جاد حداد

Code Name: Emperor... التميّز مفقود

18 آب 2022

02 : 01

تعرض شبكة "نتفلكس" فيلم التشويق الإسباني، Code Name: Emperor (الاسم الرمزي: إمبراطور)، للمخرج خورخي كويرا، حيث تتمحور القصة حول رحلة ضابط استخبارات يدرك أثناء أداء مهامه أن ما يقوم به ليس أخلاقياً. هو يفهم في مرحلة معينة أنه أصبح جزءاً حتمياً من تركيبة رأسمالية فاسدة، لكنّ تورطه غير المسبوق مع إحدى الفتيات يجعله يراجع قراراته وخياراته في الحياة.

يتحمّل "خوان" مسؤوليات كثيرة. لطالما كان الأفضل في عمله، ويعرف المسؤولون عنه أنه قادر على إتمام المهام الموكلة إليه، حتى لو لم تكن الظروف تصبّ في مصلحته. كان "خوان" يعمل لصالح وكالة استخبارية تحت إشراف شرطة الولاية، وقد كُلّف بمهام خاصة وعمليات سرية حيث اضطر في حالات كثيرة لتعريض حياته للخطر. كان ينقل التقارير إلى "غالان" مباشرةً ويتعاون مع فريق صغير مؤلف من ضابطَين: "آنا" و"خيما".

ينفّذ "خوان" كمّاً هائلاً من المهام، معظمها فاسد ويفرض عليه ابتزاز السياسيين أو المسؤولين، أو المشاركة في تغطية النشاطات غير المشروعة لأشخاصٍ تدين لهم الحكومة ببعض الخدمات.

سرعان ما يُكلَّف بإيجاد أدلة يمكن استعمالها لابتزاز سياسي أو التلاعب به، وهو مضطر لفبركة الأدلة إذا لم يجد ما يبحث عنه، لكن يتردد "خوان" في القيام بذلك.

هو يراقب أيضاً نشاطات ثنائي يحاول بيع مواد إشعاعية تُستعمل لتصنيع القنابل، ويسعى إلى وقف هذا العمل الخطير.

يتكل "خوان" في عملياته على التلاعب والخداع، ويتورط مع خادمة ذلك الثنائي لجمع المعلومات التي يبحث عنها. لكن سرعان ما تتطور مشاعره تجاهها، فيرغب في التخلي عن العمليات الفاسدة والمهام المشبوهة.

يضطر "خوان" في مرحلة معينة للاختيار بين الاستسلام والرضوخ لأوامر المسؤولين الفاسدين أو ترك هذا العالم وعيش حياة نظيفة وشرعية.

يتّسم المسلسل عموماً بأداء تمثيلي متماسك. يجسّد الممثل لويس توسار شخصية "خوان" العميقة والمكتوبة بإتقان، وهو يقدّم هذا الدور بأسلوب مؤثر وطبيعي. يتمتع هذا الممثل بكاريزما عالية ويسهل عليه أن يقنع المشاهدين بأدائه، فيُعبّر عن الصراع الذي يعيشه بطريقة واقعية.

في المقابل، تؤدي ألكسندرا ماسانغكاي دور "ويندي" بطريقة مقنعة، فتجسّد الجوانب البريئة من شخصيتها بأفضل الطرق.

ما من أدوار لافتة أخرى، باستثناء "مارتا" التي تجسّدها جورجينا أموروس، وهي تستحق التنويه. رغم تراجع مدة ظهورها في الفيلم، تقدّم هذه الممثلة أداءً مُعبّراً ومقنعاً وعاطفياً.

بعيداً عن الأداء التمثيلي، يعكس الفيلم أوساط الدولة والفساد داخل الحكومة بطريقة واقعية، ولا يلجأ إلى مشاهد مبالغ فيها لإضفاء طابع درامي مفرط على الحبكة، بل إنه يستعمل قصصاً مبسّطة لكشف واقع النظام الفاسد.

كذلك، يبرع الفيلم في تجسيد الشخصيات والصراعات التي تعيشها حين تضطر للاختيار بين توجهاتها الشخصية وواجباتها.

على صعيد آخر، يبدو إيقاع الفيلم ومدة عرضه مناسبَين لجذب اهتمام المشاهدين حتى النهاية. ترتكز القصة على حبكة واضحة ومتماسكة على الورق، لكن يفشل صانعو العمل في نقلها إلى الشاشة. لم تكن الحبكات الفرعية ضرورية، فهي غامضة ومتشابكة لدرجة أن تُربِك المشاهدين في بعض اللحظات. تخلو القصة أيضاً من السياق المتماسك أو الخلفية المناسبة لتفسير المواقف، ما يُصعّب فهم الشخصيات ويُجرّد القصة من جاذبيتها أحياناً. كذلك، تَقِلّ اللحظات المشوّقة وتتخذ الحبكة منحىً سطحياً.

أخيراً، كان يمكن تحسين خيارات الموسيقى التصويرية والتصوير السينمائي لزيادة المؤثرات. في مطلق الأحوال، يمكن الاستمتاع بمشاهدة هذا الفيلم لمرة واحدة، مع أنه يخلو من أي عناصر استثنائية أو جاذبة.


MISS 3