إجماع عربي رفضاً لقرار واشنطن "شرعنة" الاستيطان

10 : 32

وزراء الخارجيّة العرب خلال اجتماعهم الطارئ أمس (أ ف ب)

أعلن مجلس جامعة الدول العربيّة، على مستوى وزراء الخارجيّة العرب، أمس، إدانته ورفضه قرار الولايات المتّحدة اعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة العام 1967 "غير مخالف للقانون الدولي".وأكد المجلس في ختام اجتماعه الطارئ المخصّص للموقف الأميركي الجديد، برئاسة العراق، أن هذا القرار باطل ولاغٍ وبلا أثر قانوني، ويُمثّل مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتّحدة وقراراتها. وحذّر من أن "النهج الذي تتّبعه الإدارة الأميركيّة باتخاذ قرارات أحاديّة، مخالِفةً بشكل فاضح القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، يُعدّ تهديداً حقيقيّاً للأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، واستهتاراً غير مسبوق بالمنظومة الدوليّة".

واعتبر المجلس أن القرار الأميركي "محاولة مبيّتة لشرعنة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي ودعمه، من شأنها أن تُجحف فعلاً بمبادرة السلام العربيّة التي تنصّ على انسحاب إسرائيل إلى خطوط 4 حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة عاصمتها القدس الشرقيّة". ودعا إلى "حشد الجهود العربيّة على مستوى الحكومات والبرلمانات ومنظّمات المجتمع المدني للعمل مع الشركاء الدوليين لاتخاذ إجراءات لمحاسبة إسرائيل على سياستها وممارساتها الاستيطانيّة غير القانونيّة، بما يشمل حضّ المدعية العامة للمحكمة الجنائيّة الدوليّة على فتح تحقيق في جريمة الاستيطان المتكاملة الأركان".

وأعلن المجلس "عزم الدول العربيّة على اتخاذ مواقف سياسيّة واقتصاديّة وديبلوماسيّة، على المستوى الثنائي ومتعدّد الأطراف، للدفاع عن القضيّة المركزيّة للأمة العربيّة، وعن حقوق الشعب الفلسطيني". وكلّف "المجموعة العربيّة في نيويورك والعضو العربي في مجلس الأمن ببدء الجهود والمشاورات اللازمة لمواجهة القرار الأميركي". وتقرّر إبقاء مجلس جامعة الدول العربيّة قيد الانعقاد الدائم لمتابعة التطوّرات المتعلّقة بهذا القرار.ومن المواقف الأبرز خلال اجتماع الجامعة العربيّة في القاهرة، تصريح وزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان، الذي أكّد موقف بلاده الثابت تجاه القضيّة الفلسطينيّة، و"رفضها الموقف الأميركي الجديد تجاه المستوطنات" و"تمسّكها بإيجاد حلّ عادل وشامل للقضيّة الفلسطينيّة"، كونه يُشكّل "الركيزة الأساسيّة لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط"، فيما اعتبر وزير الخارجيّة الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن الموقف الأميركي يُغذّي العنف والإرهاب في المنطقة. كما رأى وزير الخارجيّة الكويتي أن الإعلان الأميركي انتهاك صارخ ومخالف للقانون الدولي ومحاولة لشرعنة المستوطنات، ويُعدّ أيضاً تقويضاً لفرص إحياء عمليّة السلام.

من جهته، أكّد وزير الخارجيّة المصري سامح شكري أن بلاده ترفض بشكل قاطع القرارات الأحاديّة التي تتعلّق بقضايا الحلّ النهائي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني (وضع مدينة القدس، والحدود، والمستوطنات، واللاجئين). أمّا وزير الخارجيّة الفلسطيني رياض المالكي، فاعتبر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تُحاول تعزيز الوضع الانتخابي للرئيس الأميركي في الانتخابات المقبلة على حساب الشعب الفلسطيني. ورأى أن "القرار الأميركي غير قانوني، لكنّه يؤكد دعم واشنطن لدولة الاحتلال". من جانبه، اعتبر الأمين العام للجامعة العربيّة أحمد أبو الغيط أن القرار الأميركي مؤسف وله تأثير سلبي في أي أفق لتحقيق السلام في المستقبل، مضيفاً أن "الإدارة الأميركيّة أنهت بذلك دورها كوسيط في مفاوضات السلام".توازياً، تداعى الفلسطينيّون للمشاركة في "يوم غضب" يُنظّمونه اليوم تعبيراً عن رفضهم القاطع للقرار الأميركي.


MISS 3