عرضت شبكة «نتفلكس» أول برنامج مباشر هذا الأسبوع بعنوان The Greatest Roast of All Time (أكبر هجوم على الإطلاق)، وهو عبارة عن برنامج مدته ثلاث ساعات ضد الظهير الرباعي السابق في فريق «نيو إنغلاند باتريوتس»، توم برايدي، بمشاركة زملائه السابقين، وكوميديين محترفين، ومدرّبه السابق بيل بيليشيك.
أطلق المشاركون نكاتاً عن جميع المواضيع بلا استثناء، فسخروا مثلاً من طلاق برايدي من عارضة الأزياء جيزيل بوندشين مراراً، لا سيما كيفن هارت ونيكي غلايزر. قيل له مثلاً: «أنت تضع سبعة خواتم، أو ثمانية الآن لأن جيزيل أعادت خاتمها»؛ أو «الأمر الوحيد الذي يُعتبر أغبى من موافقتك على المشاركة في هذا البرنامج هو موافقتك على تدرّب جيزيل على رياضة الجوجتسو (في إشارة إلى المدرّب الذي تواعده بوندشين الآن).
بالغت نيكي غلايزر في تعليقاتها بدرجة لم يجرؤ عليها حتى أقرب أصدقاء برايدي، فتطرقت إلى حبيبته السابقة بريدجيت مويناهان التي كانت حاملاً بطفل برايدي حين تركها للارتباط بجيزيل بوندشين، فقالت له: «توم، أنت أكثر من يجيد اللعب لفترة طويلة. لقد تقاعدتَ، ثم تراجعت عن قرارك، ثم تقاعدتَ مجدداً. أنا أفهمك. يصعب التخلي عن أحد، إلا إذا كانت حبيبتك الحامل. لكني أفهمه. هو لم يكن يعلم. لقد ظنّ بكل بساطة أنها بدأت تسمن».
بالإضافة إلى النكات المتعلقة بطلاق برايدي، طُرِحت دعابات عن اللاعب السابق في فريق «باتريوت»، آرون هيرنانديز، فهو شنق نفسه في السجن بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل.
ركّز راندي موس من جهته على فضيحتَين واجههما برايدي وفريقه السابق، وقد حصلتا قبل وصول موس وبعد مغادرته، خلال فترة ثلاث سنوات عجز فيها الفريق عن تحقيق الفوز. قال موس: «لديّ سؤال واحد لك، يا توم: لماذا لم نغشّ حين كنتُ معكم؟ أردتُ أن أغشّ أيضاً».
كذلك، شارك الممثل بن أفليك، صديق برايدي، في البرنامج مع أنه امتنع عن مهاجمته، وفضّل أن يدافع عنه، وأنهى كلامه بخطاب جامح. كان بيتون مانينغ آخر المتحدثين. بدت نكاته ناجحة بشكل عام، لكنه لم يختر عبارات بذيئة وفضّل التركيز على موضوع كرة القدم.
كما يحصل دوماً في هذا النوع من البرامج التي لم تعد رائجة في السنوات الأخيرة، استُعمِلت بعض النكات السوداء، فألقى جوليان إيدلمان دعابة مثلاً عن القاسم المشترك الذي يجمعه مع جيف روس، أي هويته اليهودية، وقال: «حين ينظر إليّ الناس، هم يتساءلون عن أصلي اليهودي. لكنّ جيف هو من نوع اليهود الذين يجعلون الناس يفضّلون الانضمام إلى حركة «حماس»». ألقى برايدي بدوره دعابة عن هجوم 11 أيلول، على حساب درو بليدسو الذي استلم برايدي مركزه بعد تعرّضه لإصابة قوية خلال مباراة ضد فريق «نيويورك جيتس». قال برايدي: «لن أنسى يوماً مكان وجودي في ذلك اليوم المصيري من أيلول 2001، حين اصطدمت طائرتان بدرو بليدسو».
انتهى الحفل بصعود برايدي إلى المنصة لإهانة كل من هاجمه خلال البرنامج. لم يسبق أن كشف برايدي عن حسّه الفكاهي في أي موقف، لكنه وجّه إهاناته هذه المرة عبر خليط من الغطرسة والتعليقات المثيرة للاشمئزاز، فادّعى مثلاً أنه مُحصّن ضد نكاتهم لأنه كان ناجحاً في مسيرته المهنية.
ينجم نجاح البرنامج بشكلٍ أساسي عن أداء بعض الكوميديين المميزين من أمثال غلايزر وسام جاي (لا جيف روس أو بيرت كريشر)، لكن يصعب على الأرجح أن تُكرر شبكة «نتفلكس» هذه التجربة مستقبلاً. كان توم برايدي شخصية مثالية لخوض هذا النوع من المواجهات الشائكة، نظراً إلى تاريخه الطويل من الفضائح والجدل وامتناعه عن التطرق إلى هذه المواضيع سابقاً. أنتجت هذه العوامل لحظات من المواقف المحرجة التي تسهم في نجاح برامج هجومية من هذا النوع.
يصعب أن نتخيّل مشاركة مشهور آخر بمكانة توم برايدي في هذه البرامج، لأن مشاركته تعني السماح للآخرين باختراق حياته الخاصة والتدقيق بتفاصيل مسيرته. كانت نوعية النجوم التي اختارتها قناة «كوميدي سنترال» طوال 14 موسماً لتفشل على الأرجح في إثارة اهتمام الجمهور أو رفع نسبة المشاهدة لهذه الدرجة، فقد شارك فيها مشاهير خسروا شعبيتهم وشكّلوا أهدافاً سهلة للنقاد، من أمثال تشارلي شين وروزان بار. لهذا السبب، قد يكون وضع برايدي في مرمى النيران خياراً مناسباً جداً لعنوان هذه المواجهة التي تُعتبر «الأفضل على الإطلاق». يصعب أصلاً أن يقتنع أحد بالمشاركة في هذا البرنامج مجدداً.