الثورة بعين الرياضيين

أوجدَتْ إجماعاً على تقبل الآخر

11 : 40

أجمل ما في الثورة اليوم هو هذا الإجماع اللبناني على التلاقي والإنفتاح وتقبّل الآخر ونبذ كل أشكال الطائفية التي كانت سائدة على مساحة الوطن، وذلك على رغم المحاولات التي ظهرت وستظهر ربما لاحقاً -وهي لن تنجح بالتأكيد- من أجل فكّ هذا الإنصهار الوطني القائم وهذه اللحمة اللذين تجلّيا بأبهى صورة في لقاء أهالي الشياح وعين الرمّانة أمس، حيث كان المشهد رائعاً ومؤثراً بالفعل، وأثبت أنّ الشعب اللبناني أصيلٌ وطيّب ومحبّ للحياة بطبيعته.

الثورة مستمرّة برأيي وما من حقّ وراءه مُطالِب الا وصل اليه في نهاية المطاف، فكيف إذا كان اللبنانيون ينادون بأبسط حقوقهم الحياتية والمعيشية والإجتماعية؟ كما هم ينشدون تشكيل حكومة تكنوقراط لمدة ستة أشهر من أجل النهوض بالبلد من جديد وإحداث صدمة إيجابية تعيد الثقة والأمل بلبنان داخلياً وخارجياً، فهل هذه المطالب تعجيزية أو تثير الشبهات والمخاوف مثلاً؟

الشعب اللبناني أسقط كلّ الحواجز النفسية التي كانت قائمة بين أطيافه، وهنا لا أستطيع إلا أن أتذكّر ما كان يحصل معنا في الماضي عندما كان فريقنا الشبيبة البوشرية للكرة الطائرة يتنّقل خلال سنوات الحرب السوداء في السبعينات والثمانينات بين كافة المناطق اللبنانية ليلعب مع الفرق التي دعته في الشمال والجنوب وزحلة وغيرها، متخطياً كلّ الحدود المصطنعة، فنُستقبل كأهل البيت أينما حللنا، ثم نعود ليلاً ننتظر وقتاً طويلاً عند الحواجز قبل أن يُسمح لنا بالعودة الى منازلنا...


*المحامي قيصر باخوس

الرئيس الأسبق لنادي الشبيبة البوشرية


MISS 3