جهود لحماية التراث الثقافي الأوكراني

02 : 00

يسعى القيّمون على المتاحف ومواقع الإرث الثقافي في جنوب أوكرانيا بأيّ ثمنٍ إلى إنقاذ هذه الكنوز التاريخية من خطر العمليات العسكرية الروسية، ويعرّضون أنفسهم أحياناً للخطر.

ففي مطلع آذار الفائت، عندما بدا أنّ تقدُّم الجيش الروسي في منطقة زابوريجيا سيحصُلُ حتماً، بادَرَت ناتاليا تشيرغويك إلى تحميل شاحنتها بقطعٍ فنيةٍ يصل وزنها إلى نحو طنّ، بينها لوحات وأسلحة تراثية وخزف من القرن السابع عشر، وتوجّهت بها غرباً. وتروي المرأة البالغة 50 عاماً، وهي مفوّضة المعارض في متحف خورتيتسيا قائلةً: "اجتزنا مسافة ألف كيلومتر في خمسة أيّامٍ. كانت رحلةً مروّعةً، وكانت الطائرات تمرّ فوقنا عندما كنّا على الطريق من دون أن نعرف ما إذا كانت أوكرانية".

وتُشكّل جزيرة خورتيتسيا بأكملها متحفاً نظراً إلى أهميتها التاريخية، إذ احتلّها القوزاق الأوكرانيون منذ القرن السادس عشر، وجعلوها قاعدتهم إلى أن دمّرتها الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية عام 1775. ويضمّ المتحف الذي تم إنشاؤه فيها عشرات القطع التي عُثر عليها خلال الحفريات الأثرية.

كذلك وعلى بعد 60 كيلومتراً من خورتيتسيا، احتلّ الجيش الروسي في الأيام الأولى من الغزو مدينة فاسيليفكا القريبة من خطّ الجبهة. وتضمّ قصر بوبوف، وهو مبنى ينتمي إلى فن العمارة النيوقوطية ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، أُصيب بأضرارٍ بفعل القصف والمعارك في مطلع آذار.

وتُظهر تقديرات اليونسكو أن أضراراً لحقت بـ 175 موقعاً ثقافياً في أوكرانيا منذ بدء الغزو في 24 شباط الماضي، وتَعتبر وزارة الثقافة الأوكرانية أنّ نحو 100 متحف، وما يقرب من 17 ألف قطعة من التراث الثقافي، موجودةٌ في الأراضي المحتلّة. 

MISS 3