صليبا تعرض خطورة احتراق الحبوب في الأهراءات

13 : 31

تناولت النّائب نجاة صليبا موضوع التعرّض المطوّل للجسيمات الدقيقة والموادّ المسرطنة المنبعثة من احتراقٍ طويل الأمد للحبوب في صوامع الميناء في بيروت، وقالت في المؤتمر الصحافيّ الذي عقدته في مجلس النّواب مع النائب ملحم خلف: "في الرّابع من آب عام 2020، ارتُكبت جريمة العصر، وفُجرت العاصمة بيروت بأكبر انفجارٍ غير نوويّ في القرن، مُخلفاً مئات الضّحايا وآلاف الجرحى والمتضرّرين المشردين. عامان على هذه الفاجعة، ومسار العدالة مُعرقَل بشتّى الطُّرق الملتوية، والقضاء مُكبَّل، والحقيقة ضائعة، والمُحاسبة غير مُحقّقة، والعدالة منحورة، وجريمة العصر مستمرة.


والأوقح، أنّ المنظومة المرتكِبة نفسها، أعادت استيلاد نفسها في الانتخابات الأخيرة ليستمرّ نهج عدم المساءلة وتمييع الحقيقة في هذه القضية.


وتستمرّ الكارثة من قبل مجلس الوزراء القائم الذي يرفضُ وضع حدٍّ لهذا الإهمال. ففي حين أنّ الانفجار ترك الصوامع المتصدعة مليئة بالحبوب، فإنّ محاولات تنظيفها من الحبوب كانت محدودة للغاية. هذا وإنّ من المعلوم أن الحبوب المتعرضة للحرارة والرطوبة باستمرارٍ، وهي تشكل مصدراً خطراً كبيراً على الصحة والسلامة".


أضافت: "إن التخمير هو مصدر لانبعاث بعض الغازات السامة كثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين. وباحتراق هذه الغازات، قد يصل أول أكسيد الكربون إلى مستويات خطيرة. فالحريق بدأ منذُ قرابة الشهر، ومع إهمال أطنان الحبوب وتركها من دون معالجة، بدأت انبعاثاتُ هذه الغازات السّامّة والمركّبات العضويّة السرطانية المتطايرة، إضافةً إلى الجزيئات ذات الأحجام المختلفة، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة التي يقلّ قطرها أو يساوي 2.5 ميكرومتر (PM2.5). هذا عدا عن الكثير من المواد الكيميائية المختلفة.

وبالتالي، إن استنشاق دخان الحريق ولو لفترة قصيرة، يزعج العينين والأنف والحنجرة، ويمكن أن يسبب آثارًا حادة وجدية على الفور، سرعان ما تختفي بعد فترة وجيزة".


وأضافت: "من ناحية أخرى، إن التعرض للدخان لفترات قصيرة بشكل متكرر أو لفترة طويلة، قد يؤدي لآثار صحية طويلة الأمد. وقد أثبتت الدراسات أن التعرض لفترة طويلة للهواء الذي يحتوي على الجزيئات PM2.5 بشكل مباشر، يؤدي إلى زيادة أمراض القلب، والأوعية الدموية، وبالتالي نسبة الوفيات. وتزداد خطورة الموقف في المناطق التي تشهد ارتفاعًا في نسبة تلوث الهواء بهذه الجسيمات الدقيقة. "وحدّث ولا حرج" هذا هو الحال في مدينتنا بيروت نتيجة الانبعاثات الهائلة لأبخرة مولدات الديزل ومحركات السيارات القديمة وغير المنظمة.

والأهم من ذلك، أن الخطر الناجم عن التعرض لهذا الهواء الملوث، لا ينحصر فقط في المناطق القريبة من مصدر الانبعاثات. فقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الخطر يمتد للمناطق البعيدة أيضاً، بسبب التفاعُل الكيميائيّ لجزيئات الدخان".


وأشارت صليبا إلى أنّ "في ضوء ما تمّ تقديمه وعرضه، نؤكّد أنّ ترك الحبوب المحترقة في صوامع المرفأ تشكّلُ خطراً صحيّاً كبيرًا على سكان بيروت. وإذا تركت النار من دون احتوائها، سيستمر انهيارُ الصوامع واحدةً تلو الأخرى، وهذا يعدّ بحد ذاته مصدرًا رئيسيًا للجزيئات PM2.5، ما يؤدي إلى تفاقم حالة الخطر التي نعيشها.


بناءً على ذلك، نطالب الوزراء المعنيين بالرد على الأسئلة التالية، ووضع خطة تدخل فورية لحل المشكلة.


أسئلة للوزراء:

1. ما هي خطة مجلس الوزراء لإخماد النيران القائمة؟

2. ما هي خطة مجلس الوزراء لإزالة مصدر الحريق وتجنُّب أي كارثة في المستقبل القريب؟

3. هل مجلس الوزراء مستعدّ وجاهز لتعويض كلّ من أدخل إلى المستشفيات وأقسام الطوارئ بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي أو في القلب والأوعية الدموية التي قد تكون نتيجة الحريق المندلع منذ 7 تموز والمستمر حتى تاريخ هذا المؤتمر الصحافي؟

4 - نترقب خطة واضحة وأجوبة عن أسئلتنا خلال اليومين المقبلَين، وإلا فإننا سنحوّل طلبنا إلى استجواب الوزراء المعنيين".


وختمت: "كما سنتواصل مع كلّ من اللجان النيابية المختصة من بيئية وصحية وغيرها… لن نصمتَ قبل وضع حدّ لهذه الكارثة الخفية التي تفتك بالمدينة وبسكانها". 


خلف

من جهته، قال النائب ملحم خلف: "ما يهمنا في هذا الموضوع هو أن نسأل الحكومة عن خطتها لاحتواء الحريق وعدم سقوط الصوامع، وما قالته السيدة صليبا عن وجود الجزيئات ذات الاحجام المختلفة يشكل خطراً صحياً على أهالي المدينة. ونطلب من الوزراء المعنيين والحكومة خطّةً. فمنذ شهرٍ والحريق مندلع ومُتمادٍ ولم يُصَر إلى إخماده. فالموضوع كبيرٌ والوزراء المعنيون مسؤولون وكان يُفترَض أن تشكل خلية ازمة منذ شهر، ولا يجوز القول المعالجة بالكمامات واغلاق النوافذ".


وسُئِلَ عن هدم الاهراءات، فأجاب: "اعتقد أن هناك مراجعات أمام مجلس شورى الدولة".



MISS 3