على حقوق لبنان، والوصول من خلال التعاون مع الوسيط الأميركي، الى خواتيم تصون حقوقنا وثرواتنا ، وتحقق فور انتهاء المفاوضات فرصة لاعادة انتعاش الوضع الاقتصادي في البلاد.


وسط هذا الكم من التحديات والمواجهات، لا يزال لبنان من دون حكومة رغم مضي نحو شهرين ونصف على بدء ولاية المجلس النيابي الجديد، الذي تكوّن من انتخابات عبّر فيها المواطن بحرية عن خياراته برغم الرهان على عدم حصول الانتخابات النيابية بات للبنان مجلس نيابي جديد، وهو رهان يتكرر مع الأسف اليوم، في معرض الحديث عن تعثر اجراء الانتخابات الرئاسية".


واستكمل: "اني من موقعي، وانعكاساً لتحملي لمسؤولياتي الدستورية، أجدد التأكيد على انني، وكما التزمت اجراء الانتخابات النيابية، سأعمل بكل ما اوتيت من قوة، من اجل توفير الظروف المؤاتية لانتخاب رئيس جديد يواصل مسيرة الإصلاح الشاقة التي بدأناها.


هذا الإنجاز الوطني لا يتحقق الا اذا تحمل مجلس النواب الجديد، رئيسا واعضاءً، مسؤولياته في اختيار من يجد فيه اللبنانيون الشخصية والمواصفات الملائمة لتحمل هذه المسؤولية".


وأمل "الا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلا لمصير تشكيل الحكومة الجديدة، التي لم تتوافر لها حتى الساعة المقومات والمعايير الضرورية، لتكون حكومة فاعلة وقادرة على القيام بمسؤولياتها حاضراً ومستقبلاً".


واعتبر أنّ عدم تشكيل الحكومة، يُعرّض البلاد إلى مزيدٍ من الخضات، ويعمق الصعوبات الاقتصادية والمالية، ومسؤولية المعنيين أساسية في منع تعريض البلاد إلى مزيدٍ من التدهور والترهل.


وختم: "أيها الضباط المتخرجون،

هذه المرة الأخيرة التي اسلم فيها السيوف الى المتخرجين من هذه الكلية.

فهنيئاً لكم هذا اليوم المبارك، أقسمتم على الحفاظ على لبنان، سيروا على هدي قسمكم وها هي فرصتكم متاحة لكم. آمنوا بمستقبل بلدكم، واسعوا الى جعله أفضل لكم.

عشتم، عاش الجيش، وعاش لبنان".

MISS 3