جاد حداد

Never Have I Ever... أفضل كوميديا عن المراهقين

17 آب 2022

02 : 01

يجمع الموسم الثالث من المسلسل الناجح Never Have I Ever (لم أفعل أبداً) على شبكة "نتفلكس" بين الكوميديا والدراما والرومانسية، ويقيم توازناً مثالياً بين هذه العوامل كلها.

تطغى أجواء الحب على هذا الجزء، إذ تبدأ "ديفي" (مايتري راماكريشنان) بمواعدة الفتى الأكثر شعبية في المدرسة، "باكستون" (دارين بارنيت). كذلك، تنشغل صديقتاها المقربتان "إليانور" (رامونا يونغ) و"فابيولا" (لي رودريغز) بعلاقات جديدة محتملة. أما نسيبتها "كامالا" (ريشا مورجاني)، فقد تراجعت عن زواج مدبّر وشيك لاكتشاف نفسها وحقيقة ما تريده في الحياة. باختصار، تعيش كل شخصية في هذا المسلسل الكوميدي شكلاً من العلاقات الرومانسية الراهنة أو المرتقبة، ولو بشكلٍ أفلاطوني أحياناً. حتى أن والدة "ديفي"، "ناليني" (بورنا جاغاناثان)، تدرك أنها بحاجة إلى صديقة جديدة وسرعان ما تقابل خبيرة تغذية (سارايو بلو).

تُعتبر هذه الجوانب من الكوميديا الرومانسية نموذجية في الأعمال التلفزيونية الترفيهية، فهي تجمع بين محتوى المسلسلات الطويلة والبرامج الكوميدية القصيرة. إنه الخليط الذي يجذب المشاهدين على مر مواسم متلاحقة. يتألف الموسم الثالث من هذا المسلسل من عشر حلقات، وقد يكون من أفضل الأعمال التي تدخل في هذه الخانة.

يتميّز الجزء الثالث بالتماسك بقدر الجزأين السابقَين. تتّسم المشاهد الأولى مثلاً بإتقان واضح، فتعيدنا إلى مسار الحياة في مدرسة "شيرمان أوكس" الثانوية وتسمح لنا بالاعتياد على صفات الشخصيات الجديدة التي تحمل طابعاً رومانسياً بشكل عام. سنلاحظ توسّع عالم المراهقة الذي تعيشه "ديفي" والعالم الناضج الذي تنغمس فيه "ناليني". سرعان ما يصبح التعامل بين الأم وابنتها مبنياً على صبرٍ متبادل، فلا تنزعج أيٌّ منهما من تصرفات الأخرى، بل يزيد تركيز كل واحدة منهما على نفسها. لكن مع اقتراب نهاية الموسم، يتداخل عالمهما مجدداً لأن أعباء الحزن الجماعي والوقائع الطاغية على حياة "ديفي" التي تستعد لدخول سن الرشد تُقرّبهما من بعضهما في نهاية المطاف، وسرعان ما يتخذ المسلسل منحىً عاطفياً متزايداً.

تتحرك الأحداث في هذا الجزء بسرعة وتخلو من اللحظات المملة، لكن تتميّز حلقات معينة عن غيرها. يستغني المسلسل لفترة وجيزة عن تعليق جون ماكنرو الصوتي، فيعود أندري سامبيرغ ليسرد القصة بأسلوب مدهش ومميز في هذا الموسم الذي يُركّز على "بن" (جارين لويسون)، منافِس "ديفي" المتفوق. تسمح مناظرة مشوّقة في آخر الموسم بجمع مختلف خيوط القصة بطريقة متقنة، وترتكز الحلقة الأخيرة المدهشة على مواجهة بين "ديفي" و"ناليني" اللتين تُعبّران عن عواطفهما وتتجهان لإدراك مدى حاجتهما إلى بعضهما البعض. لقد رسّخ هذا المسلسل نمطاً ثابتاً يرتكز على بدء الموسم بأجواء مضحكة قبل اتخاذ منحىً أكثر جدّية، وتبدو التقلبات دقيقة وناجحة هذه المرة لدرجة أن تحافظ الجوانب السخيفة والحزينة على تناغم مثالي.

تُذكّرنا هذه الخصائص كلها بسيناريو ميندي كايلينغ في الموسم الأول، فهي تبرع في التطرق إلى مسائل معقدة بدقة عالية وتُكرر هذه المقاربة على مر الأحداث. تبرع كايلينغ في جذب اهتمام المشاهدين في أسرع وقت، وتصطحبهم إلى مواقع متنوعة تدور فيها الحوادث التي تواجهها مختلف الشخصيات في هذا الجزء، لكن لا تخلو المشاهد من الحوارات الممتعة التي تعكس قوة الشخصيات. في أحد المشاهد، تجلس "ديفي" مع معالِجتها النفسية، الدكتورة "راين" (نيسي ناش المدهشة)، فتُعبّر عن مشاعرها المعقدة بعد اكتسابها شعبية كبيرة فجأةً وفضح عواطفها أمام الكثيرين. هي تسمع عن طريق الخطأ مجموعة من الفتيات المشهورات في المدرسة وهنّ يُعبّرن عن دهشتهنّ من اختيار "باكستون" لها كحبيبته الجديدة. في هذا المشهد، تبرع راماكريشنان في قول نكتة مضحكة، لكنها تتفوه بها بأسلوب مؤثر يعكس حجم ألمها الداخلي، فتخلط بين الضحك والحسرة بأفضل طريقة ممكنة.


MISS 3