خامنئي أعطى بركته لتنفيذ العمليّة

إجتماعات سرّية في إيران خطّطت لاستهداف "أرامكو"

10 : 42

صورة من الأقمار الاصطناعيّة تُظهر دخاناً أسود يتصاعد من منشأة لـ"أرامكو" بعد استهدافها (أرشيف)

كشف مسؤولون مقرّبون من دوائر صنع القرار الإيرانيّة لوكالة "رويترز"، فحوى اجتماع أمني إيراني عالي السرّية حصل في أيّار، أي قبل أربعة أشهر من استهداف منشآت شركة "أرامكو" السعوديّة بطائرات مسيّرة وصواريخ، وكان هدفه "معاقبة الولايات المتّحدة وتلقينها درساً" لانسحابها من الاتفاق النووي وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصاديّة قاسية على إيران، لكن من دون أن تصل الأمور إلى حدّ المواجهة المباشرة، خوفاً من ردّ أميركي مدمّر وتدخّل إسرائيلي قد يؤدّي إلى حرب. لذا اختارت الجمهوريّة الإسلاميّة استهداف منشآت نفطيّة في السعوديّة، حليفة الولايات المتّحدة.وأوضح هؤلاء المطّلعون أنّ المسؤولين الأمنيين الإيرانيين اجتمعوا في مجمّع شديد التحصين في جنوب طهران، وكان من بين الحاضرين قيادات عليا في "الحرس الثوري"، الذي تشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليّات السرّية، حتّى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حضر أحدها في مقرّ إقامته الواقع أيضاً داخل المجمّع، إضافةً إلى أكبر مستشاريه العسكريين يحيى رحيم صفوي، ونائب لقائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، الذي يقود العمليّات العسكريّة الخارجيّة والسرّية للحرس الثوري.

وأفاد المسؤولون المطّلعون أيضاً، بأنّ أصحاب الآراء المتشدّدة تحدّثوا عن مهاجمة أهداف عالية القيمة، بما في ذلك القواعد العسكريّة الأميركيّة، لكن ما تمخّض عنه الاجتماع في النهاية، خطّة لا تبلغ حدّ المواجهة المباشرة التي يُمكن أن تُسفر عن ردّ أميركي مدمّر. واختارت إيران بدلاً من ذلك استهداف منشآت "أرامكو". وتُمثّل هذه الرواية للأحداث، كما وصفها ثلاثة من المسؤولين المطّلعين على الاجتماعات ومسؤول رابع مطّلع على عمليّة صنع القرار في إيران، أوّل وصف للدور الذي أدّته قيادات إيرانيّة في التخطيط لشنّ هجوم في 14 أيلول على شركة "أرامكو" السعوديّة. وكشفوا أنّ خامنئي وافق على العمليّة بشروط مشدّدة، تمثلت بأن تتجنّب القوّات الإيرانيّة إصابة أي مدنيين أو أميركيين. لكنّ الناطق باسم البعثة الإيرانيّة لدى الأمم المتّحدة علي رضا مير يوسفي، رفض هذه الرواية للأحداث رفضاً مطلقاً.

وذكر المسؤول المطّلع على عمليّة صنع القرار في إيران أن الخطّة التي وضعها القادة العسكريّون الإيرانيّون لضرب "أرامكو" تطوّرت على مدى أشهر، إذ "نوقشت التفاصيل باستفاضة في خمسة اجتماعات على الأقلّ وصدرت الموافقة النهائيّة" بحلول أيلول. وأوضح أن من بين الأهداف المحتملة التي نوقشت في البداية مرفأ بحري في السعوديّة، لكنّ المسؤولين الأربعة الآخرين، أوضحوا أن هذه الأفكار استُبعدت في النهاية بسبب مخاوف من وقوع خسائر بشريّة كبيرة قد تؤدّي إلى ردّ قاسٍ من الولايات المتحدة وتُشجّع إسرائيل بما قد يدفع بالمنطقة إلى حرب.

واستقرّت المجموعة أخيراً على خطّة مهاجمة المنشأتَيْن النفطيّتَيْن في السعوديّة، لأنّها يُمكن أن تحتلّ عناوين الصحف وتُلحق ضرراً اقتصاديّاً بخصم، وتوصل في الوقت نفسه رسالة قويّة إلى واشنطن. وقال المسؤول المطّلع: "جرى التوصّل إلى الاتفاق على "أرامكو" بالإجماع تقريباً. الفكرة كانت استعراض قدرات إيران العسكريّة على الوصول إلى العمق". وزاد أن قادة في "الحرس الثوري" أطلعوا القائد الأعلى على العمليّة "الناجحة" بعد ساعات من تنفيذها، لافتاً إلى أن نتيجتها أسعدت طهران كونها وجّهت ضربة مؤلمة للسعوديّة والولايات المتّحدة.


MISS 3