جاد حداد

... Best. Christmas. Ever! أسوأ كوميديا في هذا الموسم

4 كانون الأول 2023

02 : 00

لم يكن فيلم Best. Christmas. Ever! (أفضل عيد ميلاد على الإطلاق!) يهدف في الأساس إلى تقديم أفضل محتوى على الأرجح، ومع ذلك لا يمكن تبرير رداءته المفرطة. تشارك شبكة «نتفلكس» في موسم الأعياد بكل حماسة منذ فترة، وهي تتابع جذب محبّي الشاشة الصغيرة والكبيرة رغم تراجع تألّقها في السنوات الأخيرة. قد لا يحمل معظم الناس توقعات عالية من أي عمل كوميدي من بطولة الممثلة هيذر غراهام، لكن يسهل أن ينسى المشاهدون على مر السنة إلى أي حد أصبحت هذه الفئة من الأفلام مملة ورديئة على مستوى السيناريو، والإخراج، وأداء الممثلين. قد تكون تفاصيل المشاهد أهم عامل في هذه الأفلام، إذ يعجّ كل مشهد بزينة كافية لتحويل أنظار المشاهدين عن الملل الطاغي على معظم العناصر الأخرى. لكن لا يمكن أن تغطّي أي بهرجة من هذا النوع الجوانب الباهتة في الفيلم، وهي تأتي لتذكّرنا بما ينتظرنا في الأعمال الميلادية خلال الأسابيع الستة المقبلة.

يقتصر العمل على أقل من 80 دقيقة، ولا يمكن وضعه في خانة الأفلام النموذجية أصلاً، فهو عبارة عن مونتاج طويل للقطات تبقى قصيرة لدرجة ألا تُعتبر مشاهد بحد ذاتها. إنه جانب غريب لأن الفيلم يحمل ميزة مثيرة للاهتمام مقارنةً بغيره من الأعمال: شارك تشارلز شاير في كتابة السيناريو، وقد ساهمت كلماته في تقديم أعمال كوميدية بارزة في السابق، منها Private Benjamin (الجندية بنجامين)، و Father of the Bride (والد العروس)، و Baby Boom (طفرة المواليد)، و The Parent Trap(فخ الوالدَين). لكن لا يمكن رصد أي شكل من الذكاء أو الكفاءة في الحوارات هذه المرة، بل يكتفي صانعو العمل بسرد قصة صديقتَين قديمتَين تجتمعان مجدداً في فترة الأعياد.

تكون «جاكي» (براندي نوروود) ناجحة في حياتها، على عكس صديقتها «شارلوت» التي تعتبر نفسها فاشلة (هيذر غراهام). لكنّ رسائل عيد الميلاد المتفاخرة التي ترسلها «جاكي» تزيد شكوك «شارلوت» وتُشعِرها بالغرابة. وعندما تجتمع الظروف وتُجبِر الصديقتَين على تمضية عيد الميلاد معاً، تحتدم المنافسة بينهما سريعاً.

قد توحي هذه الحبكة بأحداث صاخبة للوهلة الأولى لكن يحافظ الفيلم، الذي يحمل توقيع المخرجة ماري لامبرت (من أعمالها فيلم Pet Sematary (مقبرة الحيوان الأليف))، على طابع سطحي وباهت ويرفض تقديم أي مواقف ممتعة، فتتحول الأحداث التي تناسب فئة الكوميديا السوداء إلى فيلم عائلي خانق يعجّ بأولاد مدللين ودروس سخيفة عن الحياة. كانت أي أحداث ممتعة أخرى لتسمح لبطلتَي القصة بالاستمتاع بوقتهما، لكنهما تَعْلَقان في دوامة مملة، لا سيما غراهام التي تشعر بالضجر بكل وضوح وتجد صعوبة في إضفاء لمسة خفيفة وترفيهية على مشاهدها الكوميدية. لن يتّضح نوع الصداقة التي جمعت المرأتَين سابقاً (بالكاد تتقاسمان أي مشاهد وحدهما). وبدل سدّ الثغرات الواضحة، يلجأ السيناريو إلى مقاربة كسولة لافتعال صراع مبهم بسبب غيرة عاطفية تجاه زوجَيهما (أحدهما جيسون بيغز)، مع أن الفيلم يُفترض أن يُركّز على الشخصيات النسائية في المقام الأول.

في الفصل الأخير من القصة، تصبح تفاصيل الحبكة السخيفة جنونية لدرجة أن يتقبّل المشاهدون أفضل ما يمكن استخلاصه من الفيلم. توشك الصديقتان على مواجهة كارثة كبرى وهما على متن منطاد عامل بالطاقة الشمسية بعد خروجه عن السيطرة، ووحدها مهارات غراهام التي يمتنع الفيلم عن استغلالها تنقذ المشهد من الفشل. لكن تتخذ الأحداث منحىً جنونياً في مرحلة متأخرة جداً، ولن تكون صاخبة بما يكفي لدرجة أن ينسى المشاهدون الملل الذي سبق هذه المرحلة من الأحداث.


MISS 3