إسرائيل و"الجهاد" يتوعدان بالردّ على أي خرق

"هدنة مصريّة" في غزة

02 : 00

دخان يتصاعد جرّاء ضربة إسرائيلية على رفح أمس (أ ف ب)

بعد 3 أيّام من جولة عنف دموية أسفرت عن مقتل 43 فلسطينيّاً، وافقت إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" على إتفاق هدنة بوساطة مصريّة والذي دخل حيّز التنفيذ عند الساعة 11:30 من مساء أمس. وفيما شدّدت "الجهاد" في بيان على "حقنا في الردّ على أي عدوان صهيوني"، جاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أنّه "في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقها في الردّ بقوّة".

وجاء في بيان وقف إطلاق النار: "في إطار حرص مصر على إنهاء حال التوتر الحالية في قطاع غزة، كثفت مصر اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي. وفي ضوء الاتصالات تدعو مصر إلى وقف إطلاق نار بشكل شامل ومتبادل اعتباراً من الساعة 23:30 يوم 7/8/2022 (بتوقيت فلسطين)، وتبذل مصر جهودها وتلتزم بالعمل للإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".

ونفّذت إسرائيل ضربات جوّية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لـ"الجهاد"، التي ردّت بإطلاق مئات الصواريخ، أدّت إلى سقوط 43 قتيلاً فلسطينيّاً، بينهم 15 طفلاً، وجرح 311 شخصاً بجروح مختلفة، بحسب ما أعلنت السلطات الصحية في القطاع حيث سوّي العديد من المباني بالأرض.

وتحدّث مدير مستشفى "الشفاء" في غزة محمد أبو سلمية عن أن الجرحى "يصلون كلّ دقيقة" إلى المرفق الصحي و"الوضع سيّئ للغاية"، محذّراً من نقص خطر في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء.

وفي المقابل، أُصيب إسرائيليان بشظايا، فيما اضطرّ آخرون للاحتماء في ملاجئ خوفاً من رشقات الصواريخ التي أُطلقت من غزة. وأطلقت "الجهاد" الأحد صاروخَيْن في اتجاه القدس اعترضهما الجيش الإسرائيلي الذي أعلن أنه "تمّ تحييد القيادة العليا للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة"، إذ قتل الجيش الإسرائيلي القياديَّيْن البارزَيْن تيسير الجعبري في مدينة غزة وخالد منصور في رفح جنوب القطاع.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه قصف 139 موقعاً لـ"الجهاد" في حين أطلقت الحركة أكثر من 600 صاروخ وقذيفة هاون، لكنّ أكثر من 100 من تلك المقذوفات سقطت داخل غزة، بينما استطاعت منظومة "القبة الحديدية" من اعتراض وإسقاط غالبية الصواريخ التي كانت متوجّهة نحو البلدات والمدن الإسرائيلية.

وفي وقت سابق، حذّرت حركة "حماس" الإسلامية التي لم تُشارك في هذه الجولة من المواجهة مع إسرائيل، من "التوغّلات" الإسرائيلية التي قد تؤدّي إلى وضع "لا يُمكن السيطرة عليه"، مؤكدةً أن "المقاومة بكلّ أذرعها العسكريّة وفصائلها موحّدة في هذه المعركة وستقول كلمتها وبكلّ قوّة، ولم يعُد ممكناً القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه".

وفي الضفة الغربية، اعتقل الجيش الإسرائيلي نحو 20 من ناشطي "الجهاد" خلال عمليات دهم واسعة، في وقت اقتحم فيه عشرات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى بمشاركة عضو "الكنيست" المتشدّد إيتمار بن غفير، وسط حماية من الشرطة الإسرائيلية، ما دفع السلطات الفلسطينية إلى إدانة الاقتحام معتبرةً أن "التصعيد الإسرائيلي في غزة والقدس وجنين تجاوز كلّ الخطوط الحمر"، فيما حذّرت الخارجية الأردنية من "تبعات استمرار هذه الإنتهاكات" وطالبت بوقفها فوراً، كما طالبت السعودية المجتمع الدولي بالتدخّل لإنهاء التصعيد الإسرائيلي.


MISS 3